افتتحت هيئة المتاحف التابعة لوزارة الثقافة السعودية، معرض “فن المملكة” في محطته الثانية في الرياض، بعد أن استضافه القصر الإمبراطوري في ريو دي جانيرو البرازيل، واستقطب أكثر من 26,000 زائر.
يتميّز المعرض الحالي الذي يستضيفه المتحف السعودي للفن المعاصر في حي جاكس، بأعمال فنية جديدة لم تعرض في البرازيل، صمّمت خصيصاً لهذه المحطة، ويستمر حتى 24 مايو 2025.
ينطلق المعرض من تساؤلات حول دور الفن في عصر التكنولوجيا الحديثة، حيث تتدفق الصور والمعلومات في مشهد بصري متسارع، يفتقر أحياناً إلى الدقة.
يحاول المعرض الإجابة عن سؤالين جوهريين: هل يمكن للفن المعاصر أن يعبّر عن الثقافة، وكيف تسهم الفنون البصرية في إعادة بناء السرديات حول المجتمع والذاكرة، وتفكيك الماضي وإعادة تشكيل الحاضر.
الفن والهوية
يستلهم المعرض فكرته من العلاقة المتشابكة بين الفن والهوية، ويركز على تحوّلات المشهد الفني في المملكة، والمسارات التي شكّلت تجربة الفنانين السعوديين، من الارتباط بالتراث والتقاليد المحلية إلى التفاعل مع القضايا الراهنة والتطوّرات التكنولوجية الحديثة، ليقود الزوّار في رحلة عبر قصص الماضي وأحلام المستقبل ورغبات النفس وتخيلات الفكر.
يشارك في المعرض 17 فناناً سعودياً بارزاً تتنوّع أعمالهم المعروضة بين التشكيل والنحت والتركيب والفيديو، في مشهد فني يعكس التفاعل بين الموروث والحداثة، ويستكشف الوسائط الإبداعية الحديثة التي تشكل جزءاً من ممارسات الفنانين المعاصرين.
الصحراء والثقافة
وجاء تصميم مسار المعرض بطريقة تجسّد المشهد الثقافي المشترك بين الفنانين، وتعكس وجهة نظر كل فنان، وهويته المتفردة، ودوره في بناء ثقافة بصرية خاصة، وسط زخم الفن المعاصر، بأساليب جمالية ومواد متنوّعة.
يتناول المعرض موضوعين رئيسيين: الأوّل يتمحور حول الصحراء، باعتبارها رمزاً للرحابة واللانهاية والحياة، بينما يتناول الثاني خصوصية التقاليد الثقافية وتطوّر الثقافة البصرية من الماضي إلى الحاضر.
ويشترك الموضوعان في مفاهيم عدّة مثل: الذاكرة، الوعي البيئي، الأصول، والهوية، ويقدّمان طيفاً واسعاً من الأسئلة العميقة، التي تعكس تاريخ المملكة، وتاريخاً أثرته الإبداعات الفنية، وأغنته القضايا المعاصرة.
وفي محطته الثالثة سينتقل المعرض إلى المتحف الوطني الصيني في بكين، وذلك ضمن فعاليات الاحتفال بالذكرى الـ25 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.
يذكر أن معرض “فن المملكة” يأتي في إطار التزام هيئة المتاحف بدعم الفنانين السعوديين، وتعزيز حضورهم على الساحة الدولية، كما يعكس دور المتحف السعودي للفن المعاصر في جاكس في تمكين الفنانين، وعرض أفضل الممارسات الفنية، وترسيخ مكانة المملكة كمركز حيوي للابتكار .