قالت 3 مصادر دبلوماسية، الخميس، إن الولايات المتحدة ترفض المشاركة في تبنّي مشروع قرار في الأمم المتحدة بمناسبة مرور 3 سنوات على بداية الغزو الروسي لأوكرانيا، يدعم وحدة أراضي كييف، ويُدين موسكو، وذلك في تحول وصفوه بـ”المُحتمل” من جانب أقوى حليف غربي لأوكرانيا.
وتعكس الخطوة على ما يبدو الخلاف المتزايد بين الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، ونظيره الأميركي دونالد ترمب، الذي يحاول إنهاء الحرب في أوكرانيا على وجه السرعة، وأجرى فريقه محادثات مع روسيا في الرياض، الثلاثاء.
ويُشكّل الخلاف أزمة سياسية كبرى لأوكرانيا التي تستعين بمساعدات عسكرية أميركية بعشرات المليارات من الدولارات وافقت عليها الإدارة السابقة لمواجهة القوات الروسية، كما استفادت أيضاً من الدعم الدبلوماسي.
ويدين مشروع قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة، الغزو الروسي ويؤكد الالتزام إزاء “سيادة أوكرانيا واستقلالها ووحدتها وسلامة أراضيها، وفقاً لحدودها المعترف بها دولياً”.
وفي وقت سابق الخميس، قال أحد المصادر الذي طلب هو والمصدران الآخران عدم الكشف عن هوياتهم نظراً لحساسية الأمر: “في السنوات الماضية، شاركت الولايات المتحدة بشكل ثابت في تبني مثل هذه القرارات دعماً للسلام العادل في أوكرانيا”.
وأشار المصدر الدبلوماسي نفسه إلى أن أكثر من 50 دولة تتبنى القرار، من دون أن يحددها.
طلب الدعم من دول أخرى
وتسيطر روسيا على نحو 20% من أراضي أوكرانيا، وتتقدم ببطء لكن بثبات نحو السيطرة على المزيد من الأراضي شرق البلاد.
وقالت موسكو إن “عمليتها العسكرية الخاصة” جاءت رداً على تهديد وجودي تشكله مساعي كييف للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو). وتصف أوكرانيا والغرب تحرك روسيا بأنه استيلاء استعماري على الأرض.
وكانت الولايات المتحدة إحدى الدول التي تبنّت جميع قرارات الأمم المتحدة تقريباً الداعمة لأوكرانيا ضد روسيا منذ بداية اندلاع أكبر صراع على الأراضي الأوروبية منذ الحرب العالمية الثانية.
ولم يتضح بعد متى تنتهي مهلة دعم مشروع القرار، ولا يزال من الممكن أن تغير واشنطن رأيها.
ورغم أن التصويت بالأمم المتحدة قد يمضي من دون دعم الولايات المتحدة، إلا أن عدم مشاركة واشنطن قد يُقلل من فرص حصول مشروع القرار على دعم واسع النطاق في الجمعية العامة.
ويُنظر إلى التصويت باعتباره مؤشراً مهماً على الدعم العالمي لأوكرانيا في مواجهة التحول الواضح من جانب إدارة ترمب إلى دعم موقف روسيا في الحرب.
وقال أحد المصادر: “في الوقت الحالي، فإن موقفها (الولايات المتحدة) هو رفض التوقيع”، في إشارة إلى تبني مشروع القرار.
وأضاف أن الجهود مستمرة لطلب الدعم من دول أخرى بدلاً من ذلك، بما في ذلك دول الجنوب العالمي.
حرب كلامية بين ترمب وزيلينسكي
وأثار هجوم الرئيس الأميركي على نظيره الأوكراني، الأربعاء، مخاوف واسعة في الولايات المتحدة وأوروبا من تحول نهج واشنطن الحذر تجاه موسكو، والذي استمر لعقود من الزمن، بشكل مفاجئ، حسبما أوردت صحيفة “واشنطن بوست”.
ووصف ترمب، زيلينسكي، بـ”الديكتاتور”، قائلاً إنه “يرفض إجراء انتخابات وعليه التحرك سريعاً، وإلا فلن يتبقى له بلد يحكمه”.
وأضاف: “الممثل الكوميدي الناجح بشكل متواضع، فولوديمير زيلينسكي، أقنع الولايات المتحدة بإنفاق 350 مليار دولار للدخول في حرب لا يمكن الانتصار فيها”، مشيراً إلى أنه “لم يكن ضرورياً بدء هذه الحرب أبداً، لكنها حرب لن يتمكن من تسويتها أبداً بدون الولايات المتحدة وترمب”.
وكانت تصريحات الرئيس الأميركي قد جاءت بعد ساعات من تصريحات فولوديمير زيلينسكي، قال إنه “وقع في فقاعة تضليل روسية”، وذلك رداً على تصريحات ترمب بأن كييف مسؤولة عن الغزو الروسي الشامل لها في عام 2022.