أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين، أنه سينسحب من جنوب لبنان، الثلاثاء، باستثناء “5 نقاط استراتيجية”، فيما قال الرئيس اللبناني جوزاف عون إن اتفاق وقف النار “يجب أن يحترم”، وأن هناك مساعي “دبلوماسية” لتحقيق الانسحاب الإسرائيلي الكامل، وأنه “لن يقبل بقاء إسرائيلي واحد على الأراضي اللبنانية”.
وقال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي، نداف شوشاني، إن الجيش “سيترك أعداداً صغيرة من القوات في 5 مواقع استراتيجية في جنوب لبنان بعد حلول موعد الانسحاب في 18 فبراير”، بحسب “رويترز”.
وذكر المتحدث للصحافيين، في مؤتمر صحافي، “نحن بحاجة إلى البقاء في تلك النقاط في الوقت الحالي للدفاع عن الإسرائيليين، والتأكد من اكتمال العملية وتسليمها (النقاط) في نهاية المطاف إلى القوات المسلحة اللبنانية”.
واعتبر شوشاني أن “تمديد التنفيذ يتماشى مع آلية وقف إطلاق النار”.
وبموجب هدنة توسطت فيها واشنطن وباريس في نوفمبر الماضي، مُنحت القوات الإسرائيلية 60 يوماً للانسحاب من جنوب لبنان، حيث شنت هجوماً برياً. ومُدد هذا الموعد النهائي لاحقاً إلى 18 فبراير، لكن الجيش الإسرائيلي يطالب بالبقاء في 5 مواقع في جنوب لبنان.
“عمل دبلوماسي”
وقال الرئيس اللبناني جوزاف عون إن اتفاق وقف إطلاق النار “يجب أن يحترم”، ولفت إلى وجود “عمل دبلوماسي” لتحقيق الانسحاب الإسرائيلي الكامل، وأنه “لن يقبل بأن يبقى إسرائيلي واحد على الأراضي اللبنانية”، بحسب الوكالة الوطنية للإعلام في لبنان.
وعبّر عن تخوفه من عدم تحقيق الانسحاب الإسرائيلي الكامل من جنوب لبنان، الثلاثاء، وأكد أن الرد اللبناني على ذلك “سيكون من خلال موقف وطني موحد وجامع”.
وأوضح عون، في تصريحات للصحافيين، أن “العدو الإسرائيلي لا يؤتمن له ونحن متخوفون من عدم تحقيق الانسحاب الكامل غداً”، وشدد على أن الجيش اللبناني “جاهز للتمركز في القرى والبلدات التي سينسحب منها الإسرائيليون، وهو مسؤول عن حماية الحدود، وجاهز لهذه المهمة، وإذا قصر فحاسبونا”.
وتابع: “نعمل دبلوماسياً لتحقيق الانسحاب الإسرائيلي الكامل، ولن أقبل بأن يبقى إسرائيلي واحد على الأراضي اللبنانية”.
تلال تبعد عن إسرائيل 300 متر
وأوضح مصدر عسكري لبناني لـ”الشرق” أن الجيش الإسرائيلي يريد البقاء في 5 تلال، وهي “جل الدير، أطراف مركبا، الحمامص، اللبونة ومرتفع البلاط”.
وشدد المصدر على أن التلال المذكورة متواجدة في الداخل اللبناني، وتبعد عن الحدود مع إسرائيل بين 300 إلى 400 متر.
ولفت إلى أن بقاء قوات إسرائيلية في “مرتفع البلاط” سيؤثر على طريق عام أمامها، وسيحوله إلى طريق مشلول.
وأوضح المصدر أن الجيش الإسرائيلي سينسحب من 7 قرى، من بينها: “ميس الجبل، حولا، كفركلا، العديسة”، لافتاً إلى أن الجيش اللبناني سيدخل القرى أولاً، وطالب الأهالي بالانتظار حتى تنتهي القوات من إزالة مخلفات الحرب.
وفي وقت سابق الأحد، قال أمين عام “حزب الله” اللبناني نعيم قاسم، إن القوات الإسرائيلية يجب أن تنسحب من الأراضي اللبنانية بالكامل بحلول الموعد النهائي المحدد في 18 فبراير، معتبراً أنه “ليس هناك أي ذريعة” للاحتفاظ بوجود عسكري في أي موقع في جنوب لبنان.
وأضاف قاسم أن أي وجود عسكري إسرائيلي على الأراضي اللبنانية بعد 18 فبراير “سيعتبر قوة احتلال”. وتابع: “الكل يعلم كيف يتم التعامل مع الاحتلال”، دون أن يهدد صراحة بأن “حزب الله” سيستأنف الهجمات ضد إسرائيل.