اعتبر وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، أن المقترح الذي تقدم به الرئيس دونالد ترمب بشأن تهجير سكان غزة، هو “المخطط الوحيد المتاح”، قائلاً إنه “على الحلفاء تقديم بديل إذا كانت لديهم خطة أفضل”. وجدد روبيو التهديدات لحركة حماس “إذا لم تلتزم بإطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين بحلول ظهر السبت المقبل”.
ووصف روبيو في مقابلة مع قناة “فوكس نيوز” الأميركية، لقاء ملك الأردن عبد الله الثاني في واشنطن، بـ”الجيد”، مشيراً إلى أن “الأردن حليف للولايات المتحدة، ونتعاون معه عن كثب في العديد من الأمور”.
واستقبل ترمب، ملك الأردن، في البيت الأبيض، الثلاثاء، حيث أكد مجدداً رغبته بالسيطرة على قطاع غزة وتهجير سكانه إلى مصر والأردن، رغم رفض البلدين والفلسطينيين أنفسهم، فيما ذكر الملك عبد الله أن هناك “خطة عربية” سيتم تقديمها قريباً، رداً على خطة الرئيس الأميركي.
وبشأن خطة ترمب، قال وزير الخارجية الأميركي: “النقطة الأساسية هي أن البعض لا يعجبهم مخطط ترمب لغزة حالياً، لكنه المخطط الوحيد المتاح”، متابعاً: “أعتقد أنه يقع على عاتق الدول العربية، حلفائنا الذين نعمل معهم بشكل وثيق، أن يقدموا بديلاً إذا كانت لديهم خطة أفضل، ونأمل أن يكون ذلك من نتائج هذه الاجتماعات”.
ولاقت خطة ترمب، التي أعلنها بشأن تولي الولايات المتحدة السيطرة على قطاع غزة، وتحويله إلى “ريفييرا الشرق الأوسط”، مع إعادة توطين الفلسطينيين في دول مجاورة، انتقادات فورية في الشرق الأوسط وخارجه.
وأعلنت مصر والأردن مراراً رفضهما فكرة تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة أو الضفة الغربية المحتلة، وأكدتا التمسك بمسار “حل الدولتين”، وقيام دولة فلسطينية مستقلة على خطوط 4 يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
روبيو يهدد حماس
وفي ما يتعلق بتهديد الرئيس الأميركي بـ”فتح أبواب الجحيم” حال لم تسلم حماس المحتجزين الإسرائيليين بحلول ظهر السبت: قال روبيو إن “ترمب سئم من عملية الإفراج التدريجي عن المحتجزين في غزة”، زاعماً أن “حماس خرقت اتفاق غزة”.
وأوضح وزير الخارجية الأميركي أن “ترمب يريد إخراج جميع المحتجزين دفعة واحدة”، قائلاً: “لقد رأى (ترمب) حالة المحتجزين الذين أُطلق سراحهم قبل أسبوع، وكانوا على شفا الموت، لقد كانوا في حالة مروعة، وبالكاد قادرين على التحمل، وهذا ما أغضب الرئيس، وجعله يتخذ موقفًا صارماً”.
وهدد روبيو حركة حماس بأنها “إذا لم تلتزم بالاتفاق بحلول السبت، فأعتقد أننا سنعود إلى حيث كنا قبل بضعة أشهر”، مضيفاً: “سيتم القضاء على حماس، وستتدخل إسرائيل لحل هذه المشكلة بشكل نهائي”.
وتابع: “نأمل ألّا نصل إلى هذه النقطة، لكن ترمب جاد في ذلك، فقد سئم من الانتظار واستقبال محتجز أو اثنين أو ثلاثة في كل مرة، فقد حان الوقت لإعادتهم جميعاً”.
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترمب، هدد الاثنين، بأنه سيقترح إلغاء اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس، والسماح لأبواب الجحيم بأن تنفتح، إذا لم تطلق حماس سراح المحتجزين الإسرائيليين في غزة، بحلول ظهر السبت المقبل.
وأعلنت “كتائب القسام” الجناح العسكري لحماس، الاثنين، تأجيل تسليم دفعة المحتجزين الإسرائيليين، المقرر الإفراج عنهم السبت المقبل، حتى إشعار آخر، لـ”عدم التزام إسرائيل ببنود اتفاق غزة”.
وقالت حركة حماس، الثلاثاء، إنها “ملتزمة باتفاق وقف إطلاق النار ما التزم الاحتلال به”، منبهة أن الاتفاق “تم برعاية وضمانة الوسطاء (مصر وقطر والولايات المتحدة)، وشهد عليه المجتمع الدولي”.
وتابعت الحركة، في بيان صحافي، أن “الاحتلال هو الطرف الذي لم يلتزم بتعهداته، وعليه تقع مسؤولية أي تعقيدات أو تأخير”.
في المقابل، تعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الثلاثاء، بإنهاء اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، والعودة إلى “القتال المكثف” حال عدم إطلاق “حماس” لسراح المحتجزين بحلول ظهر السبت المقبل.
وأضاف نتنياهو، في بيان مصور، بعد اجتماع استمر 4 ساعات لمجلس الوزراء الأمني المصغر، أنه “إذا لم تُعِد (حماس) محتجزينا بحلول ظهر السبت، فسينتهي وقف إطلاق النار، وسيعود الجيش إلى القتال المكثف حتى إلحاق الهزيمة بالحركة في النهاية”.