ردود فعل دولية غاضبة من تصريحات ترامب بشأن تهجير سكان غزة
06 فبراير 2025 – 12:28
أثارت تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، حول تهجير الفلسطينيين والسيطرة على قطاع غزة، موجة من ردود الأفعال الدولية الغاضبة، حيث عبّرت دول عدة عن رفضها القاطع لأي مخططات ترمي لتهجير الفلسطينيين من أرضهم، واعتبروه تطهيرًا عرقيًا يتعارض مع القانون الدولي.
وكان “ترامب” قد كشف، الثلاثاء الماضي، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض، عن نية واشنطن فرض سيطرة مباشرة على قطاع غزة بعد تهجير كامل سكانه الفلسطينيين إلى دول أخرى.
وأشار ترامب إلى احتمال نشر قوات أمريكية للمشاركة في عمليات إعادة الإعمار بالقطاع، متطلعًا لأنّ تكون للولايات المتحدة “ملكية طويلة الأمد” في القطاع.
ويعتبر الفلسطينيون هذه التصريحات تهديدا مباشرا لوجودهم وحقوقهم التاريخية في أرضهم وتعبّر عن تنفيذ واضح للمشروع الاستيطاني الإسرائيلي، وسط رفض شعبي وفصائلي ورسمي لتلك التصريحات، التي تمس حقوق الفلسطينيين الثابتة في أرضهم ووطنهم.
رفض أوروبي..
وفي إطار ردود الفعل الدولية المتوالية لتصريحات ترامب، قالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، إن الاقتراح بإخراج الفلسطينيين “غير مقبول” ويتعارض مع القانون الدولي، ومن شأنه أن يؤدي إلى معاناة وكراهية جديدة وكراهية جديدة.
وفي فرنسا، أكدت المتحدثة باسم الحكومة الفرنسية صوفي بريماس معارضة بلادها تهجير السكان الفلسطينيين، واصفة اقتراح ترامب بأنه “خطير” على الاستقرار الإقليمي وعملية السلام.
وأشارت في ختام مجلس أعمال الوزراء، معارضة فرنسا الكاملة لترحيل وتهجير الفلسطينيين.
ندعم فلسطين..
إلى ذلك، قال رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر خلال جلسة برلمانية: إنه يجب السماح للفلسطينيين بالعودة إلى ديارهم؛ “لإعادة البناء”.
وبيَّن “ستارمر” موقف المملكة المتحدة الساعي لأن يكون لها دوراً في إعادة الإعمار، والوقوف مع الفلسطينيين في “تحقيق حل الدولتين”.
أما وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، فاعتبر تهجير الفلسطينيين من غزة أمر ترفضه دول المنطقة وتركيا، مؤكداً أن طرح هذه المسألة للنقاش شيء خاطئ.
ولم تلقَ تصريحات “ترامب” في إسبانيا استحساناً، حيث أوضح وزير الخارجية خوسيه مانويل ألباريس أن حكومته تعتبر أن “غزة هي أرض الفلسطينيين الغزاويين”.
وقال ألباريس في مؤتمر صحفي رسمي في مدريد، “يجب أن يبقوا في غزة لأن غزة جزء من الدولة الفلسطينية المستقبلية التي تراهن عليها إسبانيا”.
وتعهدت إسبانيا، التي انضمت العام الماضي إلى النرويج وأيرلندا في الاعتراف بالدولة الفلسطينية، بمواصلة إرسال المساعدات الإنسانية إلى غزة.
وفي موقف مماثل عقّب السيناتور الأميركي الديمقراطي كريس ميرفي على التصريحات في منشور على إكس “لقد فقد عقله تماما، سيؤدي غزو الولايات المتحدة لغزة إلى مذبحة لآلاف الجنود الأميركيين وحرب في الشرق الأوسط لعقود، إنها مثل مزحة رديئة”.
بدوره، وصف عضو مجلس النواب الديمقراطي جيك أوشينكلوس لقناة “نيوز نيشن” التلفزيونية الاقتراح بأنه “متهور وغير معقول”، مضيفا أنه قد يفسد المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس.
وأكد أنه “يتعين علينا أن ننظر إلى دوافع ترامب، وكما هو الحال دائما عندما يقترح ترامب بندا سياسيا فهناك صلة بالمحسوبية وخدمة الذات”، وفي إشارة إلى ترامب وصهره جاريد كوشنر، قال “يريدان تحويل هذا المكان إلى منتجعات”.
وفي إطار ردود الفعل، أبدت دول عربية رفضها القاع مقترح الرئيس الأمريكي معتبرةً إياه “قراراً خاطئاً وغير مقبول”، ومن بين هذه الدول قطر، المملكة الأردنية، وجمهورية مصر العربية.
تفاصيل مخطط ترامب
وأكد ترامب أن “بلاده ستتولى السيطرة على قطاع غزة، وستقوم بمهمة فيه أيضا”، على حد قوله، مضيفًا “سنطلق خطة تنمية اقتصادية (في القطاع) تهدف إلى توفير عدد غير محدود من الوظائف والمساكن لسكان المنطقة”.
وقال إن “فكرة سيطرتنا على قطاع غزة حظيت بتأييد وإشادة واسعين من مختلف مستويات القيادة”، معتبرا أن غزة “مكان مليء بالحطام الآيل للسقوط”، وأنه “يمكن تهجير الغزيين إلى أماكن أخرى ليعيشوا بسلام”.
وتوقع ترامب أن يتحول قطاع غزة -الذي يضم أكثر من مليوني فلسطيني-بعد أن تسيطر عليه أميركا إلى “ريفييرا الشرق الأوسط”، وعندما سُئل عمن سيعيش هناك رد أنها قد تصبح موطنا “لشعوب العالم”، وتوقع أن تصبح “ريفييرا الشرق الأوسط” بعد أن سوّى العدوان الإسرائيلي مساحات شاسعة منها بالأرض.