أفادت وسائل إعلام إسرائيلية، الخميس، بطلب إسرائيل من الولايات المتحدة إرجاء انسحاب قواتها من جنوب لبنان مدة 30 يوماً، وذلك قبل أيام من انقضاء مهلة الـ 60 يوماً المنصوص عليها في اتفاق وقف إطلاق النار.
وأبرمت إسرائيل والحكومة اللبنانية، اتفاقاً وقف إطلاق النار لمدة 60 يوماً بوساطة أميركية في 27 نوفمبر الماضي، إذ نص الاتفاق على أن ينسحب الجيش الإسرائيلي على مراحل بعد أكثر من عام على الحرب، بناءً على قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في عام 2006 والذي أنهى آخر صراع كبير بين الطرفين.
وفي السياق، قالت هيئة البث الإسرائيلية إن الكابينت الإسرائيلي سيجتمع في وقت لاحق الخميس، لبحث مسألة إبقاء جزء من القوات الإسرائيلية في جنوب لبنان، بهدف استكمال “نشاطات أمنية”، قبل انتهاء فترة الـ 60 يوماً المنصوص عليها في اتفاق وقف إطلاق النار.
وبحسب صحيفة “تايمز أوف إسرائيل”، فإن إسرائيل رأت أن “القوات اللبنانية انتشرت ببطء شديد في جميع أنحاء المنطقة، ما أدى إلى تأخير انسحاب قواتها نتيجة لذلك”.
موقف باريس وواشنطن
بدورها، ذكرت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية نقلاً عن مصادر مطلعة قولها، إن الولايات المتحدة وفرنسا تناقشان التمديد المطلوب مع مسؤولين إسرائيليين ولبنانيين، إذ قدرت المصادر عدم ممانعة فرنسا في منح التمديد، طالما أن الأطراف الأخرى متفقة.
وفي وقت سابق من صباح الخميس، ذكرت إذاعة الجيش أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب “أقل ميلاً من سلفه جو بايدن، لمنح مهلة مدتها 30 يوماً، وتريد استكمال الانسحاب الكامل بحلول الأحد”.
ومع ذلك، قال السفير الإسرائيلي المنتهية ولايته لدى الولايات المتحدة، مايكل هيرتسوج، لشبكة الإذاعة إنه يعتقد أن إسرائيل وواشنطن “ستتوصلان إلى تفاهم بشأن هذه المسألة وسيتم منح التمديد في النهاية”.
يشار إلى أن الولايات المتحدة وفرنسا تقومان بمهمة مراقبة الهدنة بين إسرائيل و”حزب الله”، والتي تتضمن انسحاباً تدريجياً للقوات الإسرائيلية.
“حزب الله”: تأخير الانسحاب يعني احتلال
والشهر الماضي، قال نائب رئيس المكتب السياسي لجماعة “حزب الله” اللبنانية محمود قماطي، إن عدم انسحاب الجيش الإسرائيلي من البلاد بعد مرور 60 يوماً على إبرام اتفاق وقف إطلاق النار، يعني أن هذه القوات الموجودة هي “قوات احتلال، وسنتعامل معها على هذا الأساس”، محذراً من فتح ملف نزع سلاح الحزب، معتبراً أن “الكلام عن نزع السلاح يدفع البلاد إلى الفوضى”.
وأضاف قماطي في حوار مع تلفزيون “المنار”، أن الحزب “يتحلى بالصبر 60 يوماً، وفي اليوم الحادي والستين سيتغير الموضوع وتصبح القوات الموجودة قوات احتلال، وسنتعامل معها على هذا الأساس”.
وبموجب الاتفاق، يتعين على مقاتلي “حزب الله” مغادرة مواقعهم في جنوب لبنان والتحرك إلى شمال نهر الليطاني على بعد حوالي 30 كيلومتراً شمال الحدود مع إسرائيل التي يجب أن تنسحب بالكامل من الجنوب.
ووفقاً للاتفاق، تعكس هذه التفاهمات “الخطوات التي يلتزم بها كل من إسرائيل ولبنان من أجل تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1701 بالكامل، مع الاعتراف بأن هذا القرار ينص أيضاً على التنفيذ الكامل للقرارات السابقة لمجلس الأمن، بما في ذلك نزع سلاح جميع المجموعات المسلحة في لبنان، بحيث تقتصر القوى المخولة بحمل السلاح في لبنان على القوات المسلحة اللبنانية، وقوى الأمن الداخلي، ومديرية الأمن العام، والمديرية العامة للأمن الوطني، والجمارك اللبنانية، والشرطة البلدية”.