دعا الأمين العام لحلف شمال الأطلسي “الناتو”، مارك روته، الخميس، إلى ضرورة تكثيف دعم أوكرانيا عسكرياً، مشدداً على أنه من الضروري ألا تفوز روسيا في الحرب، وأن يضمن “اتفاق السلام” المحتمل عدم حصول الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مرة أخرى على فرصة الحصول على كيلومتر مربع واحد من أوكرانيا.
وقال روته ضمن حديثه في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس بسويسرا: “يتعين علينا حقاً تكثيف الدعم وعدم تقليصه لأوكرانيا”، محذّراً من أنه يرى الكثير من الساسة، سواء داخل أوكرانيا أو خارجها، يناقشون ما قد تعنيه محادثات السلام للأراضي التي استولت عليها روسيا، وعضوية حلف شمال الأطلسي بالنسبة لأوكرانيا”، حسبما نقلت “الجارديان”.
وشدد على أن “العالم لا يستطيع أن يتحمّل السماح لبوتين بإلقاء خطابات كبيرة ويصافح قادة كوريا الشمالية والصين”، لافتاً إلى أن “خط المواجهة يتحرك حالياً في الاتجاه الخاطئ في أوكرانيا”، في إشارة إلى التقدم الروسي، وكرّر رسالته السابقة التي مفادها أن أنصار أوكرانيا يجب أن يعزّزوا مساعداتهم.
مفاوضات بحضور بوتين
وأكد روته أن التركيز يجب أن ينصب على جلب أوكرانيا إلى محادثات السلام “في أفضل وضع ممكن”، حتى يكون السلام مستداماً، وألا يتم تحديه مرة أخرى.
وقال في رده على أسئلة الصحافيين، إن “الخطر هنا هو أن نبدأ في التفاوض مع بوتين دون أن يكون الرئيس الروسي موجوداً على الطاولة، والخطر أيضاً، هو أن يجلس بوتين على كرسيه المتكئ في موسكو، ويضع علامات على المربعات فقط”.
وأردف قائلاً: “إذا كان من الممكن إحضار بوتين إلى طاولة المفاوضات، فإن الأمر المهم هو ضمان (سلام مستدام)، وعدم تكرار محادثات السلام في مينسك في عام 2014”.
وأصر روته على أن بوتين لا ينبغي أن يكون له حق النقض على من ينضم إلى حلف الناتو، مشيراً إلى أنه من المهم “تغيير مسار الحرب، لأنه لا يمكننا السماح لدولة واحدة بغزو دولة أخرى ومحاولة استعمارها، في القرن الحادي والعشرين”.
عضوية أوكرانيا في الناتو
وقال: “إذا خسرت أوكرانيا الحرب، فإن أعضاء حلف شمال الأطلسي سيواجهون (تريليونات) من الإنفاق الإضافي لدعم جيشهم”، وهو “سعر أعلى بكثير” مما يتم التفكير فيه اليوم. ويضيف روته أن “هناك التزاماً بأن تصبح أوكرانيا عضواً في حلف شمال الأطلسي”.
وقي سياق آخر، قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي لـ”رويترز”، “إننا بحاجة إلى نهج شامل بشأن منطقة القطب الشمالي، وترمب محق في أنه يتعين علينا أن نتحرك معاً بشأن هذه القضية”.
وتسعى أوكرانيا منذ عقود إلى الانضمام لحلف الناتو الذي يضم الولايات المتحدة و29 دولة أوروبية، لكن هذه المساعي تواجه دائماً غضب موسكو، إذ تعتبره روسيا “تهديداً أمنياً لها”.
وبموجب معاهدة تأسيس حلف شمال الأطلسي لعام 1949، فإن القرارات المتعلقة بالتوسع تُتخذ عبر “الموافقة بالإجماع”.
وطلبت أوكرانيا في سبتمبر من عام 2023، تسريع عملية الانضمام إلى التحالف العسكري، فيما كرر الناتو علناً سياسة “الباب المفتوح”، لكنه لم يقدم رداً ملموساً.
وخلال فترة ولاية ينس ستولتنبرج التي استمرت 10 سنوات، انضمت الدول المحايدة السابقة فنلندا والسويد بعد غزو أوكرانيا بعد الجبل الأسود ومقدونيا الشمالية كأعضاء جدد. كما أن هناك المزيد من الإنفاق على الدفاع من قبل الحلفاء والوصول إلى 500 ألف جندي جاهز للقتال.