قالت مصادر استخباراتية غربية، إن سفينتين إيرانيتين تحملان عنصراً كيميائياً أساسياً يستخدم في صنع الوقود الصاروخي، ستبحران من الصين إلى إيران خلال الأسابيع القليلة المقبلة، وفق ما أوردته صحفة “فاينانشيال تايمز”.
ومن المتوقع أن تحمل السفينتان “جولبون” و”جيران” اللتان تحملان العلم الإيراني، أكثر من ألف طن من مادة “بيركلورات الصوديوم”، التي تستخدم في صنع “بيركلورات الأمونيوم”، المكون الرئيسي للوقود الصلب للصواريخ.
وقال مصدران، إن “مادة بيركلورات الصوديوم يمكن أن تنتج 960 طناً من بيركلورات الأمونيوم، والتي تشكل 70% من الوقود للصواريخ التي تعمل بالوقود الصلب”.
وأضافا أن “الكمية من بيركلورات الأمونيوم يمكن أن تنتج 1300 طن من الوقود، وهو ما يكفي لتزويد 260 صاروخاً إيرانياً متوسط المدى بالوقود مثل (خيبر شيكان) أو (حاج قاسم)”، وأوضحا أن “المواد الكيماوية كانت تُشحن إلى الحرس الثوري، الذراع النخبوية للجيش الإيراني”.
وأوضح المصدران، وفق “فاينانشيال تايمز”، إن “34 حاوية بطول 20 قدماً تحتوي على المواد الكيماوية تم تحميلها على السفينة جولبون، التي غادرت جزيرة دايشان الصينية، الثلاثاء الماضي، إذ من المتوقع أن تغادر السفينة جيران الصين وعلى متنها 22 حاوية في أوائل فبراير المقبل”.
وأوضحا أن السفينتين، المملوكتين لكيانات إيرانية، من المتوقع أن تقوما برحلة مدتها ثلاثة أسابيع إلى إيران دون القيام بأي زيارات للموانئ، فيما أشارا إلى أن “المواد الكيماوية تم تحميلها على السفينة جولبون في تايكانج، وهو ميناء يقع شمال شنغهاي مباشرة، وكانت متجهة إلى بندر عباس، وهو ميناء في جنوب إيران على الخليج العربي”.
وتعتبر مادة “بيركلورات الأمونيوم” من بين المواد الكيميائية التي تسيطر عليها نظام مراقبة تكنولوجيا الصواريخ، وهي هيئة دولية لمكافحة الانتشار.
دور صيني
وبناءً على بيانات من متتبع السفن “مارين ترافيك”، فقد أمضت سفينة “جولبون” عدة أيام على الأقل قبالة جزيرة دايشان قبل المغادرة، الثلاثاء، فيما كانت السفينة “جيران” على بعد حوالي 75 كيلومتراً جنوب دايشان قبالة ساحل نينغبو في مقاطعة تشجيانج الصينية في وقت مبكر من الأربعاء.
ولم يتمكن المسؤولون من تحديد ما إذا كانت بكين على علم بالشحنات، لكن السفارة الصينية في واشنطن، قالت إنها “ليست على دراية بالوضع وأن بكين ملتزمة بالحفاظ على السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط والخليج وتعزيز التسوية السياسية والدبلوماسية للقضية النووية الإيرانية بنشاط”.
بدوره، قال دينيس وايلدر، محلل سابق في وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية CIA لشؤون الصين، إن “بكين نفذت مبيعات أسلحة واسعة النطاق لإيران يعود تاريخها إلى عام 1979، بما في ذلك توريد صواريخ (سيلك وورم) المضادة للسفن في عام 1986 أثناء الحرب الإيرانية- العراقية”.
وأضاف وايلدر، الذي يعمل الآن في جامعة جورج تاون: “منذ أوائل تسعينيات القرن الماضي، ساعدت الصين الجيش الإيراني على نطاق واسع في برنامج تطوير الصواريخ الباليستية وقدمت الخبرة والتكنولوجيا والأجزاء والتدريب”.
وتابع: “دوافع الصين لمساعدة إيران سراً اليوم، تشمل مساعدة إيران سراً في إنتاج صواريخ لصالح المجهود الحربي الروسي في أوكرانيا، وتعزيز القضية المشتركة ضد الهيمنة الأميركية المزعومة وشراء بكين سنوياً كميات كبيرة من النفط الخام الإيراني بأسعار مخفضة”.
وانتقدت الولايات المتحدة وحلفاؤها، الصين بشكل متكرر، لتقديم الدعم للأنظمة من طهران إلى موسكو، كما انتقدت واشنطن الصين لانتهاكها العقوبات الأميركية من خلال شراء النفط الإيراني، لكن منتقدي إدارة جو بايدن يقولون إنها “لم تفعل ما يكفي لفرض العقوبات”.
كما زادت الولايات المتحدة من الضغوط على بكين على مدى العامين الماضيين، لعدم بذل المزيد من الجهود لوقف شحن المواد ذات الاستخدام المزدوج إلى روسيا والتي ساعدت موسكو في غزوها الكامل لأوكرانيا، لكن حجم الشحنات لم يُظهر سوى القليل من علامات الانخفاض.