“منصة لرقص المراهقين”، هكذا كان الوصف السائد الذي أُطلق على تطبيق “تيك توك” منذ انطلاقه، لكن في عام 2025، أصبح عملاقاً يضم 170 مليون مستخدم في الولايات المتحدة وحدها، ويمثل “تهديداً للأمن القومي”، يجب القضاء التعامل معه.
وشهدت المنصة تحولاً مثيراً من تطبيق مخصص للرقصات الغريبة إلى هدف مباشر لحظر فيدرالي، وخلال تلك الرحلة، كان مسار التطبيق حافلاً بالعديد من المحطات اللافتة.
واحتضنت المنصة وصفات طعام مبتكرة، ودراما متخصصة، واتجاهات صغيرة أثرت على الثقافة العامة، مع إدخالات جديدة في المعجم الشعبي وصعود نجوم بين عشية وضحاها، وفقاً لصحيفة “نيويورك تايمز”.
لكن هذا النجاح تخللته تحديات كبيرة، بدءاً من المشاكل القانونية المتكررة، وجلسات الاستماع الصارمة أمام مجلس الشيوخ، وصولاً إلى قضية المحكمة العليا الأميركية، التي استقطبت اهتماماً واسعاً على المستوى الوطني.
وفيما يلي الجدول الزمني للصعود المذهل للتطبيق:
2012
أسس تشانج ييمينج، وهو رجل أعمال صيني، شركة ByteDance، ويقال إنه رسم المفهوم التقريبي لما سيصبح عليه تطبيق “تيك توك”.
2014
أطلق أليكس تشو ولويو يانج، تطبيق Musical.ly، إذ قام المؤسسان بتحويل المنصة من تطبيق تعليمي إلى تطبيق لمزامنة الشفاه (التظاهر بالغناء في نفس الوقت تماماً مع الصوت المسجل)، ما يسمح للمستخدمين بإنشاء مقاطع فيديو مدتها 15 ثانية للغناء.
2015
احتل Musical.ly المركز الأول في متجر تطبيقات Apple في الولايات المتحدة.
2016
أطلقت “بايت دانس” في سبتمبر تطبيق Douyin للفيديوهات القصيرة في الصين، ليصبح الأكثر شعبية من نوعه في البلاد، ويعد بمثابة مقدمة لتطبيق “تيك توك”.
وكان استخدام Douyin مقتصراً على الصين، حيث تستخدمه السلطات لنشر الدعاية، وفق “نيويورك تايمز”.
وشهد أكتوبر من العام ذاته، ظهور عدد من “الميوزيرز”، وهو اختصار لمستخدمي تطبيق Musical.ly، على غلاف مجلة “بيلبورد”، التي قالت إن التطبيق “يغير صناعة الموسيقى”، وكان معظم النجوم الذين ظهروا على الغلاف من الأطفال.
2017
وفي سبتمبر من العام 2017، أطلقت “بايت دانس” تطبيق “تيك توك” في إندونيسيا، لتشتري “بايت دانس” في نوفمبر، من ذات العام تطبيق Musical.ly، الذي كان يضم 60 مليون مستخدم في الولايات المتحدة وأوروبا، مقابل حوالي مليار دولار.
2018
تم إنهاء تطبيق Musical.ly في شهر أغسطس من العام 2018، بعد دمجه مع “تيك توك”، حيث تم نقل المستخدمين في الولايات المتحدة تلقائياً إلى التطبيق الجديد.
أما في نوفمبر من العام ذاته، تجاوز “تيك توك” لأول مرة تطبيقات “فيسبوك” و”إنستجرام” و”سناب شات” و”يوتيوب” من حيث عدد التنزيلات الشهرية.
2019
وافق “تيك توك” في فبراير من 2019، على دفع 5.7 مليون دولار لتسوية دعاوى انتهاك خصوصية الأطفال.
وبعد ذلك وتحديداً بين يوليو وأكتوبر من العام 2019، كتب عضوا مجلس الشيوخ تشاك شومر وتوم كوتون رسالة دعيا فيها القائم بأعمال مدير الاستخبارات الوطنية إلى التحقيق في المخاطر الأمنية المحتملة التي تشكلها التطبيقات الصينية، بما في ذلك “تيك توك”.
وفي ديسمبر، طالبت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاجون) أعضاء الجيش بضرورة إزالة تطبيق “تيك توك” من أجهزتهم الشخصية والرسمية، وبعد فترة وجيزة، بدأ سلاح مشاة البحرية بحظر التطبيق على الأجهزة الممنوحة من الحكومة.
2020
وفي فبراير من العام 2020، تحولت رقصة “The Renegade”، التي تعتبر من أشهر الرقصات على “تيك توك” إلى رمز مثير للجدل، عندما يقوم المستخدمون بتصوير أنفسهم وهم يؤدون الرقصة دون الإشارة إلى مبتكرتها، المراهقة جاليا هارمون.
وفي مارس ذات العام، انضم السيناتور بيرني ساندرز إلى منصة “تيك توك”، أما في أبريل، حققت كارول باسكن وميجان ذا ستاليون، اللتان كانتا في الحجر الصحي خلال فترة فيروس كورونا، نجاحاً كبيراً بمشاركة محتواهما على “تيك توك”، إذ استمر التداخل بين الثقافة الشعبية والمنصة في الازدياد، ما جعل الحدود بينهما غير واضحة.
وفي يونيو من العام 2020، حظرت الهند “تيك توك”، حيث كانت تعد السوق الأكبر للتطبيق مع 200 مليون مستخدم.
ومع تفاقم جائحة كورونا سجلت المنصة في أغسطس أكثر من 100 مليون مستخدم نشط في الولايات المتحدة، وفي الشهر نفسه، أطلق تطبيق إنستاجرام “Reels” لمنافسة “تيك توك”.
وفي سبتمبر من ذات العام، أعلنت إدارة دونالد ترمب عن نيتها حظر عدد من التطبيقات المملوكة لشركات صينية، بما في ذلك “تيك توك”، وفي وقت لاحق، أصدر قاضٍ فيدرالي أمراً قضائياً بوقف الحظر.
وفي نوفمبر باتت المراهقة تشارلي دي أميليو، المعروفة بتصوير مقاطع الرقص في غرفتها، أكثر المستخدمين متابعة على التطبيق مع 100 مليون متابع.
2022
أصدر تطبيق “تيك توك” سياسات أمان جديدة تتعلق بالمحتوى الذي يناقش اضطرابات الأكل.
وفي يونيو من العام نفسه، أصبح خابي لام، السنغالي-الإيطالي، الأكثر متابعة على “تيك توك” بفضل ردوده على حيل الحياة غير المنطقية.
كما ارتفع معدل استخدام “تيك توك” بين فئة الشباب كمحرك بحث، حيث يلجؤون إليه قبل محرك بحث “جوجل”.
وفي أكتوبر، حذر مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي FBI كريستوفر راي من أن الحكومة الصينية قد تستغل “تيك توك” لتنفيذ عمليات تأثير.
وخلال ديسمبر من العام ذاته، أقرت شركة “بايت دانس” بأن موظفين، من بينهم البعض في الصين، قاموا بشكل غير ملائم بالوصول إلى بيانات مستخدمي “تيك توك” الأميركيين، بما في ذلك بيانات صحافيين اثنين.
2023
وفي الفترة بين يناير ومارس من ذات العام، بدأت وزارة العدل الأميركية تحقيقاً مع شركة “بايت دانس”، بشأن احتمال قيامها بمراقبة مواطنين أميركيين، بما في ذلك صحافيون.
وإثر ذلك استجوب مشرعين أميركيين الرئيس التنفيذي للمنصة، شو تشيو، لمدة خمس ساعات حول علاقات التطبيق مع الصين، وتأثيره على الأطفال، وقضايا خصوصية البيانات.
واستعانت الشركة بعدد من صناع المحتوى للتأثير على المسؤولين قبل جلسة الاستماع، وأشارت إدارة الرئيس جو بايدن إلى رغبتها في أن يتخذ الكونجرس المزيد من الإجراءات ضد “تيك توك”.
وأطلقت المنصة في الفترة بين يوليو وسبتمبر ميزة TikTok Shop في الولايات المتحدة، ما سمح للمستخدمين بشراء الملابس ومستحضرات التجميل وغيرها من المنتجات مباشرة عبر التطبيق.
2024
بعد موافقة مجلس الشيوخ على مشروع قانون حظر “تيك توك”، قام الرئيس جو بايدن بالتوقيع عليه ليصبح قانوناً في شهر أبريل.
وفي الشهر التالي، انضم دونالد ترمب إلى التطبيق الذي حاول حظره خلال فترة رئاسته، وفي يوليو 2024، انضمت نائبة الرئيس كامالا هاريس إلى المنصة بعد إعلان بايدن انسحابه من السباق الرئاسي، وترشحها للرئاسة.
2025
جادل محامو “تيك توك” وصناع المحتوى أمام المحكمة العليا بأن حظر التطبيق يعد “انتهاكاً” للتعديل الأول من الدستور الأميركي، ولكن المحكمة رفضت دعوى التطبيق وأيدت قانون الحظر.
ومع تصاعد حالة عدم اليقين بشأن مستقبل المنصة، بدأ البعض بتحميل تطبيق RedNote، لمشاركة الفيديوهات والمشابه لـ “تيك توك” والذي تم تطويره في الصين.
وأعلنت منصة تيك توك، الجمعة، أنها ستوقف إمكانية الوصول إلى خدماتها لأكثر من 170 مليون أميركي بحلول الأحد، ما لم تتخذ إدارة جو بايدن إجراءات عاجلة لضمان عدم معاقبة الشركة بسبب انتهاك شروط الحظر الوشيك.