انخفضت الحصة السوقية لشركة جوجل من سوق البحث على الويب إلى ما دون 90%، وهو أمر لم يحدث منذ عقد، فآخر مرة انخفضت فيها حصة الشركة الأميركية تحت هذه النسبة كانت لمدة ثلاثة أشهر في مطلع عام 2015.
ووفقاً لآخر إحصائيات نشرها موقع StatCounter، هناك العديد من الأسباب التي تقف وراء هذا التراجع، أهمها زيادة المنافسة في سوق البحث على الويب، مع الطفرة الكبيرة في منصات الذكاء الاصطناعي التوليدي مثل ChatGPT، وPerplexity، التي بدأت تقدم لمستخدميها مزايا للبحث على الويب باستخدام أوامر مكتوبة بلغتهم الطبيعية.
بحسب الرسم البياني الذي قدمته StatCounter، حدث الانخفاض خلال الفترة بين أكتوبر وديسمبر 2024، مما يعكس التأثير الواضح لإطلاق شركة OpenAI ميزة البحث على الويب داخل ChatGPT بشكل رسمي في نهاية أكتوبر، بعد أن بدأت اختبارها في يوليو من العام نفسه.
وفق استطلاع رأي أجرته شركة Evercore ISI للاستشارات في عام 2024، كان ChatGPT هو محرك البحث المفضل لدى 5% من المشاركين، بزيادة قدرها 1% مقارنة بعام 2023، ويعود الفضل في هذا النمو إلى جيل الألفية.
البحث داخل ChatGPT
وقد أتاحت شركة OpenAI ميزة البحث على الويب داخل ChatGPT أمام المستخدمين، مجاناً، في شهر ديسمبر الماضي.
وبحسب الشركة، أصبحت ميزة البحث على الويب، أسرع وأكثر ثراءً من حيث المعلومات التي تقدمها عبر ChatGPT، فعندما يفعّل المستخدم علامة الكرة الأرضية داخل مستطيل الكتابة على المنصة الذكية، ويقوم بالبحث، ستظهر له مجموعة نتائج من الويب، مع صور من تلك المواقع، ويمكن للمستخدم الضغط على النتائج، والذهاب مباشرة إلى مصادرها على الويب، في تجربة أكثر سلاسة وسرعة، مقارنة بأدائها عند إطلاقها في أكتوبر.
ورغم ذلك، فإن محرك جوجل لا يزال يهيمن على سوق البحث، إذ أوضح 78% من المشاركين في الاستطلاع أن Google Search هو محرك البحث المفضل لديهم.
إضافة إلى ذلك، عززت منصة “تيك توك” للفيديوهات القصيرة جهودها لتقديم معلومات عبر محتواها المصوَّر بطريقة منظمة ومريحة للمستخدمين، لا سيما المراهقين، الأمر الذي جعلها منصة بحث مريحة تستقطب ملايين المستخدمين من محرك البحث الشهير Google Search.
الجدير بالذكر أن شركة جوجل حذرت في عام 2023 من تراجع حصتها في سوق البحث لصالح منافسين جدد، مثل “تيك توك” و”إنستجرام”، نتيجة تزايد إقبال المستخدمين على البحث عن المحتوى المصور، واعتمادهم على تلك المنصات كمصدر للمعلومات التي تقدم عبر االفيديوهات والصور، بدلاً من المحتوى النصي.