تقرير: 22 مجزرة في “المناطق الآمنة” راح ضحيتها 550 شهيداً خلال 14 يوماً
15 يناير 2025 – 15:47
كشف تقريراً لبرنامج التحقيق “BBC Verify” التابع لهيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي”، أن قوات الاحتلال الإسرائيلي ارتكب أكثر من 22 مجزرة منذ مطلع يناير/كانون ثاني الجاري، راح ضحيتها أكثر من 550 شهيداً.
وبين التقرير، الذي نشر اليوم الأربعاء،و اطلعت “وكالة سند للأنباء” عليه، أن هذه الاستهدافات فقط كانت للمناطق التي ادعا جيش الاحتلال الإسرائيلي أنا آمنة للمدنيين وعليهم الانتقال لها لضمان سلامتهم.
ولفت إلى أن المناطق التي أدى الاحتلال أنها آمنة تعرضت خلال الـ9 أشهر الماضية إلى 97 مجزرة راح ضحيتها الآلاف.
ويوضح التقرير أن أغلب هذه المنطقة الآمنة، تمتد على شريط ساحلي، وهي واحدة من أكثر المناطق اكتظاظاً بالسكان، إذ يقطنها أكثر من مليون شخص في الخيام وفي ظل بنية تحتية متداعية وإمكانية محدودة للوصول إلى المساعدات، وفقاً لتقديرات المنظمات الإنسانية الدولية.
وقال جافين كيليهر، مدير الوصول بالمجلس النرويجي للاجئين في غزة، إن هناك ضربات شبه يومية داخل المنطقة الآمنة، سواء من السفن الإسرائيلية وطائرات رباعية المراوح أو طائرات من دون طيار صغيرة.
وأضاف أن “إطلاق النار يتكرر في هذه المنطقة، رغم تصنيفها من قِبل إسرائيل بأنها “منطقة إنسانية من جانب واحد”.
وتابع “كيليهر”، أن جيش الاحتلال الإسرائيلي حريص على الحفاظ على وهم المنطقة الإنسانية التي تظل بحجم معين، ومع ذلك، فإن هذه المنطقة يمكن أن تكون عرضة لأوامر الإخلاء في أي وقت، وقد تكون مستهدفة.
ولفتت هيئة الإذاعة البريطانية، إلى أنّه رغم تجنّب جيش الاحتلال استخدام مصطلح “المنطقة الآمنة”، فإن تصريحاته دفعت المدنيين إلى تفسير مصطلح “المنطقة الإنسانية” على هذا النحو.
وقالت جولييت توما، من وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا”، لقد “قلنا ذلك مراراً وتكراراً، لا توجد منطقة آمنة في غزة، لا يوجد مكان آمن، لا أحد آمن، لا يوجد مكان بمنأى عن الخطر”.
ويشار إلى أن جيش الاحتلال دفع أهالي قطاع غزة إلى النزوح القسري نحو ما سمّاه “المناطق الآمنة أو الإنسانية” في تشرين الثاني/نوفمبر 2023، متذرّعاً أن جنوبي قطاع غزة “مساحة آمنة”.
وقلّص جيش الاحتلال مساحة “المناطق الآمنة” من 230 كيلومتراً مربعاً إلى 36 كيلومتراً مربعاً، وبات نحو 1.7 مليون نازح يعيشون على 10% فقط من إجمالي مساحة القطاع من دون أي خدمات.
وتقع معظم “المساحة الآمنة” الجديدة التي يزعمها الاحتلال في محافظة دير البلح وسط القطاع، وجزء بسيط في منطقة المواصي الإنسانية، وبسبب النزوح تحوّلت محافظة الوسط إلى بؤرة سكانية لا مثيل لها في العالم ولا في التاريخ.
وبدعم أمريكي أسفرت الإبادة الإسرائيلية في غزة عن أكثر من 155 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
وتواصل إسرائيل مجازرها متجاهلة مذكرتي اعتقال أصدرتهما المحكمة الجنائية الدولية في 21 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، بحق رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت، لارتكابهما جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الفلسطينيين في غزة.