يعتزم الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب دفع أوكرانيا إلى خفض سن التجنيد الإجباري إلى 18 عاماً، في خطوة تهدف لمحاولة “فرض الاستقرار”، على الجبهة قبل البدء بمفاوضات مباشرة مع روسيا، كما يعتزم التحدث مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هاتفياً خلال الأسابيع المقبلة، وفق ما ذكر مستشاره للأمن القومي في إدارته المقبلة مايك والتز.
وقدم والتز في تصريحات لشبكة ABC News، الأحد، صورة أوضح لخطة الإدارة الجديدة لإنهاء الغزو الروسي لأوكرانيا.، رغم أن الصورة الكلية لخطة ترمب لا يزال يشوبها الغموض.
وقال والتز إن خطوات إدارة ترمب الأولى ستكون “فتح حوار مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ومطالبة أوكرانيا بخفض سن التجنيد من 26 إلى 18 عاماً وإنهاء الحرب دبلوماسياً. لا أعتقد أنه من الواقعي أن نقول إننا سنطرد كل روسي من كل شبر من الأراضي الأوكرانية، حتى شبه جزيرة القرم”.
وأضاف: “بإمكان وزارة الدفاع الأوكرانية حشد عدد أكبر من الجنود بمجرد خفض سن التجنيد.. تصلنا العديد من الشكاوى فيما يتعلق بخطوط المواجهة. إذا طلب الأوكرانيون من العالم أجمع أن يكون كل شيء من أجل الديمقراطية، فنحن بحاجة إليهم أن يكونوا كل شيء من أجل الديمقراطية”.
وتابع: “من المؤكد أنهم (الجنود الأوكرانيون) قاتلوا بشجاعة واتخذوا بالتأكيد موقفاً نبيلاً وقوياً للغاية، لكننا بحاجة إلى رؤية معالجة النقص في عدد الجنود”.
وأضاف والتز: “لا يتعلق الأمر فقط بالذخائر أو كتابة المزيد من الشيكات، بل برؤية الخطوط الأمامية تستقر حتى نتمكن من الدخول في صفقة من نوع ما”.
وبشأن تعهدات ترمب بإمكانية التوصل إلى وقف للنار قبل مباشرة عمله في البيت الأبيض، رغم أن الوقت المتبقي لذلك بات عدة أيام فقط (20 يناير)، قال والتز: “نرغب في تحقيق ذلك في أي دقيقة أو أي يوم. أعتقد أن ذلك سيكون تطوراً مهماً للغاية لكلا الطرفين، ويمهد الطريق أمامنا لوضع خطة عمل للمحادثات”، لافتاً إلى أن الاستعدادات جارية لمكالمة بين ترمب وبوتين، خلال الأسابيع أو الأيام المقبلة.
وقالت صحيفة “فاينانشيال تايمز” البريطانية، إن التلفزيون الحكومي الروسي ذكر الأحد، أن بوتين سيجري “اتصالات دولية مهمة” هذا الأسبوع، دون تحديد مع من سيجريها.
خلافات سن التجنيد
ومن غير الواضح كيف ستلقى تعليقات والتز قبولاً من حكومة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إذ تضع واشنطن بذلك، العبء على أوكرانيا للتضحية بمزيد من المال ودون وعود بمساعدات إضافية.
ويعد خفض سن التجنيد أمراً غير مرغوب فيه سياسياً في أوكرانيا، إذ خُفض سن التجنيد من 27 إلى 25 عاماً في أبريل الماضي، لكن متوسط عمر الجندي الأوكراني هو 43 عاماً.
وفي الأشهر الأخيرة، كان سن التجنيد مصدراً للتوتر بين واشنطن وكييف، إذ دعت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن كييف علناً إلى خفضه أكثر، بينما قالت أوكرانيا إنها تفتقر إلى الأسلحة الكافية لتسليح الرجال الذين حشدتهم بالفعل.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر في أوائل ديسمبر الماضي، إن الولايات المتحدة ستكون مستعدة لتدريب وتسليح المزيد من الجنود الأوكرانيين، إذا خفضت كييف سن التجنيد.
ورداً على تعليقات ميلر، كتب زيلينسكي في حسابه على منصة “إكس” أن أوكرانيا “يجب ألا تعوض نقص المعدات والتدريب بشبابنا الجنود”.
ورغم تخصيص الولايات المتحدة عشرات المليارات من الدولارات من الأسلحة لأوكرانيا، فإن البلاد اشتكت باستمرار من وصول الأسلحة على دفعات، ما دفع وزارة المالية الأوكرانية إلى استخدام الأموال المخصصة لرواتب الجنود لشراء المزيد من الأسلحة.