هدد الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، الاتحاد الأوروبي بفرض رسوم جمركية، إذا لم تشتر الدول الأعضاء في التكتل، المزيد من النفط والغاز الأميركيين، فيما عبّر متحدث أوروبي عن استعداد بروكسل لمناقشة كيفية تعزيز العلاقات مع الإدارة الأميركية الجديدة.
وقال ترمب على منصة “تروث سوشيال” الجمعة: “أخبرتُ الاتحاد الأوروبي أنه يجب عليهم تعويض عجزهم الهائل مع الولايات المتحدة من خلال الشراء الواسع النطاق لنفطنا وغازنا، وإلا فسيواجه رسوماً جمركية”.
في المقابل، قال متحدث أوروبي لـ”رويترز” الجمعة، إن الاتحاد الأوروبي ملتزم بالتخلص التدريجي من واردات الطاقة الروسية وتنويع الإمدادات، مشيراً إلى استعداد التكتل للحوار مع ترمب بشأن تعزيز العلاقات الثنائية.
ويأتي تهديد ترمب في أعقاب مبادرات قدمتها بروكسل بالفعل بعرض شراء المزيد من الغاز الطبيعي المسال الأميركي، الذي كان بمثابة شريان حياة للكتلة بعد أن قطعت روسيا إمدادات الوقود الأحفوري لأوروبا، في أعقاب غزوها الكامل لأوكرانيا والعقوبات الغربية التي تلته، وفق “فاينانشيال تايمز”.
وفي نوفمبر الماضي، قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين إن الاتحاد الأوروبي سيفكر في شراء المزيد من الغاز من الولايات المتحدة.
وقالت فون دير لاين للصحافيين: “ما زلنا نحصل على الكثير من الغاز الطبيعي المسال من روسيا، فلماذا لا نستبدله بالغاز الطبيعي المسال الأميركي، وهو أرخص بالنسبة لنا ويخفض أسعار الطاقة لدينا”.
وهدد ترمب بفرض تعريفات جمركية شاملة تصل إلى 20% على جميع الواردات والسلع الأجنبية.
ووفقاً للأرقام الأميركية، بلغ عجز تجارة السلع والخدمات للبلاد مع الاتحاد الأوروبي 131.3 مليار دولار في عام 2022.
وقال دبلوماسي كبير في الاتحاد الأوروبي، لم يرغب في ذكر اسمه بسبب حساسية الموضوع، لشبكة CNBC الأميركية، “إنهم لم يفاجأوا بتعليق ترمب وأن الطاقة كانت خياراً جيداً لشراء المزيد من السلع الأميركية”.
والشهر الماضي، حثت رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاجارد الزعماء السياسيين في أوروبا على التعاون مع ترمب بشأن التعريفات الجمركية وشراء المزيد من المنتجات المصنوعة في الولايات المتحدة.
وخلال رئاسة ترمب الأولى، عرض رئيس المفوضية الأوروبية آنذاك جان كلود يونكر شراء المزيد من الغاز الأميركي لوقف تهديدات الحرب التجارية.
وقال المحللون في مؤسسة “بروجل” البحثية ومقرها بروكسل إن الاتحاد الأوروبي يجب أن يدعم أي عروض لشراء المزيد من الغاز الأميركي “بتهديد موثوق بالانتقام يمكن تنفيذه إذا قررت الولايات المتحدة فرض تعريفات جمركية على صادرات الاتحاد الأوروبي”.
تراجع الأسهم الأوروبية
وانخفضت أسعار خام برنت القياسي الدولي للنفط بنسبة 0.4% عند 72.61 دولاراً للبرميل الجمعة. وانخفضت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط بنسبة 0.4 في المائة عند 69.14 دولاراً للبرميل.
كما تراجعت الأسهم الأوروبية إلى أسوأ مؤشر لها الجمعة، بعد تهديدات ترمب بشأن الرسوم الجمركية المحتملة على الاتحاد الأوروبي، والتي أثارت قلق المستثمرين بشأن توقعات أسعار الفائدة، وفق ما نقلت “رويترز”.
وانخفض مؤشر “ستوكس 600” الأوروبي بنسبة 0.8%، ليتداول عند أدنى مستوياته في نحو شهر، ويتجه صوب أكبر انخفاض أسبوعي له منذ أوائل سبتمبر.
وكانت جميع القطاعات الفرعية الأوروبية الرئيسية في المنطقة الحمراء، حيث تكبدت البنوك وشركات التعدين الخسائر. وانخفض مؤشر داكس الألماني ومؤشر كاك 40 الفرنسي بنحو 1% لكل منهما.