نفى مدير جهاز الاستخبارات الخارجية الروسي سيرجي ناريشكين، الأحد، إجراء أي اتصال مع مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية CIA ويليام بيرنز، في سياق هجمات كييف على الأراضي الروسية بصواريخ غربية بعيدة المدى، والرد الروسي بصواريخ أوريشنيك Oreshnik الأسرع من الصوت.
وقال ناريشكين رداً على سؤال ذي صلة من وكالة “سبوتنيك” الروسية للأنباء: “لا، لم أتواصل”.
وفي وقت سابق، أفاد المكتب الصحفي لوكالة CIA، بأن القلق في مقر حلف شمال الأطلسي “الناتو” زاد بشكل كبير، بعد استخدام روسيا القتالي للصاروخ الباليستي متوسط المدى Oreshnik الأسرع من الصوت.
وقال بعض الخبراء الغربيين إن الميزة الجديدة لصاروخ Oreshnik، هي أنه يحمل رؤوساً حربية متعددة قادرة على ضرب أهداف مختلفة في وقت واحد، وهو أمر يرتبط عادة بالصواريخ البالستية العابرة للقارات ذات المدى الأطول.
واستخدمت روسيا صاروخ Oreshnik لأول مرة عند استهداف قاعدة عسكرية في مدينة دنيبرو الأوكرانية في 21 نوفمبر، فيما وصفه الرئيس فلاديمير بوتين بأنه رد على استخدام أوكرانيا للصواريخ البالستية الأميركية من طراز ATACMs، والبريطانية من طراز Storm Shadows لضرب عمق الأراضي الروسية.
وحذر بوتين من أن روسيا قد تستخدم صاروخ Oreshnik مرة أخرى، بما في ذلك ضرب “مراكز صنع القرار” في كييف، إذا استمرت أوكرانيا في مهاجمة روسيا بأسلحة غربية بعيدة المدى.
وقال بوتين إن صاروخ Oreshnik “من المستحيل اعتراضه”، وأن قوته التدميرية تضاهي قوة السلاح النووي، حتى عندما يكون مزوداً برأس حربي تقليدي.
واعتبر الكرملين في 22 نوفمبر، أن ضرب أوكرانيا باستخدام Oreshnik يستهدف “تحذير الغرب” من أن موسكو سترد على سماح الولايات المتحدة وبريطانيا لكييف باستهداف روسيا بصواريخهما، مضيفاً أن بوتين “ما زال منفتحاً على الحوار”.
وأوضح بيسكوف، حسبما نقلت وكالات الأنباء الروسية الرسمية، أنه لم تكن هناك اتصالات مع واشنطن بعد إطلاق الصاروخ الباليستي، معتبراً أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، “تفضل مواصلة السير في طريق التصعيد المتهور” للصراع في أوكرانيا.
ضربة روسية وشيكة
وقال مسؤول أميركي لوكالة “رويترز”، الأربعاء، إن الولايات المتحدة تتوقع أن تشن روسيا قريباً ضربة على أوكرانيا باستخدام الصاروخ البالستي الأسرع من الصوت Oreshnik.
وقال المسؤول الأميركي: “نعتقد أن صواريخ أوريشنيك ليست أداة لتغيير قواعد اللعبة في ساحة المعركة، بل هي مجرد محاولة أخرى من جانب روسيا لإرهاب أوكرانيا”، معتبراً أنها “ستفشل”.
مع ذلك، قلل المسؤول الأميركي من أهمية هذا الصاروخ، باعتبار أن روسيا “تقوم بتجريبه”، كما قال إن موسكو “تمتلك على الأرجح عدداً قليلاً من Oreshnik”، موضحاً أن الصاروخ “يحتوي على رأس حربي أصغر من الصواريخ الأخرى التي استخدمتها روسيا في أوكرانيا”.
ودخلت الحرب مرحلة أكثر خطورة، مع تقدم القوات الروسية بأسرع وتيرة لها منذ الأسابيع الأولى من الحرب، بحسب تصريحات مسؤولين روس وغربيين.
وفي وقت سابق، أعلنت واشنطن أن المزيد من شحنات صادرات الدفاع الجوي الأميركية في طريقها إلى أوكرانيا.
وأكد الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، الذي سيتولى منصبه الشهر المقبل، أنه سيعمل على إنهاء الحرب بسرعة، الأمر الذي يترك دعم واشنطن الطويل الأمد لأوكرانيا موضع تساؤل.