قال وزير الخارجي الأميركي أنتوني بلينكن، في زيارة مفاجئة إلى بغداد، الجمعة، إن سوريا لا ينبغي أن تصبح “قاعدة للإرهاب”، فيما شدد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني على ضرورة تمثيل كل مكونات الشعب السوري في إدارة سوريا لضمان تعزيز استقرارها.
ويقوم بلينكن بجولة في الشرق الأوسط في أعقاب الانهيار السريع لحكومة بشار الأسد في مواجهة جماعات المعارضة في سوريا.
وجاء في بيان لوزارة الخارجية الأميركية أن بلينكن أكد التزام الولايات المتحدة بالشراكة الاستراتيجية الأميركية العراقية وبأمن العراق واستقراره وسيادته، وجدد تأكيد دعم الولايات المتحدة لعملية سياسية يقودها السوريون تؤدي إلى حكومة مدنية شاملة غير طائفية.
وشدد بلينكن على أن العملية الانتقالية والحكومة الناتجة عنها يجب أن تلتزم صراحةً باحترام حقوق الإنسان للشعب السوري، بما في ذلك النساء وأفراد الأقليات، وكافة المواقع الدينية والمقدسة في سوريا.
كما أكد على ضرورة تسهيل تدفق المساعدات الإنسانية ومنع استخدام سوريا كقاعدة للإرهاب أو كتهديد لجيرانها.
وبحث بلينكن ورئيس الوزراء العراقي أيضاً الجهود المستمرة لمنع تنظيم داعش من العودة وزعزعة استقرار المنطقة بشكل أوسع.
وذكر بلينكن في زيارة للسفارة الأميركية في بغداد أنه تحدث مع السوداني بشأن الوضع في سوريا.
وقال مسؤول أميركي لرويترز إن واشنطن ترى اللحظة الحالية فرصة لتقليص نفوذ إيران في المنطقة.
مكونات الشعب السوري
وذكر بيان لرئاسة الحكومة العراقية أن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني استقبل وزير الخارجية الأميركي الذي وصل العراق، الجمعة، في زيارة لم يعلن عنها سلفاً، وجدد موقف العراق بدعم سوريا في هذه المرحلة المهمة، وأهمية أن تضطلع الدول الصديقة بمساعدة السوريين في إعادة بناء دولتهم، ومواجهة التحديات التي قد تؤثر على السلم الأهلي فيها، وقال إن العراق ينتظر الأفعال لا الأقوال من القائمين على إدارة المرحلة الانتقالية في سوريا.
وأكد السوداني ضرورة عدم السماح بالاعتداء على الأراضي السورية، من أي جهة كانت، وشدد على أن ذلك يمثل تهديداً للأمن والاستقرار في المنطقة.
ويعد العراق، الذي يقوده تحالف من الأحزاب السياسية الشيعية والجماعات المسلحة القريبة من طهران، من المكونات الرئيسية لما يعرف بمحور المقاومة، الذي يضم أيضا حركة حماس وجماعة حزب الله اللبنانية، وواجه تداعيات منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس في السابع من أكتوبر 2023.
واختار العراق عدم السماح للجماعات المسلحة الشيعية بالتدخل في سوريا، وسط تقدم المعارضة السنية واستيلائها لاحقاً على دمشق مطلع الأسبوع الجاري، وذلك رغم مخاوف بغداد من انتشار الاضطرابات عبر الحدود.
“العراق لا يتدخل”
وفي وقت سابق الجمعة، قال رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقي فالح الفياض إن العراق لا يتدخل في شؤون سوريا أو أي دولة أخرى، وعبر عن أمله في أن تنعم سوريا بالاستقرار بعد سنوات من التحديات.
وأضاف الفياض، خلال ملتقى في محافظة الأنبار، أن “قوات الحشد الشعبي تمثل كل العراق وتتصدى لأي خطر يحدق بالبلاد”.
وشدد رئيس الحشد الشعبي على أن نزع سلاح الدولة السورية واحتفاظ جماعات مسلحة فقط بأسلحتها يشكل “تهديداً”، وأن “العراق اليوم يتحسب لأي تحديات تؤثر بمكسب النصر على الإرهاب”.
وأوضح الفياض أن العراق يسعى مع الدول العربية لوصول سوريا إلى الاستقرار وحفظ وحدة ترابها.
وتقول فصائل المعارضة في سوريا بقيادة هيئة تحرير الشام إنها أنهت ارتباطها بتنظيمي القاعدة وداعش، وإن لا طموحات لها في العراق.
ومع تقدم المعارضة المسلحة في سوريا، حشد العراق على حدوده آلاف المقاتلين من الجيش وقوات الحشد الشعبي، المكونة من فصائل تضم العديد من الجماعات المسلحة المتحالفة مع إيران وقاتلت في سوريا في السابق.