اجتمع زعماء مجموعة العشرين في ساحة “متحف الفن الحديث” بريو دي جانيرو، الاثنين، من أجل التقاط الصورة الجماعية التقليدية، تحت أشعة الشمس وبخلفية مثالية لجبل شوجارلوف الشهير، ولكن عدداً من الزعماء غابوا عن هذه الصورة، أبرزهم الرئيس الأميركي جو بايدن.
وأثارت لحظة التقاط الصورة جدلاً بعد غياب بايدن، إلى جانب رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني.
وتساءلت “بلومبرغ” عن سبب هذا الغياب، وإمكانية ارتباطه بحضور وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، الذي كان يمثل الرئيس فلاديمير بوتين، أو بسبب الاجتماعات الثنائية التي استمرت لفترة أطول من المتوقع.
وألقى مسؤول أميركي في حديثه لـ”بلومبرغ”، باللوم على مشكلات لوجستية، وأوضح أن الصورة الجماعية التقطت مبكراً. ونفى أن يكون غياب بايدن عملاً احتجاجياً.
أما المنظمون البرازيليون، فقالوا إن بايدن والقادة الآخرين تأخروا عن موعد التقاط الصورة.
شي في الصدارة.. و”غياب الوحدة”
واعتبرت “بلومبرغ” أن الرمزية كانت واضحة في هذه الصورة، من خلال غياب الوحدة بين القادة، وهو ما يعكس مدى صعوبة التوصل إلى توافق بينهم.
وسار رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر تحت أشعة الشمس في الخارج وحيداً، وذلك بعدما أثار استياء الرئيس الصيني شي جين بينج بانتقاده العلني لبكين في قضايا حقوق الإنسان وإثارته قضية تايوان. وكان التوتر بينهما واضحاً حيث تجنبا الاتصال ببعضهما البعض، ولم يفصل بينهما سوى رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز.
وقالت “بلومبرغ” إن هذه الصورة تظهر باختصار “حالة من الفوضى” لدى الغرب، ما أتاح للرئيس الصيني أن يدخل المشهد ويأخذ مكان الصدارة.
أما الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، فقد كان محاطاً بمضيف قمة العشرين السابق، رئيس وزراء الهند ناريندرا مودي، والمضيف القادم، رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامافوزا.
أما رئيس الأرجنتين خافيير ميلي، الذي وصفته “بلومبرغ” بأنه كان “شوكة في خاصرة لولا”، فقد كان يقف خلفه مباشرة بجانب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي يبدو أنه كوّن معه علاقة ودية.
وفي الخلف، كان وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف يقف بين نظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان، والرئيس النيجيري بولا أحمد تينوبو.
“الصورة تغني عن ألف كلمة”
والقول إن “الصورة تغني عن ألف كلمة” ينطبق تماماً على تقليد قمة العشرين السنوي لالتقاط الصورة الجماعية، إذ تعكس هذه اللحظة صعود وهبوط التعاون بين أقوى اقتصادات العالم.
وكانت هناك لحظات نجاح، مثل تلك التي اجتمع فيها القادة لمواجهة الأزمة المالية العالمية في عام 2008، ولحظات إخفاق أيضاً.
وفي مثل هذه المناسبات، يميل القادة إلى إظهار توجهاتهم، عندما يبدأون في الاصطفاف لالتقاط الصورة، فبعضهم يصل متأخراً أو لا يحضر على الإطلاق، وبعضهم يتجاهل الآخر، بينما يتهامس آخرون أو يضحكون على الجانبين، ويمكن للمراقبين استنتاج الكثير بشأن العلاقات الدبلوماسية الدولية.