تصدر كيليان مبابي وإيرلينغ هالاند قائمة اللاعبين المرشحين للسيطرة على الكرة الذهبية وجوائز الأفضل في عالم كرة القدم، فور انتهاء حقبة ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو، لكن في العام الأول لغياب قائدي الأرجنتين والبرتغال، يبدو أن هذا الثنائي سيتعرض لصدمة يوم غد الاثنين في حفل فرانس فوتبول بالعاصمة الفرنسية باريس.
مع اقتراب إعلان الفائز بالكرة الذهبية التي تقدمها المجلة واسعة الانتشار، ابتعد مبابي وهالاند عن قائمة أبرز المرشحين وفقاً للعديد من مكاتب المراهنات بعد فتح باب التوقع للفائز بجائزة نسخة عام 2024.
سنة 2022، لم يكن غريباً أن يرحل هالاند عن بوروسيا دورتموند الألماني من أجل تحسين فرصه لنيل الجوائز الفردية والجماعية، فكان انتقاله إلى مانشستر سيتي الذي سبب دهشة للبعض، كون مدربه بيب غوارديولا معروف بعدم الاعتماد على مهاجم صريح.
وسار على نهج غوارديولا العديد من المدربين بتطبيق أسلوب المهاجم الوهمي صاحب السرعة والمهارة، حتى أن الإيطالي لوكا توني – زميل غوارديولا في بريشيا سابقاً- اتهم المدرب الإسباني بشكل طريف خلال سهرة في أحد المطاعم الإيطالية أثناء العطلة الدولية هذا الشهر، بأنه كان السبب في عدم حاجة الفرق لخدماته لنحو 4 أعوام، ما ترتب عليه اعتزاله المبكر لكرة القدم.
لكن غوارديولا استخدم هالاند (24 عاما) في مركز المهاجم الصريح وغَير من أسلوبه، ليقدم اللاعب أداءً مذهلاً في الموسم الأول 2024/2023، ليقترب من نيل نسخة 2023 من الكرة الذهبية، لكن وجود ميسي وتتويجه بالدوري الفرنسي وكأس العالم حرمه من ذلك، فاكتفى بالمركز الثاني رغم قيادته الفريق الإنجليزي للتتويج بلقب دوري أبطال أوروبا للمرة الأولى في تاريخه.
وأحرز المهاجم النرويجي فارع الطول 38 هدفاً في الموسم الماضي ليساهم في تتويج سيتي بلقب الدوري المحلي للمرة الرابعة على التوالي، وهو إنجاز غير مسبوق في العهد الجديد للدوري الإنجليزي الممتاز (البريمييرليغ منذ 1992).
لكن غياب هالاند عن العديد من المباريات للإصابة وتغيبه عن كأس العالم للأندية في السعودية 2023، بالإضافة إلى اختفائه في مواجهة ريال مدريد في قبل نهائي دوري الأبطال 2024، وخروج فريقه من البطولة قبل خسارة نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي أمام مانشستر يونايتد، مع عدم تأهل بلاده إلى نهائيات بطولة أوروبا، كلها مؤثرات جعلته بعيدا عن حصد الجائزة.
مبابي يعيش سيناريو هالاند
يتشابه موقف مبابي مع هالاند، فالمهاجم الفرنسي قاد بلاده إلى نهائي كأس العالم في قطر في 2022، لكنه فرط في اللقب الذي أحرزه قبل ذلك بأربعة أعوام بعد الخسارة أمام الأرجنتين في النهائي بركلات الترجيح.
واكتفى مبابي بالمركز الثالث في قائمة الكرة الذهبية في 2023، ليدخل الموسم الأخير من مشواره مع باريس سان جيرمان على أمل التتويج بدوري الأبطال.
لكن كما كان معتاداً، خرج مبابي خالي الوفاض أوروبيا، واكتفى بلقب الدوري قبل إعلان رحيله إلى ريال مدريد من أجل البحث عن اللقب الذي ينقصه وعن المجد الشخصي.
ويبدو أن نوايا اللاعبين كانت واضحة مع انطلاق الموسم الحالي، فهالاند استهل الموسم بشكل رائع مع سيتي بعشرة أهداف في ثماني مباريات بالدوري الإنجليزي الممتاز.
ونفض مبابي غبار بداية متواضعة في الدوري الإسباني، ليصل إلى ستة أهداف في تسع مباريات بالمسابقة، بالإضافة إلى إعلانه عن الانضمام لتشكيلة المنتخب الفرنسي سوى في المباريات المهمة من أجل الحفاظ على آماله في التتويج بالكرة الذهبية وجائزة الأفضل في العالم.