قال نائب رئيس مجلس الاتحاد الروسي، قسطنطين كوساتشيف، الأربعاء، إن أي اتفاقات تتعلق بأوكرانيا ستكون بشروط موسكو وليس واشنطن، وذلك تعليقاً على محادثات أميركية أوكرانية استضافتها مدينة جدة السعودية، الثلاثاء، حسبما أوردت وكالة سبوتنيك الروسية للأنباء.
وأعلنت الولايات المتحدة وأوكرانيا في بيان مشترك عقب المباحثات، أن كييف مستعدة لقبول اقتراح أميركي بهدنة لمدنة 30 يوماً “إذا وافقت روسيا”، فيما عبّر وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو عن أمله بموافقة روسيا.
واعتبر السيناتور الروسي في منشور على تطبيق “تيليجرام”، أن “نتائج المحادثات الأميركية الأوكرانية في جدة تشير إلى شيء واحد فقط، وهو أن مسرحية (المرؤوس الذي يتسلط على الرئيس) التي أدّاها (الرئيس الأوكراني فلاديمير) زيلينسكي مع (الرئيس الأميركي دونالد) ترمب، على عكس (الرئيس الأميركي السابق جو) بايدن، كانت فاشلة تماماً”، حسب تعبيره.
وأضاف: “شروط المفاوضات أميركية وليست أوكرانية، والأوكرانيون يوافقون على ما يُملى عليهم، زيلينسكي في موقف دفاعي، أو كما قال ممثل وزارة الخارجية الأميركية: (وضع ترمب زيلينسكي في مكانه). روسيا تتقدم، ولذلك ستكون الاتفاقات وفق شروطنا، لا شروط الولايات المتحدة”.
وتابع كوساتشيف: “هذا ليس تبجحاً، بل حقيقة تؤكد أن الاتفاقات الحقيقية تُكتب هناك، على خطوط المواجهة، وهذا ما ينبغي أن تدركه واشنطن أيضاً”، وفقاً لـ”سبوتنيك”.
“الكرة في ملعب موسكو”
وقال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الثلاثاء، إنه سيدعو نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لزيارة البيت الأبيض مرة أخرى، وسيتحدث إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هذا الأسبوع، وذلك بعد إعلان موافقة أوكرانيا على هدنة لمدة 30 يوماً.
فيما قال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، إنه سينقل العرض الآن إلى الروس، معتبراً أن “الكرة الآن في ملعب موسكو”.
وصرح روبيو للصحافيين في إشارة إلى الرئيس الأميركي دونالد ترمب بعد صدور البيان: “أراد الرئيس أن تنتهي هذه الحرب أمس… لذا نأمل أن يقول الروس (نعم) في أسرع وقت ممكن، حتى نتمكن من الوصول إلى المرحلة الثانية من هذا، وهي المفاوضات الحقيقية”.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الذي كان أيضاً في السعودية، لكنه لم يشارك في المحادثات، إن وقف إطلاق النار كان “اقتراحاً إيجابياً”، يشمل خط المواجهة في الصراع، وليس فقط القتال جواً وبحراً.
وذكر الجانبان أيضاً أن واشنطن وكييف اتفقتا على الانتهاء من اتفاق شامل في أقرب وقت ممكن، لتطوير الموارد المعدنية الحيوية لأوكرانيا، وهي الصفقة التي كانت قيد الإعداد منذ أسابيع لكنها أصبحت مجهولة المصير بعد اجتماع شابه التوتر في البيت الأبيض بين ترمب وزيلينسكي في 28 فبراير الماضي.
وأوضح زيلينسكي أن البلدين سيعملان على الانتهاء من اتفاقية المعادن.
وأشار أحد كبار مساعدي زيلينسكي إلى أن الخيارات الخاصة بالضمانات الأمنية لأوكرانيا تمت مناقشتها مع المسؤولين الأميركيين، ولم يوضح المساعد تلك الخيارات.
هدنة 30 يوماً
وقالت واشنطن وكييف في بيان مشترك بعد “محادثات جدة”، الثلاثاء، إن “أوكرانيا أعربت عن استعدادها لقبول الاقتراح الأميركي بفرض وقف فوري ومؤقت لإطلاق النار لمدة 30 يوماً، يمكن تمديده باتفاق متبادل بين الأطراف، ويخضع ذلك لموافقة وتنفيذ متزامن من قبل روسيا”، وأضافا أن “الولايات المتحدة ستبلغ روسيا بأن المعاملة بالمثل من الجانب الروسي هي المفتاح لتحقيق السلام”.
وذكرت واشنطن وكييف أنه “تحت الرعاية الكريمة لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، اتخذت الولايات المتحدة وأوكرانيا خطوات مهمة نحو استعادة سلام دائم في أوكرانيا”.
وأضافت واشنطن وكييف أن الوفود اتفقت على “تسمية فرق التفاوض الخاصة بهم، والبدء فوراً في مفاوضات تهدف إلى تحقيق سلام دائم يضمن الأمن طويل الأمد لأوكرانيا”.
وتعهدت الولايات المتحدة بـ”مناقشة هذه المقترحات المحددة مع ممثلين عن روسيا”، بينما شدد الوفد الأوكراني على “ضرورة إشراك الشركاء الأوروبيين في عملية السلام”.