اعتبر الرئيس السوري أحمد الشرع، الثلاثاء، أن الدعوة للتهجير القسري للفلسطينيين “وصمة عار” ضد الإنسانية بكل المعايير، ومحاولة لإعادة إنتاج مأساة جديدة تضاعف معاناة الشعب الفلسطيني الذي لا يزال يعيش في ظل الاحتلال، ويعاني من الحصار والدمار،
وأضاف الشرع في كلمته أمام القمة العربية الطارئة بشأن فلسطين في القاهرة: “شهدنا خلال السنوات الأخيرة محاولات مستمرة لتوسيع رقعة الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة، ومحاولة لتفريغ القدس من سكانها الأصليين”، مشيراً إلى أن التهديد الجديد الذي يسعى إلى تهجير الفلسطينيين من غزة يهدف إلى تجريدهم من حقهم الأصيل في العودة إلى ديارهم.
ولفت إلى أن “هذه الدعوة ليست فقط تهديداً للشعب الفلسطيني، ولكن للأمة العربية بأسرها؛ لأنها تمس جوهر القضية الفلسطينية التي هي قضية كل عربي”.
وأكد أن “تهجير أهل غزة في هذا الوقت تحت أي مسمى أو مبرر بمثابة تطبيق عملي لمشروع تهجير أوسع يسعى إلى اقتلاع الفلسطينيين من أرضهم، وهو ما لا يمكن قبوله بأي شكل. إن هذا التهديد ليس مجرد قضية إنسانية، بل هو اختبار بمدى التزامنا كعرب بقضيتنا المصيرية. إن هذا التهديد ليس مجرد قضية إنسانية، بل هو اختبار بمدى التزامنا كعرب بقضيتنا المصيرية”.
ومضى يقول: “لقد حان الوقت لأن نقف جميعاً في وجه هذه المخططات، ونرفضها بكل قوة. إن ما يحدث اليوم في غزة يجب أن يكون جرس إنذار لنا جميعاً، فالعدو لا يتوقف عن عدوانه، ويجب أن تتحد الدول العربية في موقفها”، مؤكداً: “إننا على استعداد تام للمساهمة في كل الجهود الإنسانية، السياسية والدبلوماسية لإغاثة أهل غزة والضغط على المجتمع الدولي من أجل وضع حد لهذا العدوان”.
وأعاد التأكيد على “حق الشعب الفلسطيني في العودة إلى دياره، وفي تحديد مصيره. إن غزة اليوم هي فلسطين، وفلسطين هي غزة”.
الوضع في سوريا
وتحدَّث الشرع عن الوضع في سوريا قائلاً: “إن إسرائيل منذ احتلال منطقة الجولان السورية عام 1967 لم تتوقف عن انتهاك حقوق الشعب السوري، بل أمعنت في سياسات العدوان، وحاولت مرات عديدة فرض واقع جديد في الأراضي المحتلة”.
كما اعتبر أن “هذا التوسع العدواني، ليس فقط انتهاكاً للسيادة السورية، بل هو تهديد مباشر للأمن والسلام للمنطقة بأسرها”.
وتابع: “متمسكون تماماً بالتزامنا باتفاق عام 1974 الخاص بالفصل بين القوات السورية والإسرائيلية، الذي تم التوصل إليه برعاية الأمم المتحدة”، مشدداً على أنه “لا يمكن قبول أن يستمر الجانب الإسرائيلي في تجاهل هذه الاتفاقات، وفي تقويض الاستقرار في المنطقة من خلال تصعيد الهجمات العسكرية، وزيادة الاستيطان على الأراضي السورية”.
عودة سوريا إلى الجامعة العربية
اعتبر الشرع كذلك أن عودة سوريا ممثلة في شعبها السوري إلى جامعة الدول العربية بعد سنين من الغياب “لحظة تاريخية” تعكس إرادتنا المشتركة في تعزيز التضامن العربي، وترسخ مفاهيم الوحدة والعمل المشترك في مواجهة التحديات التي نواجهها جميعاً.
وذكر أن “سوريا كانت ولا زالت جزءاً لا يتجزأ من هذا البيت العربي الكبير، وهذه العودة تأتي في وقت بالغ الأهمية، حيث يعاني الوطن العربي من تحديات عديدة، سواء كانت سياسية أو اقتصادية أو إنسانية”.
واستدرك بقوله: “لكننا نؤمن أن التحديات لا يمكن تجاوزها إلا من خلال التعاون المشترك، وتعزيز العمل العربي الجماعي، وعودة سوريا إلى هذا المحفل العربي، هي خطوة نحو توحيد صفوفنا لمواجهة هذه التحديات، والبحث عن حلول عربية لأزماتنا المشتركة”.
ونوَّه إلى أن “سوريا على مدار تاريخها كانت وما زالت من أول الدول الداعمة للحقوق العربية، سواء في فلسطين، أو في أي قضية تهم الأمة العربية. عودتنا إلى الجامعة العربية هي تأكيد على أن سوريا ستظل داعمة للقضايا العربية العادلة، وستسعى بكل إمكانياتها لتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة”.
وأعرب عن شكره إلى الدول العربية كافة التي قدمت الدعم للشعب السوري “في أصعب مراحله”، مبيّناً أن “هذا الدعم بالغ الأثر في تعزيز قدراتنا على النهوض من جديد ومواجهة التحديات الكبيرة التي مررنا بها”.
وأردف بالقول إن “سوريا اليوم رغم التحديات عازمة على المضي قدماً في بناء مستقبل أفضل لشعبها، وللأمة العربية”.