قال عضو المكتب السياسي في حركة “حماس” الفلسطينية باسم نعيم إن الوضع “كارثي” في قطاع غزة جراء الحرب الإسرائيلية، وسيتم التنسيق لعقد مؤتمر دولي للمانحين لجمع التمويل من أجل جهود الإغاثة وإعادة الإعمار.
واعتبر نعيم، في حديث مع “الشرق”، أن الوضع الذي تكشف في القطاع مع دخول وقف النار حيز التنفيذ “مأساوي وكارثي، ويحتاج لتدخل دولي وعربي عاجل لتخفيف المعاناة”.
ووفقاً لبيانات الأقمار الاصطناعية للأمم المتحدة في ديسمبر، فإن ثلثي المباني في غزة قبل الحرب، أي أكثر من 170 ألف مبنى، تهدمت أو سُوّيت بالأرض، وهذا يعادل حوالي 69% من إجمالي مباني قطاع غزة.
وقال مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية إن أكثر من 1.8 مليون شخص يحتاجون حالياً إلى مأوى في غزة.
وأشار نعيم إلى أن وفد حماس المفاوض “نجح مع الوسطاء (مصر وقطر والولايات المتحدة) في تحديد بروتوكول إنساني لإغاثة شعبنا في قطاع غزة”. وتابع: “هناك تعهدات من الوسطاء باغاثة القطاع وضمان إدخال المساعدات بواقع 600 شاحنة يومياً، وصولاً الى إطلاق عملية لإعمار القطاع”.
وينص الاتفاق على السماح بدخول 600 شاحنة محملة بالمساعدات إلى غزة كل يوم من المرحلة الأولى لوقف إطلاق النار، والتي تستمر 6 أسابيع، بما في ذلك 50 شاحنة تحمل الوقود.
كما سيتم تسليم نصف شاحنات المساعدات، البالغ عددها 600 شاحنة، إلى شمال غزة، حيث حذر الخبراء من أن المجاعة وشيكة هناك.
حكومة تكنوقراط
وشدد نعيم على سعي حركته لـ”تشكيل حكومة تكنوقراط من متخصصين مستقلين متفق عليها بين الفصائل الفلسطينية، وفي مقدمتها حركتا فتح وحماس”، وقال: “لن نترك قطاع غزة للعبث والضياع أو لتدخل من جهات خارجية”.
وقال إن هناك مساعي تُبذل، خصوصاً من مصر، من أجل إنهاء الانقسام الفلسطيني، وتكثف القاهرة جهودها لتحقيق “الوحدة والشراكة الفلسطينية وتشكيل حكومة وحدة وطنية”.
وفي شأن المساعدات الإغاثية، لفت نعيم إلى أن العمل جارٍ بالتنسيق مع الوسطاء لإدخال أكبر عدد ممكن من الخيام والكرفانات (البيوت المتنقلة) لإغاثة القطاع بشكل مؤقت إلى حين الإعمار.
وأكد أنه بدءً من السبت، أي موعد الدفعة الثانية لتبادل الأسرى والمحتجزين وعودة النازحين من جنوب القطاع إلى شماله، ستتولى لجنة مصرية قطرية الإشراف الميداني على تنفيذ الاتفاق، لا سيما ما يتعلق بمتابعة عودة النازحين تطبيقاً للاتفاق.
وأوضح نعيم أنه وفقاً للخرائط التي تضمنها الاتفاق، تبقى القوات الإسرائيلية في مساحة تصل إلى 700 متر كمناطق عازلة على طول الحدود الشرقية والشمالية للقطاع، كما ستبقى قوات إسرائيلية ضمن مساحة تصل إلى 1100 متر، في 5 نقاط بشمال شرقي القطاع.
وقال إن الجيش الإسرائيلي سينسحب بشكل كامل من محور صلاح الدين في اليوم الـ42 لسريان اتفاق وقف النار.
معبر رفح
وفي ما يتعلق بمعبر رفح الحدودي وفق الاتفاق، قال نعيم إنه سيفتح أمام الأفراد السبت، بدءًا بالمرضى والمصابين ذوي الحالات الطارئة الذين يلزمهم العلاج في الخارج.
ودخل اتفاق وقف إطلاق النار في غزة حيز التنفيذ رسمياً، الأحد، إذ سلمت حركة حماس 3 إسرائيليات، فيما أطلقت إسرائيل سراح 69 أسيرة فلسطينية و21 طفلاً كانوا في سجونها.
ومن المقرر الإفراج عن 4 إسرائيليات أخريات على قيد الحياة، السبت، إذ أكدت حركة حماس، التزامها بتنفيذ المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في موعدها.
وقتلت إسرائيل في الحرب، التي شنتها على غزة خلال 15 شهراً، أكثر من 47 ألف فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء، وحولت القطاع إلى أنقاض.