بعد إعلان التوصل إلى اتفاق بين إسرائيل وحركة “حماس” لوقف إطلاق النار في قطاع غزة وتبادل إطلاق سراح المحتجزين والأسرى، هناك مجموعة من العائلات الإسرائيلية التي لا يزال ذووها محتجزين في القطاع ترفض الاتفاق، بحسب CNN.
وأشارت الشبكة الأميركية إلى أن العديد من أعضاء مجموعة “منتدى تيكفا” (Tikva Forum)، وبينهم مستوطنون في الضفة الغربية المحتلة، يعتنقون أيديولوجيات يمينية، ويعارضون إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين في إسرائيل كجزء من الصفقة.
ويقول العديد من أعضاء المنتدى إن الإفراج الجزئي عن المحتجزين الإسرائيليين في غزة أمر غير مقبول. وبدلاً من ذلك، يصرون على أن هزيمة “حماس” من خلال العمل العسكري القوي يجب أن تكون الأولوية القصوى، وهي أفضل استراتيجية لاستعادة الرهائن.
و”منتدى تيكفا”، الذي يقول إنه تأسس لإعادة المحتجزين إلى ديارهم “من موقع قوة وإيمان ومسؤولية وطنية واهتمام بوحدة وأمن جميع الإسرائيليين”، يختلف عن منتدى عائلات الرهائن، الذي يمثل غالبية عائلات المحتجزين، وكان يقود الاحتجاجات التي تدعو إلى وقف إطلاق النار وتحرير المحتجزين.
وأعرب المؤسس المشارك للمنتدى، تسفيكا مور، عن اعتقاده بأن نجله إيتان، المحتجز في غزة، يريد منه أن يعارض الصفقة.
وقال مور لشبكة CNN: “هذه الصفقة التي يتحدث عنها رئيس الوزراء (بنيامين) نتنياهو اليوم خطيرة للغاية بالنسبة لابني ومعظم المحتجزين، خاصة الشباب والجنود الذين سيبقون في غزة لعقود”.
وتابع: “أعرف بالتأكيد أن إيتان يريدني أن أتأكد من أن دولة إسرائيل ستكون آمنة”، لافتاً إلى أنه لو لم يكن ابنه في الأسر لكان “جندياً في غزة أو لبنان أو سوريا”.
ورحب العالم بالإعلان عن “الاتفاق المعقد” بين إسرائيل وحركة “حماس” بعد جهود وساطة من قطر ومصر والولايات المتحدة على مدى أشهر، وبعد استمرار إراقة الدماء التي دمرت القطاع الفلسطيني، وأشعلت الشرق الأوسط على مدى 15 شهراً.
تفاصيل الاتفاق
ومن المتوقع أن تشهد المرحلة الأولى من الصفقة إطلاق سراح الأطفال والنساء والمرضى وكبار السن المحتجزين في غزة مقابل إطلاق سراح مئات الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية.
وتحتجز إسرائيل ما لا يقل عن 10 آلاف سجين فلسطيني، بحسب هيئة شؤون الأسرى ونادي الأسير الفلسطينيين، بما في ذلك 3376 شخصاً محتجزين تحت الاعتقال الإداري، وهو إجراء مثير للجدل يسمح للسلطات الإسرائيلية باحتجاز الأشخاص إلى أجل غير مسمى لأسباب أمنية دون محاكمة أو تهمة، وأحياناً استناداً إلى أدلة لا يكشف عنها، ويخضع حالياً خمسة وتسعون طفلاً للاعتقال الإداري.
ومن المقرر تنفيذ الصفقة المقترحة على ثلاث مراحل، الأولى منها ستستمر 42 يوماً. وفي المرحلة الأولى، سيجري إطلاق سراح 33 محتجز لدى “حماس” وحلفائها منذ السابع من أكتوبر، بما في ذلك النساء والأطفال والرجال فوق سن الخمسين والجرحى.
وقال مسؤول إسرائيلي إن إسرائيل ستفرج عن “مئات” السجناء الفلسطينيين في المقابل، وأوضح أن مفاوضات التوصل إلى المرحلتين الثانية والثالثة من اتفاق وقف إطلاق النار، الذي يهدف إلى إنهاء الحرب، ستبدأ في اليوم السادس عشر من تنفيذ المرحلة الأولى.
واستمرت الحرب الإسرائيلية على غزة لمدة 15 شهراً، ما أدى إلى تحويل غزة إلى أرض قاحلة ونزوح ما لا يقل عن 90٪ من الفلسطينيين منذ أكتوبر 2023، وفقاً للأمم المتحدة. وسقط أكثر من 46 ألف شخص، معظمهم من النساء والأطفال، وفقاً لوزارة الصحة الفلسطينية.