“الصحة العالمية”: 7% من سكان غزة استشهدوا أو جرحوا
04 يناير 2025 – 02:00
قال ممثل منظمة الصحة العالمية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، ريك بيبركورن، إن قرابة سبعة في المئة من سكان غزة قُتلوا أو جرحوا منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
ولفت بيبركورن الانتباه، في إحاطة له أمام مجلس الأمن الدولي في نيويورك، أمس الجمعة، إلى أن 25% من الجرحى، والذين يصل عددهم إلى أكثر من مئة ألف جريح، يعانون إصابات دائمة غيرت حياتهم، وسيحتاجون إلى إعادة تأهيل ومساعدات طبية مدى الحياة.
وأشار إلى وجود أكثر من 12 ألف فلسطيني في غزة بحاجة لنقلهم خارج القطاع لتلقي العلاج بمن فيهم الأطفال، ولفت إلى الوتيرة البطيئة لعمليات الإجلاء حيث لا تعطي “إسرائيل” إلا عدداً محدوداً من التصاريح.
وبين أنه في حال استمرت الوتيرة على النحو الحالي، فإن إجلاء هؤلاء لتلقي العلاج سيستغرق من خمس إلى عشر سنوات.
وقال إن “إسرائيل” رفضت أغلب طلبات منظمة الصحة العالمية التي تشمل نقل المرضى وإدخال المساعدات الطبية والإمدادات للمستشفيات ولم تسمح إلا بقرابة 40% فقط منها”.
من جانبه، قال المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة، فولكر تورك، إن الكارثة الإنسانية في غزة مستمرة أمام أعين العالم، وأن أساليب “إسرائيل” في الحرب أدت إلى مقتل عشرات الآلاف من الفلسطينيين وتشريد ودمار واسع النطاق.
وأشار تورك، خلال إحاطة له أمام مجلس الأمن الدولي، إلى تقرير صادر عن مكتبه غطى الحرب على غزة حتى نهاية شهر يونيو/ حزيران 2024.
وبين أن التقرير وثق هجمات منهجية على المستشفيات في فلسطين بأساليب مختلفة؛ منها الغارات الجوية الإسرائيلية التي تعقبها في العادة اقتحامات برية من جيش الاحتلال واحتجاز المرضى والعاملين من الأطباء والممرضين وغيرهم.
وشدد على ضرورة احترام المرافق الطبية من قبل جميع الأطراف في النزاعات، كما أشار إلى هجمات حماس وجماعات فلسطينية على إسرائيل.
وتحدث تورك عن الهجمات الإسرائيلية الأخيرة ومحاصرة مستشفى كمال عدوان، مبينا أنه واحد من المستشفيات الأخيرة التي بقيت تعمل في شمال القطاع.
كما أشار إلى تقارير حول اعتقال مدير المستشفى حسام أبو صفية، وكذلك تقارير حول إساءة المعاملة والتعذيب الذي يتعرض له الفلسطينيون بمن فيهم الطواقم الطبية.
وأكد أن “تدمير المستشفيات في مختلف أنحاء غزة يتجاوز حرمان الفلسطينيين من حقهم في الحصول على الرعاية الصحية الكافية، إذ وفرت هذه المستشفيات ملاذاً آمناً لآلاف الأشخاص الذين ليس لديهم مكان آخر يذهبون إليه”.
وتحدث تورك عن إعلان جيش الاحتلال الإسرائيلي انتهاء عمليته في شمال غزة مع فصل الشمال عن مدينة غزة، ولفت الانتباه إلى تقارير مفادها أن خلو أجزاء من شمال غزة تماماً من الفلسطينيين.
ولفت الانتباه إلى إصابة قرابة مئة ألف فلسطيني خلال العام الأخير في غزة، وأن العديد من الجرحى توفوا وهم ينتظرون العلاج.
وأكد أن كل ذلك يحدث في الوقت الذي تزداد العقبات وتمنع وكالات الأمم المتحدة الإنسانية من إدخال المساعدات الإنسانية، بما فيها الإمدادات الطبية العاجلة، وأشار إلى إحصائيات وزارة الصحة الفلسطينية التي تشير إلى مقتل أكثر من 1050 من العاملين في المجال الطبي في غزة.
وفند تورك ادعاءات “إسرائيل” بأن مستشفيات غزة تستخدم لأغراض عسكرية من المقاومة الفلسطينية، وقال: “لم تقدم إسرائيل معلومات كافية وإثباتات لادعاءاتها والتي غالباً ما تتسم بالغموض والعمومية، وفي بعض الأحيان تتناقض مع المعلومات المتاحة”.
وشدد على وجوب إجراء تحقيقات شاملة ومستقلة وشفافة في جميع الهجمات الإسرائيلية على المستشفيات والبنية التحتية الأساسية المدنية، بما فيها البنية التحتية الطبية والعاملين في المجال الصحي.
وأمس الجمعة، عقد مجلس الأمن الدولي في نيويورك، اجتماعاً بدعوة من الجزائر، لنقاش استهداف “إسرائيل” للمستشفيات والقطاع الصحي في غزة.
وتُواصل “إسرائيل” حربها العدوانية على قطاع غزة، منذ 456 يومًا على التوالي، تزامنًا مع الاستمرار في ارتكاب جرائم الحرب والمجازر المروعة، ومحاولات تهجير سكان شمال القطاع.
وارتفعت حصيلة العدوان العسكري الاسرائيلي المستمر على قطاع غزة، إلى 45 ألفًا و 658 شهيدا، بالإضافة لـ 108 آلاف و583 مصابًا بجروح متفاوتة، منذ الـ 7 من أكتوبر 2023.