شهدت أزمة الإغلاق الحكومي بالولايات المتحدة تصاعداً حاداً، بعدما أبلغ البيت الأبيض، الوكالات الفيدرالية بالاستعداد لإغلاق وشيك للحكومة، فيما قال الرئيس المنتخب دونالد ترمب إنه “إذا كان هناك إغلاق للحكومة، فليبدأ الآن تحت إدارة بايدن، وليس بعد 20 يناير”، وهو الموعد المحدد لتولي منصبه رسمياً.
ويحاول الكونجرس الأميركي تفادي إغلاق جزئي للحكومة، بعد ساعات من رفض أكثر من 30 عضواً جمهورياً لطلب من ترمب باستخدام هذا الإجراء لرفع سقف ديون البلاد.
وكتب ترمب على منصة Truth Social: “هذه مشكلة يتعين على بايدن حلها، لكن إذا أمكن الجمهوريون من المساعدة في حلها، فسوف يفعلون ذلك”.
اتهامات ديمقراطية.. من أجل “ماسك”
من جهتها، دعت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيير في إفادة صحافية، الجمهوريين إلى “الالتزام باتفاق الحزبين لإبقاء الحكومة مفتوحة”، قائلة: “سنستمر في تكرار أن الجمهوريين نسفوا هذه الصفقة. لقد فعلوا ذلك، وهم بحاجة إلى إصلاح”.
وتابعت: “يتعين على الجمهوريين التوقف عن الألعاب السياسية مع الإغلاق الحكومي. إنهم يفعلون ذلك من أجل أصدقائهم المليارديرات”، في إشارة إلى الملياردير إيلون ماسك.
وأضافت المتحدثة: “قبل لحظات، تمكن الرئيس بايدن من التواصل مع زعيم الأغلبية (في مجلس الشيوخ تشاك) شومر وزعيم الأقلية (بمجلس النواب حكيم) جيفريز، وأود أيضاً أن أضيف أن الرئيس يتلقى تحديثات منتظمة من فريقه”.
وأشارت إلى أن “هناك اتفاق بين الحزبين، وهناك صفقة تم الاتفاق عليها، وما يحتاجون إلى هو المضي قدماً. أعني أن الجمهوريين في الكونجرس يحتاجون إلى المضي قدماً في هذه الصفقة”.
وتابعت: “نعتقد أنه لا يزال هناك وقت لوقف الإغلاق، وعلى الجمهوريين المضي قدماً في العمل المشترك لتمرير الصفقة”.
وكان مكتب الإدارة والميزانية التابع للبيت الأبيض، أبلغ الوكالات الفيدرالية للاستعداد لإغلاق وشيك للحكومة، حسبما ذكرت صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية، قبل ساعات قليلة من الموعد النهائي لتمويل الموازنة.
خطة الإنفاق الجديدة
وحاول رئيس مجلس النواب الأميركي مايك جونسون خلال الساعات الماضية وضع نهج قد يقره مجلس النواب الذي يسيطر عليه الجمهوريون بفارق طفيف، ومجلس الشيوخ الذي يهيمن عليه الديمقراطيون، مع اقتراب الموعد النهائي لتمويل الموازنة في منتصف ليل الجمعة (05:00 بتوقيت جرينتش السبت).
وقال جونسون إنه “تحدث مع ترمب حول خطة الإنفاق الجديدة”، مضيفاً للصحافيين في مبنى الكونجرس، في وقت سابق الجمعة: “لدينا خطة… ونتوقع تصويتاً هذا الصباح”.
ورفض الجمهوريون المحافظون، الخميس، طلب ترمب برفع سقف الدين، وهو ما قد يضيف تريليونات أخرى إلى ديون الحكومة البالغة 36 تريليون دولار.
وصعّد ترمب من لهجته بين عشية وضحاها، داعياً إلى تعليق النظر في سقف الدين الأميركي لمدة 5 سنوات حتى بعد أن رفض أعضاء الجناح اليميني في حزبه تمديده لمدة عامين في اقتراح سابق.
وكتب ترمب في منشور على منصته للتواصل الاجتماعي: “يتعين على الكونجرس التخلص من سقف الديون السخيف أو يطيل أمده ربما حتى 2029، وبدون هذا، لن نتوصل لصفقة أبداً”.
وكانت صفقة سابقة مدعومة من الحزبين قد ألغيت بعد أن أعلن ترمب وحليفه إيلون ماسك، أغنى رجل في العالم، معارضتهما، الأربعاء الماضي.
وأُحبطت صفقة بديلة جرى تعديلها على عجل بدعم من الرئيس المنتخب بحصولها على 174 صوتاً مؤيداً مقابل 235 صوتاً معارضاً، مساء الخميس.
وكانت هذه الصفقة المنقحة تحافظ على استمرار الميزانية الاتحادية البالغة نحو 6.2 تريليون دولار عند مستواها الحالي حتى مارس المقبل، وتقدم 100 مليار دولار في شكل إغاثة من الكوارث. لكنها أسقطت تدابير أخرى لاسترضاء الديمقراطيين الذين ما زالوا يسيطرون على مجلس الشيوخ الأميركي والبيت الأبيض لأربعة أسابيع قادمة.
وأثارت المعارك السابقة حول سقف الديون مخاوف الأسواق المالية، لأن عجز الحكومة الأميركية عن سداد ديونها قد يتسبب في صدمات ائتمانية في أنحاء العالم.
وجرى تعليق الحد بموجب اتفاق ينتهي من الناحية الفنية في الأول من يناير المقبل، لكن المشرّعين ربما لا يكونون مضطرين إلى معالجة هذه القضية قبل الربيع.