قال مسؤول في “حماس” لـ”الشرق”، الأربعاء، إن إسرائيل ترفض، حتى الآن، الموافقة على الإفراج عن كبار الأسرى والقادة الفلسطينيين، في مفاوضات غزة، وتصر على ترحيل ذوي الأحكام العالية إلى خارج فلسطين، بينما تطالب الحركة بأن يتم تخيير الأسرى بشكل شخصي. ما يعني استمرار النقاط الخلافية في تعطيل إبرام الاتفاق، الذي كان يبدو “وشيكاً” بعد التقدم الذي تم إحرازه خلال الأسبوعين الماضيين.
وأضاف المسوؤل، أن إسرائيل تريد اتفاقاً بدون توقيع على غرار الحروب السابقة والاكتفاء ببيان قطري ومصري، فيما تشدّد “حماس” على أنها تريد اتفاقاً مكتوباً وتطلب ضمانات الوسطاء الدوليين بإلزام اسرائيل تطبيق كامل مراحل الاتفاق.
وأشار مسؤول “حماس”، إلى أن الحركة تصر على عدم وجود أي نقطة تفتيش إسرائيلية على طول طريق الرشيد، كما تصر الحركة على تسليم الأسرى الاسرائيليين المدنيين والنساء (منهم 3 مجندات) الأحياء، وجثث كل المدنيين إلى مصر عبر نقاط يتم الاتفاق عليها، أو معبر رفح الحدودي، ويأتي دور الصليب الأحمر، ثم طاقم إسرائيلي لفحصهم قبل نقلهم إلى إسرائيل.
من جانب آخر، قال مصدر إسرائيلي مطلع على المفاوضات لشبكة CNN إن الاتفاق لا يزال على بعد أسابيع. وحذرت “حماس”، الثلاثاء، أيضاً من أن العقبات لا تزال قائمة، مما يشير إلى أن إسرائيل “تفرض شروطاً جديدة” في المفاوضات.
واعتبرت “حماس” في بيان لها، أنه في ضوء المناقشات التي وصفتها بـ”الجادة والإيجابية” التي تجري في الدوحة، برعاية قطر ومصر، فإن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى “أمر ممكن إذا توقف الاحتلال عن فرض شروط جديدة”.
ويتواجد وفد إسرائيلي ووفد من “حماس” في العاصمة القطرية لإجراء مفاوضات غير مباشرة. وقال مصدر مطلع لشبكة CNN، إن الوفد الإسرائيلي يضم ممثلين عن جهازي الاستخبارات الإسرائيلية الموساد، والأمن الداخلي “الشاباك”.
وتتشابه بنوذ الصفقة الجديدة بشكل عام مع الاقتراح الذي طرحه الرئيس الأميركي جو بايدن في وقت سابق من العام الجاري، وفقاً لمصدر دبلوماسي مطلع على مسار المفاوضات.
وقال المصدر الدبلوماسي للشبكة الأميركية، إن “ما تغير هو أن القوات الإسرائيلية من المرجح أن تبقى في غزة مؤقتاً”.
وبحسب مسؤولين مطلعين على المحادثات، طرح الوسطاء وقف إطلاق النار ابتداءً من هدنة مدتها 60 يوماً. وخلال هذه المرحلة، ستفرج “حماس” عن بعض الرهائن البالغ عددهم نحو 100 رهينة ما زالوا محتجزين في غزة، في مقابل إطلاق سراح فلسطينيين مسجونين في إسرائيل.
“اتفاق وشيك” لكن بشروط
وقال مسؤول أميركي لشبكة CNN: “يعتقد المسؤولون الأميركيون أن الاتفاق أقرب مما كان عليه ولكن هناك فجوات ونقاط خلاف لا تزال قائمة بين إسرائيل وحماس”.
وتأتي اللغة المتفائلة في أعقاب سلسلة من الأنشطة الدبلوماسية الإقليمية، بما في ذلك زيارة مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان إلى إسرائيل ومصر وقطر، الأسبوع الماضي.
وقال سوليفان الأسبوع الماضي، متحدثاً بعد اجتماعه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو: “هدفي هو وضعنا في موقف يمكننا من إبرام هذه الصفقة هذا الشهر”.
وقال مسؤول فلسطيني كبير مشارك في المفاوضات غير المباشرة لهيئة الإذاعة البريطانية BBC، إن المحادثات في “مرحلة حاسمة ونهائية”.
كما أعرب كبار المسؤولين الإسرائيليين والمسؤولين الأميركيين والعرب عن تفاؤلهم بأن اتفاقاً لوقف الحرب الإسرائيلية المستمرة منذ 14 شهراً على غزة وتحرير الرهائن المحتجزين، قد يتم توقيعه في الأيام المقبلة مع إحراز محادثات في القاهرة تقدماً، وفق “نيويورك تايمز”.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، الثلاثاء، إن الاتفاق أصبح أقرب من أي وقت مضى.
وقال كاتس لأعضاء لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الإسرائيلي، بحسب المتحدث باسمه: “لم نكن قريبين إلى هذا الحد من التوصل إلى اتفاق بشأن الرهائن منذ الاتفاق السابق”، في إشارة إلى تبادل الأسرى والسجناء الفلسطينيين في إسرائيل في نوفمبر 2023.
ومن المتوقع أن يسافر مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية CIA، وليام بيرنز، إلى قطر هذا الأسبوع للمشاركة في مزيد من المحادثات بشأن وقف إطلاق النار في غزة، وفقاً لمسؤول أميركي ومصدر ثانٍ مطلع على الخطط لشبكة CNN، ومن المتوقع أن يصل بيرنز إلى الدوحة، الأربعاء.
ويعمل الوسطاء في قطر ومصر مع طواقم فنية من “حماس” وإسرائيل لإتمام تفاصيل صفقة التبادل ووقف إطلاق النار من خلال الاتفاق على آليات التنفيذ التي سيتولى الوسطاء الدوليون الإشراف على تطبيقها.
وأوضح مسؤول أميركي لـ”أكسيوس”، أن بريت ماكجورك، مستشار الرئيس جو بايدن لشؤون الشرق الأوسط موجود حالياً في الدوحة للمشاركة في المحادثات التي تضم مسؤولين قطريين ومصريين وإسرائيليين.
ولفت مسؤول إسرائيلي مطلع على المحادثات، إلى أن “الفجوات لا تزال كبيرة. وهناك فجوات يمكن لفرق التفاوض أن تسدها، وهذا ما يحاولون القيام به الآن في قطر، وعلى أي حال، لا يزال الطريق طويلاً”.
وأشار مسؤول إسرائيلي آخر، إلى أن “التصريحات المتفائلة التي أدلى بها وزراء الحكومة مثل وزير الدفاع يسرائيل كاتس خلال الأيام الأخيرة كانت مبالغ فيها”، مضيفاً: “لا يساعد ذلك المفاوضات، ويضلل الجمهور ويخلق أوهاماً زائفة”، وذكر مسؤول إسرائيلي ثالث، أن “الاتفاق ليس قريباً”.
موقف قادة حماس
واعتبر مسؤولون إسرائيليون، إلى أن “موقف قادة حماس في غزة بقيادة محمد السنوار، شقيق رئيس المكتب السياسي للحركة السابق يحيى السنوار، قد يجعل من الصعب إنهاء الصفقة في الدوحة”.
وقال مسؤولون إسرائيليون، إن قادة “حماس” في غزة “لا يزالون يطالبون بإنهاء الحرب (بشكل دائم)، وليس فقط هدنة، من أجل التوصل إلى أي اتفاق لإطلاق سراح المحتجزين”.
ولفت مسؤول إسرائيلي، إلى أنه “يعتقد أن بعض الفجوات الكبيرة المتبقية بين الأطراف لا يمكن سدها من قبل فرق التفاوض في الدوحة، ولكن ستتطلب قرارات سياسية من القادة الإسرائيليين وقادة حركة حماس”.
وتابع: “قد نمر بأزمة أخرى خلال المحادثات حتى يتم اتخاذ القرارات اللازمة من كلا الجانبين”.
اتفاق من 3 مراحل
وكانت مصادر فلسطينية مطلعة على المفاوضات بين إسرائيل “حماس” كشفت لـ”الشرق”، في وقت سابق، الثلاثاء، أن المحادثات الجارية بشأن التوصل إلى اتفاق في قطاع غزة وصلت إلى مرحلة متقدمة و”شبه نهائية”، خصوصاً التي تجري في الدوحة.
وبحسب المصادر، اتفق الجانبان على تنفيذ الاتفاق على 3 مراحل، تبدأ بمرحلة أطلق عليها “الإنسانية”، وتتضمن إدخال المساعدات إلى قطاع غزة، والإفراج عن كل الأسيرات الإسرائيليات، بمن فيهم المجندات، والمدنيين الإسرائيليين، أحياء أو قتلى.
وينتهي الاتفاق بوقف شامل ودائم لإطلاق النار وانسحاب الجيش الإسرائيلي كلياً من قطاع غزة، بما في ذلك من محوري فيلادلفيا ونتساريم و6 نقاط سيحتفظ بها الجيش خلال المرحلتين الأولى والثانية، لتبدأ بعد ذلك عملية الإعمار.
وتقول المصادر، إن صفقة لتبادل الأسرى ستتم على مرحلتين، بينما يتضمن الاتفاق المتعلق بوقف إطلاق النار في قطاع غزة 3 مراحل.