قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الثلاثاء، إنه من الضروري تأسيس إدارة شاملة في سوريا، داعياً الاتحاد الأوروبي إلى دعم عودة السوريين الذين فروا خلال الحرب الأهلية، التي استمرت 13 عاماً، إلى بلدهم.
وفي مؤتمر صحافي مشترك مع رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين في أنقرة، قال أردوغان: “نرى أننا نتفق على إنشاء إدارة شاملة في سوريا”.
وأضاف: “لا مكان للتنظيمات الإرهابية في المنطقة”، مشيراً على وجه التحديد إلى تنظيم “داعش” والجماعات المسلحة الكردية.
وتابع أردوغان: “خلال الأعوام الـ 13 الماضية، لم يدعم المجتمع الدولي سوريا عندما كان الشعب يتعرض للقمع، لكن الآن يمكن تصحيح ذلك بدعم نهضة سوريا. تركيا ستكون داعماً قوياً ومن الضروري إخراج التنظيمات الإرهابية من سوريا لتحقيق الاستقرار”.
وأردف: “ننتظر دعم الاتحاد الأوروبي لسوريا خلال المرحلة المقبلة، وخاصة شمال سوريا، لقد عملت تركيا بشكل دؤوب لتحقيق الاستقرار ونحن مستعدون لمواصلة ذلك”.
وقال: “خلال اللقاء تناولنا معظم المواضيع المتعلقة بوحدة سوريا وسلامة أراضيها وأهمية انتقالها لمرحلة الاستقرار واتفقنا على ذلك. نعلم أن نهضة سوريا مستحيلة من دون دعم أممي أو المؤسسات العالمية القوية”.
كما دعا الاتحاد الأوروبي إلى دعم عودة السوريين الذين فروا من الحرب إلى وطنهم، والذين لجأ الملايين منهم إلى تركيا، قائلاً: “نتوقع من الاتحاد الأوروبي أن يدعم عودتهم إلى سوريا”.
وحول العلاقات مع الاتحاد الأوروبي، قال أردوغان: “عضوية تركيا في الاتحاد هدف استراتيجي ونعلم أن تركيا ستدعم الاتحاد في المرحلة المقبلة، كما نلعب دوراً في هذه المنطقة”، مضيفاً: “تركيا وضعت هدفاً لرؤيتها الجديدة وأشرنا لبعض المواضيع التي يجب حلها مع الاتحاد الأوروبي، وذلك من أجل التعاون على أساس المكاسب المشتركة”.
رفع العقوبات الأوروبية عن سوريا
بدورها قالت فون دير لاين: “لعب الرئيس أردوغان دوراً مهماً في إعادة الاستقرار للمنطقة، لذا يجب أن نبقى معاً لنرصد الإرهاب وخاصة عودة عناصر تنظيم داعش لشرق سوريا.. لا يمكن أن نسمح بذلك”.
وأضافت: “المخاوف الأمنية والقومية التركية يجب أن تؤخذ في الاعتبار ويجب السماح لكافة السوريين من كافة الأقليات للتمتع بالأمن”.
وتابعت فون دير لاين: “سنتخذ خطوات باتجاه رفع العقوبات الاقتصادية عن سوريا، لكن هذا يتم فقط عندما نرى انتقالاً سلمياً على أرض الواقع، إن انهيار نظام بشار الأسد يمنح السوريين أملاً في العودة. حالة الإبهام تجعل الأمر صعب، إذ يجب أن تكون عودة اللاجئين السوريين طوعية ونعمل مع مفوضية الأمم المتحدة على ضمان ذلك”.
ولفتت رئيسة المفوضية الأوروبية إلى أن “دبلوماسيي المفوضية سيعودون إلى العاصمة دمشق ولدينا تمثيل لجهاتنا الإنسانية. لقد حافظنا على وجودنا دون تواصل أو تمويل للنظام السابق. يجب أن نتقدم ونستمر في عملنا وندعم مرحلة التعافي الأولى من خلال تهيئة الخدمات الأساسية من مياه وبنى تحتية”.
وتابعت: “رفعنا دعمنا الإنساني وأطلقنا جسراً جوياً ونتوقع وصول المساعدات هذا الأسبوع. أوروبا هي المانح الأكبر منذ 2011، حركنا أكثر من 33 مليار يورو، منها دعم إغاثي وإنساني وسنستمر في تقديم الدعم”.
وأكدت على أنها تحدثت مع الرئيس التركي عن العلاقة بين تركيا والاتحاد الأوروبي، مشيرة إلى “علاقات ثرية ومعقدة”، موضحة أن هناك تقدماً بالعلاقات الاقتصادية.