يعمل الوسطاء على “سد الفجوات” لإنجاز صفقة إطلاق سراح المحتجزين، ووقف إطلاق النار في غزة، فيما يتفق وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، وقيادي في حركة “حماس” أن “الاتفاق أقرب من أي وقت مضى”.
وقال مسؤول إسرائيلي كبير، الاثنين، إنه لا تزال هناك فجوات في المفاوضات بشأن صفقة إطلاق سراح المحتجزين، ووقف إطلاق النار في غزة، مرجحاً إمكانية تجاوزها، حسبما ذكر مراسل موقع “أكسيوس”.
وكتب المراسل باراك رافيد على حسابه الشخصي في منصة “إكس” نقلاً عن المسؤول: “وفداً إسرائيلياً توجه إلى قطر، الاثنين، لإجراء محادثات بشأن مفاوضات وقف إطلاق النار في القطاع”.
وفي السياق نفسه، قال مسؤول مطلع على المحادثات لـ “رويترز”، الاثنين، إن فريقاً فنياً إسرائيلياً موجود في الدوحة، لإجراء محادثات مع وسطاء قطريين بشأن “القضايا المتبقية” في الاتفاقية بين الجانبين.
وقال المسؤول إن المحادثات تركز حالياً على سد الفجوات بين إسرائيل و”حماس” بشأن الاتفاق الذي طرحه الرئيس الأميركي جو بايدن في 31 مايو الماضي.
واكتسبت جهود مصر وقطر والولايات المتحدة للتوصل إلى هدنة في غزة وإطلاق سراح الرهائن، زخماً في الأسابيع الأخيرة، لكن دون حدوث أي انفراجة، وقادت الدول الثلاث، لأكثر من عام، جولات من المحادثات غير المثمرة حتى الآن للتوسط في إنهاء الحرب المستمرة منذ 14 شهراً.
وذكرت الوكالة أن الخلافات حول المطالب الجديدة التي قدمتها إسرائيل بشأن وجودها العسكري المستقبلي في غزة أعاقت من عملية التوصل إلى اتفاق في الجولات السابقة، حتى بعد أن قبلت “حماس” نسخة من الاقتراح الذي قدمه بايدن في مايو الماضي.
وقف إطلاق النار قصير المدى
وفشلت جولة من المحادثات في منتصف أكتوبر الماضي، في التوصل إلى اتفاق، إذ رفضت “حماس” اقتراح وقف إطلاق النار قصير المدى.
وكان وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، قد ذكر، خلال جلسة مع نواب في “الكنيست”، الاثنين، إن إسرائيل “أقرب من أي وقت مضى” لإبرام اتفاق مع حركة “حماس” من أجل وقف إطلاق النار وإطلاق سراح المحتجزين، وسط تصاعد التفاؤل من الحركة كذلك بقرب التوصل إلى اتفاق خلال الأسابيع المقبلة.
وأضاف كاتس خلال جلسة مغلقة مع أعضاء لجنة الشؤون الخارجية والدفاع في “الكنيست”، أوردت تفاصيلها صحيفة “تايمز أوف إسرائيل”، أنه كلما “قل الحديث عن الصفقة كان ذلك أفضل”، لافتاً إلى أن ذلك ما طالب به رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الأحد، بعد أن بحث التفاصيل مع الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.
وتوقع كاتس، أن “تحظى الصفقة المطروحة على الطاولة بدعم معظم أحزاب الائتلاف الحاكم، ولن تواجه عقبات داخلية”، مشيراً إلى أن الاتفاق “لن يتضمن وقفاً دائماً للأعمال العدائية”، وهو ما تطالب به “حماس” حتى الآن، لكن عارضه الكثيرون في أحزاب الائتلاف الحاكم الذي يوصف بأنه الأكثر يمينية في تاريخ البلاد.
وأوضح كاتس أن هناك مرونة من الجانب الآخر (حماس)، لكونهم يدركوا “أننا لن ننهي الحرب”، لافتاً إلى أن قضية بقاء الجيش الإسرائيلي على محور فيلادلفيا وذلك على طول الحدود بين غزة ومصر، وفي محور نتساريم الفاصل بين شمال وجنوب القطاع “لن تشكل عقبة أمام التوصل إلى اتفاق، لا سيما وأن هناك مرونة من جانب (حماس) بشأن هذه القضية”.
“اتفاق أقرب من أي وقت مضى”
وكان قيادي في حركة “حماس” قد ذكر لـ”الشرق”، الاثنين، إن صفقة تبادل الأسرى والمحتجزين ووقف إطلاق النار في قطاع غزة، “باتت أقرب من أي وقت مضى”.
وأضاف القيادي الذي اشترط عدم ذكر اسمه “نحن أقرب من أي وقت مضى، للتوصل لصفقة تبادل للأسرى ووقف إطلاق النار إذا لم يقم (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو بتعطيل الاتفاق”.
وشدد القيادي على أن المطلوب حالياً، هو أن تمارس واشنطن ضغوطاً على نتنياهو لإتمام الصفقة.
وذكر أن “حماس وفصائل المقاومة، قدمت موقفاً متقدماً وبمرونة كبيرة، يتمثل بالموافقة على وقف تدريجي للحرب، وانسحاب تدريجي وفق جدول زمني محدد ومتفق عليه، وبضمانات الوسطاء الدوليين، من أجل وقف العدوان وحماية شعبنا”.
لكنه شدد على أن حماس وفصائل المقاومة “لن تتنازل عن المطالب الفلسطينية بأن يؤدي الاتفاق إلى وقف دائم للحرب، والانسحاب الكامل من القطاع، وعودة النازحين وصفقة مشرفة لتبادل الأسرى”.
وأقر بأن الوسطاء شددوا على عدم التطرق لتفاصيل الصفقة “حتى تنجح ولا تكون ذريعة بيد نتنياهو للتهرب”، وأوضح أن “الوسطاء يكثفون الاتصالات والمحادثات لسد الفجوات والوصول لاتفاق قريب”.
وقال مصدر آخر مطلع على ملف المفاوضات لـ”الشرق”، إنه تم إبلاغ الحركة بأن الإدارة الأميركية والرئيس المنتخب دونالد ترمب “يريدون صفقة تبادل واتفاق وقف الحرب بأسرع وقت، ربما قبل نهاية العام، وقبل تنصيب ترمب”.