دعا وزير الدفاع التركي يشار جولر، الأحد، إلى منح “الإدارة الجديدة” في سوريا فرصة للحكم بعد أن أطلقت “رسائل بناءة”، على حد وصفه، معلناً استعداد تركيا لتقديم التدريب العسكري، إذا طلبت الإدارة السورية الجديدة ذلك.
وأضاف جولر أن “أنقرة لا ترى أي مؤشرات على انسحاب روسي كامل من سوريا”، أو “أي مؤشرات على عودة ظهور تنظيم (داعش)”، بعد سقوط نظام بشار الأسد، وفق ما نقلت عنه وكالة “رويترز”.
ولفت إلى أن أنقرة قد تعيد تقييم وجودها العسكري في سوريا “عندما تقتضي الظروف الضرورية”.
وقال جولر للصحافيين في أنقرة في تصريحات تم السماح بنشرها، الأحد: “في بيانها الأول أعلنت الإدارة الجديدة التي أطاحت بالأسد أنها ستحترم كل المؤسسات الحكومية والأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى”.
وتابع: “نعتقد أننا بحاجة إلى رؤية ما ستفعله الإدارة الجديدة ومنحها فرصة”.
ورداً على سؤال بشأن ما إذا كانت تركيا تدرس التعاون العسكري مع الحكومة الجديدة في سوريا، قال جولر، إن بلاده لديها بالفعل اتفاقيات للتعاون والتدريب العسكري مع الكثير من الدول. وأضاف أن أنقرة “مستعدة لتقديم الدعم اللازم إذا طلبت الإدارة الجديدة ذلك”.
ومنذ عام 2016، نفذت تركيا أربع عمليات عسكرية شملت مساحات متزايدة في شمال سوريا، وعزت ذلك إلى تهديدات تتربص بأمنها القومي.
وتشير التقديرات إلى أن تركيا ما زالت تنشر آلاف الجنود في بلدات سورية منها عفرين وأعزاز وجرابلس في شمال غرب سوريا ورأس العين وتل أبيض في الشمال الشرقي.
وقال جولر إن تركيا قد تناقش وتعيد تقييم مسألة وجودها العسكري في سوريا مع الإدارة الجديدة “إذا اقتضت الظروف”.
وقدمت تركيا، العضو في حلف شمال الأطلسي، الدعم للمعارضة السورية التي أطاحت بالرئيس بشار الأسد الأسبوع الماضي، لتنتهي الحرب الأهلية بعدما دامت 13 عاما.
ترحيب وتواصل تركي مع الفصائل السورية
ورحب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بالإطاحة بنظام الأسد، واعتبر في تصريحات، الاثنين الماضي، أن “الفترة المظلمة في سوريا انتهت وبدأت حقبة النور”، وقال إن “سوريا للسوريين فقط وليست للمنظمات الإرهابية، ومستقبلها يحدده السوريون أنفسهم، وعليهم حماية أراضيهم”.
وتواصلت الحكومة التركية مع القائد العام لغرفة التنسيق العسكري في سوريا أحمد الشرع المعروف بـ”أبو محمد الجولاني”، ومحمد البشير، رئيس وزراء حكومة تصريف الأعمال.
ووصل وفد تركي قطري إلى العاصمة دمشق، الخميس الماضي، ضم وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، ورئيس جهاز الاستخبارات إبراهيم قالن، ورئيس جهاز أمن الدولة القطري خلفان الكعبي برفقة فريق استشاري موسّع، وهو أول وفد رسمي يزور سوريا منذ الإطاحة بنظام الرئيس السابق بشار الأسد.
وقالت وزارة الإعلام السورية، إن الاجتماع كان يهدف إلى “تطوير رؤى مستقبلية للواقع السوري، ودفع القيادة السورية الجديدة للانخراط في البيئة العربية والإقليمية والدولية، والعمل على الدفع نحو حوار سياسي داخلي بين جميع الأطراف المعارضة والمساهمة في عملية النهضة السياسية والاقتصادية في البلاد”.
السفارة التركية في دمشق تستأنف عملها
واستأنفت السفارة التركية في دمشق نشاطها، السبت، بعد توقف دام 12 عاماً بسبب الحرب، وقال مراسل وكالة “الأناضول” التركية الرسمية، إن السفارة رفعت علم البلاد، لتستأنف رسمياً نشاطها الذي توقف عام 2012.
والخميس، أعلنت وزارة الخارجية التركية تعيين سفيرها في موريتانيا، برهان كور أوغلو، قائماً بالأعمال لسفارة أنقرة بدمشق مؤقتاً.
وأشارت الوزارة، في بيان، إلى أن وزير الخارجية هاكان فيدان، أبلغ السفير كور أوغلو بمنصبه الجديد.
وأوقفت السفارة التركية في دمشق، نشاطها في 26 مارس 2012، وواصلت القنصلية السورية في إسطنبول نشاطها لتسيير شؤون السوريين في تركيا.
إجراءات احترازية
وبحث أردوغان، خلال استقباله، الخميس، وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في أنقرة، آخر التطورات في سوريا، معلناً أن بلاده “ستتخذ إجراءات احترازية” في سوريا من أجل “أمنها القومي”، وذلك بعدما شهدت الأيام الأخيرة اشتباكات بين قوات تدعمها الولايات المتحدة، وأخرى تدعمها تركيا.
وقال أردوغان في بيان أوردته الرئاسة التركية، إن “تركيا تؤيد حماية السلامة الإقليمية ووحدة الأراضي السورية منذ البداية، وعلى المجتمع الدولي أن يعمل معاً على إعادة إعمار وإعادة بناء المؤسسات في سوريا”.
وأضاف أردوغان أن تركيا “ستتخذ أولاً تدابير احترازية لأمنها القومي ضد جميع التنظيمات الإرهابية، وخاصة حزب العمال الكردستاني، ووحدات حماية الشعب، وداعش، التي تعمل في سوريا وهي مصدر تهديد لتركيا”.
وقال أردوغان أيضاً إن تركيا “باعتبارها الدولة الوحيدة في حلف شمال الأطلسي التي قاتلت وجهاً لوجه مع داعش، فإن حزب العمال الكردستاني وامتداداته ستمنع الجهود المبذولة لتحويل الوضع في الأرض إلى فرصة تعاون”.
قوات موالية لتركيا تعمل في شمال سوريا
وقال مصدر في وزارة الدفاع التركية، الخميس، إن قوات المعارضة السورية المدعومة من تركيا تواصل تقدمها لـ”تطهير شمال سوريا من الإرهاب”، في إشارة إلى معركة ضد جماعة قوات سوريا الديمقراطية (قسد) التي يقودها الأكراد، في المنطقة.
وأضاف المصدر أن تركيا أبلغت الولايات المتحدة مراراً بأن “منظمة إرهابية لا يمكن القضاء عليها باستخدام منظمة إرهابية أخرى”.
وكان المصدر يتحدث عن الدعم الأميركي لـ”قسد” في الحرب ضد تنظيم “داعش”.
وتقود قوات سوريا الديمقراطية جماعة مسلحة كردية تصنفها أنقرة إرهابية.