قال القائد العام لقوات الحرس الثوري الإيراني حسين سلامي، إن القوى الأجنبية في سوريا تسعى إلى تقسيمها، وما جرى في دمشق “درس مرير وصعب يجب التعلم منه”.
وأفادت وكالة تسنيم الإيرانية للأنباء، شبه الرسمية، بأن قائد الحرس الثوري قال في كلمة له، الأحد: “اليوم ترون كيف أن هذه القوى الأجنبية التي تشتعل النيران في سوريا، كأنها ذئاب جائعة، قد انقضت على غزال وحيد في الصحراء، وكل واحدة تقطع جزءاً من جسده، هؤلاء الصهاينة من الجنوب، وآخرون من الشمال، وآخرون من الشرق، وفي الوسط، الناس تائهون، يواجهون مستقبلاً غامضاً.. هذا درس مرير نتعلمه”.
وأضاف: “الجميع شاهدوا، طالما كنا موجودين، كان الشعب السوري يعيش، لأننا كنا نسعى لكرامتهم. لم نذهب لضم جزء من أرض سوريا إلى أرضنا، ولم نذهب لنجعلها ساحة لبحث عن مصالحنا الطموحة؛ ذهبنا لكي لا يتم تدمير كرامة المسلمين”.
وتابع: “يمكن للصهاينة أن يروا داخل عائلات دمشق بأعين غير مسلحة؛ وهذا حقًا لا يُحتمل.. يجب أن نثبت، كما قال قائدنا العزيز، سوريا بفضل الله ستتحرر على يد شبابها الغيارى والمجاهدين”.
وأضاف: “سيدفع الصهاينة ثمناً باهظاً، وسيدفنوا في تلك الأرض، لكن هذا يتطلب وقتًا طويلاً، يتطلب صموداً عظيماً، وعزيمة عالية، وإرادة وإيماناً عظيماً، وهذا ما يوجد لدى الشباب المجاهدين في عالم الإسلام، فهناك الغيرة، وهناك الدافع، وهناك الإيمان”.
وأكمل: “الناس في دمشق الآن يفهمون كم هم عزيزون عندما يكون رجال المقاومة موجودين، وماذا سيحل بالأمة إذا لم يكونوا موجودين”.
الجيش السوري وإرادة التغيير
كان القائد العام للحرس الثوري الإيراني قال، الخميس الماضي، إن القوات الإيرانية “كانت آخر من غادر الأراضي السورية”، بعد سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد، معتبراً أن “من غير المنطقي أن يشارك الحرس الثوري والباسيج في بلد كان جيشه مجرد متفرج”.
وأضاف سلامي، خلال اجتماع مع قيادات بالحرس الثوري الإيراني، أن “البعض توقع منا أن نذهب ونقاتل بدلاً من الجيش السوري”، متسائلاً: “هل يعقل أن نشرك الحرس الثوري والباسيج للقتال في دولة أخرى بينما يقف جيشها متفرجاً؟”، وفق ما أوردت وكالة “مهر” الإيرانية.
واعتبر سلامي أن الجيش السوري لم يكن لديه إرادة التغيير والحرب ضد فصائل المعارضة المسلحة التي أسقطت نظام بشار الأسد، داعياً إلى “التعايش مع الواقع السوري”، وأضاف: “ننظر إلى الحقائق ونتصرف بناء على هذه الحقائق”.واعتبر سلامي أن “قوة إيران لم تتراجع، وتتخذ القرارات المناسبة، وتتصرف بناءً على قدراتها ومواهبها، ولديها منطق سياسي قوي للقتال”.
الجولاني: انتصرنا على المشروع الإيراني
جاءت كلمة قائد الحرس الثوري بعد يوم من تصريحات لزعيم “هيئة تحرير الشام”، أحمد الشرع، المعروف بـ”أبو محمد الجولاني”، قال فيها إن ما حدث في سوريا ي”يعد انتصاراً” على المشروع الإيراني “الخطير على المنطقة ككل”، مشيراً إلى أنه “ليس لدينا عداوات مع المجتمع الإيراني”.
وتابع الشرع في تصريحات لـ”تلفزيون سوريا” المعارض الذي يبث من إسطنبول: “ليس لدينا عداوات مع المجتمع الإيراني.. ولا توجد أي حجج لتدخل خارجي الآن في سوريا بعد خروج الإيرانيين”.
وكان “الجولاني” قال في تصريحات، الأسبوع الماضي، إن “الأسد ترك سوريا مزرعة للأطماع الإيرانية، ونشر فيها الطائفية”، مضيفاً أنه نشر أيضاً “الفساد حتى أصبحت أكبر مصنع لمخدر الكبتاجون في العالم”.