خلص باحثون في مؤسسة بحثية مقرها الولايات المتحدة، استناداً إلى صور التقطت بواسطة الأقمار الاصطناعية، إلى أن كوريا الشمالية توسع مجمعاً رئيسياً لتصنيع الأسلحة يجمع نوعاً من الصواريخ قصيرة المدى التي تستخدمها روسيا في غزوها لأوكرانيا.
والمنشأة المعروفة باسم “مصنع 11 فبراير” هي جزء من مجمع “ريونج سونج” للآلات في هامهونج، ثاني أكبر مدينة في كوريا الشمالية على الساحل الشرقي للبلاد.
وأكد باحثون في شركة SI Analytics، وهي شركة صور أقمار اصطناعية كورية جنوبية تستخدم تقنية الذكاء الاصطناعي لفحص الصور، البناء الجديد في المصنع، قائلين إن بعض أعمال البناء بالقرب من منطقة التحميل من المرجح أن تستخدم لإخفاء العمليات المستقبلية للمصنع عن الأقمار.
وقالت الشركة: “بالنظر إلى وجود العديد من مواد البناء والمركبات وعربات الشحن المفتوحة المحملة بالمواد حول الموقع، يبدو أن البناء يتقدم بسرعة”، موضحة أن المنشأة استخدمت لإنتاج صواريخ باليستية.
وتُظهِر صور الأقمار الاصطناعية، التي التقطتها شركة Planet Labs أوائل أكتوبر الماضي، ما يبدو أنه مبنى تجميع إضافي قيد الإنشاء بالإضافة إلى منشأة سكنية جديدة، من المحتمل أن تكون مخصصة للعمال.
وفي هذا الإطار، قال سام لير، الباحث المشارك في مركز “جيمس مارتن” لدراسات منع الانتشار النووي الواقع في معهد “ميدلبري” للدراسات الدولية، إن المصنع “هو الوحيد المعروف بإنتاج صواريخ باليستية تعمل بالوقود الصلب من طراز هواسونج 11”.
وأضاف: “كانت هناك رافعة جسرية مهجورة أمام مدخل النفق، لكن تمت إزالتها، ما يشير إلى أنهم ربما يركزون على هذا الجزء من المنشأة. نرى هذا كاقتراح بأنهم يزيدون بشكل كبير، أو يحاولون زيادة إنتاج هذا المصنع بشكل كبير”.
ويبلغ حجم مبنى التجميع الجديد حوالي 60 إلى 70% من حجم المبنى السابق المستخدم لتجميع الصواريخ.
وفي العام 2023، نشرت وسائل الإعلام الرسمية صوراً، تظهر الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون وهو يتجول عبر المباني الجديدة في المجمع في هامهونج، حيث كان العمال يجمعون أجزاءً من ذخائر KN-23.
إنتاج الوقود الصلب
وأوضح مسؤولون أوكرانيون أن هذه الذخائر، المعروفة باسم KN-23 في الغرب، استخدمتها القوات الروسية في هجومها على أوكرانيا.
بدوره، لفت معهد التحليلات الاستراتيجية SI Analytics، إلى أنه حدد أيضاً بناءً جديداً في مجمع “فينالون”، والذي يُعتقد أنه ينتج وقوداً للصواريخ الباليستية، مرجحاً أن يهدف البناء إلى تعزيز إنتاج الوقود الصلب أو UDMH، وهو وقود مهم لمحركات الصواريخ السائلة”.
في الإطار، قال مايكل دويتسمان، وهو باحث مشارك في مركز الأمن القومي، إنه من الممكن أن يكون البناء الجديد الذي كشفت عنه صور الأقمار الاصطناعية “منشأة تخزين”.
ورجح جوزيف ديمبسي، المحلل العسكري في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في لندن، أن يكون توسع كوريا الشمالية في مرافق الصواريخ الباليستية قصيرة المدى، مدفوعاً بشكل أساسي بالرغبة في تعزيز ترسانة البلاد، مضيفاً أنه “من غير الواضح إلى أي مدى قد تكون بيونج يانج قد وسعت قدرتها الإنتاجية لتلبية متطلبات تعاونها الجديد مع موسكو”.
صواريخ منخفضة التحليق
وأشار الخبراء إلى أن ذخائر KN-23 تم اختبارها لأول مرة في مايو 2019، وهي مصممة للتهرب من الدفاعات الصاروخية من خلال التحليق على مسار منخفض، ما يعد مفيداً بشكل محتمل لروسيا في سعيها إلى طرق لاختراق الدفاعات الجوية لأوكرانيا.
وهذا الشهر، قالت وكالة الأنباء المركزية الكورية إن المنشأة “تمضي قدماً في المشاريع لتحقيق هدف التحديث المخطط له هذا العام”.
وأضافت أن العمل يشمل “إعادة بناء مرافق الإنتاج بالإضافة إلى تجميع وتركيب المعدات في ورش الآلات وورشة صب الصلب”، موضحة أن أعمال البناء جارية في مجمع “ريونج سونج” للآلات.
وتشكل الصواريخ الكورية الشمالية جزءاً ضئيلاً من الضربات الروسية خلال حربها على أوكرانيا، لكن استخدامها المزعوم تسبب في إثارة القلق في سول وواشنطن، لأنه يشير إلى نهاية إجماع دام ما يقرب من عقدين من الزمان بين الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة على منع بيونج يانج من توسيع برامجها للصواريخ الباليستية.
وتم نشر أكثر من 10 آلاف جندي كوري شمالي في منطقة كورسك الروسية، حيث شنت أوكرانيا توغلاً كبيراً عبر الحدود في أغسطس. ولم تنكر روسيا تورط القوات الكورية الشمالية في الحرب التي تخوضها في أوكرانيا منذ شن غزو واسع النطاق في فبراير 2022.