فجر نادي بريست الفرنسي مفاجأة بوجوده في مقدمة جدول ترتيب دوري أبطال أوروبا هذا الموسم بعد أن نجح في جمع 10 نقاط من 4 جولات، ويطمح الآن لضربة أقوى بالفوز على برشلونة في المباراة القادمة.
وتثير قصة صعود بريست الإعجاب حقاً، وأفردت صحيفة “ماركا” الإسبانية مساحة كبيرة للتحدث عنها.
ففي عام 1997 كان ينافس بدوري الدرجة الرابعة في فرنسا، وكان على حافة الإفلاس، حتى أن المدرب آنذاك باسكال روبير قال: “لم تكن هناك ملابس متوفرة للاعبين”.
وتولى الشقيقان دينيس وجيرارد لو سانت، مالكا شركة لتصدير الفواكه والخضراوات، مهمة إنقاذ بريست عام 2016 بعد السيطرة على مقاليد النادي.
لكن قبل ذلك كان فرانك ريبيري بطلا في بريست حين ساعد الفريق في التأهل للدرجة الثانية بموسم 2003-2004، وتأخر وصوله للدرجة الأولى حتى موسم 2018-2019، أي بعد 3 سنوات تقريبا في حكم الشقيقين لو سانت.
الملك روي
كانت من نقاط تحول بريست تعيين المدرب إريك روي في يناير 2023، رغم أن تجربته التدريبية السابقة كانت قبل 12 عاماً مع فريق نيس.
عمل روي مدرباً بمفرده دون مساعدين وبدا أن الفريق في طريقه للهبوط مجدداً، لكنه أذهل الجميع بنجاحه في البقاء، وجدد عقده حتى 2025 كمكافأة.
وكان بريست ينتظر الأفضل مع روي، ففي أول موسم مكتمل له قاد الفريق لإنهاء الدوري الفرنسي في المركز الثالث والتأهل لدوري أبطال أوروبا لأول مرة في التاريخ، رغم أن ميزانية النادي من أضعف 4 ميزانيات في الدوري الفرنسي، وتقدر بـ48 مليون يورو.
بدون ملعب أو أموال
رغم هذه القفزة لم ينفق بريست الكثير في ميركاتو الصيف، مكتفياً بمبلغ 12 مليون يورو لتجديد صفوفه بعد فقدان عدة لاعبين مميزين.
واعترف غريغوري لورينتسي المدير الرياضي لبريست: “سننافس في دوري الأبطال، لكننا لا نملك الموارد المالية لناد في دوري الأبطال”.
ولا يمكن لبريست اللعب في ملعبه “فرانسيس لو بلي” لعدم استيفاء معايير اليويفا، لذا يضطر للعب في غانغان، وبدت فرصه الأضعف بين 36 فريقا في المسابقة المرموقة بنظامها الجديد.
كما افتقدت التشكيلة الحالية للخبرة، حيث يوجد 9 لاعبين فقط عاشوا تجربة المنافسات الأوروبية.
القراصنة
لكن بريست تحول إلى كتيبة قراصنة انقضت على البطولة وفرضت سطوتها لتنتزع النقاط وسط ذهول الجميع، حيث بدأ بالفوز على شتورم غراتس النمساوي 2-1 وسالزبورغ النمساوي 4-0 ثم تعادل 1-1 مع باير ليفركوزن بطل ألمانيا قبل أن يهزم سبارتا براغ التشيكي 2-1.
وقال المدرب روي بعد الفوز على سبارتا براغ: “يمكننا القول إننا نجحنا بالفعل، اعتقد كثيرون أننا سنخرج برصيد خاوٍ من النقاط ولن نصمد في هذه المسابقة”.
ومن الناحية النظرية، وضع بريست قدماً في أدوار خروج المغلوب، لكنه يتطلع لإثبات أن ما وصل إليه ليس وليد الصدفة أو ضربة حظ حين يلتقي ببرشلونة المتألق هذا الموسم.