قبل 20 عاماً، كانت إيرادات ميلان (195 مليون يورو) أعلى من إيرادات ريال مدريد (193 مليون يورو)، لكن قطار الروسونيري كان بطيئاً مقارنة بسرعة قطار الميرينغي وصولاً إلى الموسم الماضي.
في الموسم الماضي ارتفعت إيرادات ميلان إلى 400 مليون يورو، لكن النادي الملكي تخطى حاجز المليار.
صحيفة “لاغازيتا ديلو سبورت” اعتبرت هذا الفارق دليلاً واضحاً على توقف الدوري الإيطالي نهائياً عن كونه أجمل بطولة في العالم، حيث لم تتمكن الأندية الإيطالية من اللحاق بقطار العولمة.
تغير كل شيء خلال 20 عاماً
إن حكاية البلانكوس والروسونيري، أي أكثر الفرق نجاحاً في أوروبا، هي قصة نموذجية، فمن خلال اتباع منحنى الإيرادات يمكن ملاحظة فارق التطور بين الناديين خلال العقدين الماضيين.
كان موسم 2002–2003، هو العام الأخير الذي تجاوزت فيه إيرادات الروسونيري إيرادات ريال مدريد، في التصنيف الأوروبي الذي تصدره مانشستر يونايتد، متفوقاً على يوفنتوس وميلان وريال مدريد وبايرن وإنتر.
في ذلك الموسم وصلت 3 فريق إيطالية إلى نصف نهائي دوري أبطال أوروبا (ميلان ويوفنتوس وإنتر)، وفاز ميلان في النهائي على حساب يوفنتوس بركلات الترجيح.
وأصبح الروسونيري بطلاً لأوروبا مرة أخرى في عام 2007، وهي واحدة من آخر اللحظات في ملحمة الراحل سيلفيو برلسكوني.
بالمقابل، لقد حول ريال مدريد نفسه إلى النادي الذي يتمتع بأعلى مبيعات وأعلى قيمة سوقية وألمع علامة تجارية لكرة القدم، مما أثرى سجل ألقابه بستة ألقاب أخرى في دوري أبطال أوروبا، فاز بها جميعها في السنوات العشر الماضية.
كيف تغيرت الإيرادات؟
صحيفة “لا غازيتا ديلو سبورت”، تحدثت عن عائدات الناديين في 2002-03 و2023-24، باستثناء انتقالات اللاعبين.
في 2002-03، كان الجزء الأكبر من إيرادات ميلان (195 مليون يورو) يأتي من عائدات البث التلفزيوني، 116 مليون يورو، منها 32 من الاتحاد الأوروبي لكرة القدم بفضل الفوز بدوري أبطال أوروبا و78 من إيطاليا، ويرجع ذلك أساساً إلى البيع الفردي لحقوق بث الدوري الإيطالي.
وجلب الملعب 37 مليوناً، بينما ضمنت المنطقة التجارية 36 مليوناً: عقود الرعاية الرئيسية مع أوبل (8 ملايين بالإضافة إلى 800 ألف مكافأة) وأديداس (9+1). أما الستة ملايين المتبقية فتأتي من إيرادات أخرى.
بالنسبة لإيرادات الريال فكانت تساوي 193 مليوناً، حيث سجل الملعب 64 مليوناً والإعلان التجاري 57 مليوناً، والفارق صنعته حقوق البث التلفزيوني (72 مليوناً)، وهو أقل بكثير من حقوق البث التلفزيوني للروسونيري.
والآن نتقدم عشرين عاماً ونصل إلى الموسم الماضي، ففي 2023-2024، بلغ حجم إيرادات ميلان 401 مليون يورو، باستثناء انتقالات اللاعبين مرة أخرى.
قُسمت إيرادات ميلان على النحو التالي: 82 مليون يورو من ملعب، و159 مليوناً من حقوق البث التلفزيوني، و130 مليوناً من عقود الرعاية، و30 مليون يورو إيرادات أخرى.
رد ريال مدريد برقم مذهل قدره مليار و73 مليون يورو، وهي المرة الأولى التي يتخطى فيها ناد لكرة القدم حاجز المليار.
وجاء الإيرادات على الشكل التالي: 274 مليون يورو من الملعب، و326 من حقوق البث التلفزيوني، و473 مليون يورو من صفقات الرعاية.
ويكسب الدوري الإسباني أكثر من الدوري الإيطالي من حقوق البث، ويحصل الاسمان الكبيران في إسبانيا، ريال مدريد وبرشلونة، على الحصة الأكبر.
في موسم 2023-24، حصل الريال على حوالي 145 مليوناً من الليغا ونفس المبلغ من دوري أبطال أوروبا، أي ضعف ما حصل عليه ميلان تقريباً.
سانتياغو برنابيو يصنع الفارق
في العام الماضي، بدأ تشغيل ملعب سانتياغو برنابيو الذي تم تجديده، ولكن ليس بشكل كامل.
بين السعة المتزايدة والمنتجات المتميزة الجديدة والأحداث غير المتعلقة بكرة القدم، حصل الملعب على 274 مليون يورو لريال مدريد، أي أكثر من 3 أضعاف ما حققه ملعب سان سيرو. وفي المستقبل سوف تتسع الفجوة أكثر.
ووفقاً للتوقعات، فإن المشروع الضخم الذي تبلغ تكلفته 1.2 مليار يورو من شأنه أن يولد إيرادات سنوية تزيد عن 400 مليوناً للنادي الملكي.
تقدير يستند أيضاً إلى توقع أكثر من 200 نشاط (غير كرة القدم)، من الحفلات الموسيقية إلى مباريات الدوري الوطني لكرة القدم الأميركية، حتى لو كان على ريال مدريد في الوقت الحالي مواجهة احتجاجات من لجنة الحي، التي تقاضي النادي بسبب الضوضاء التي تسببها الحفلات والأحداث.
مشاكل ريال مدريد اعتبرها التقرير غير تافهة، لكنه أكد أن ميلان متأخر كثيراً بسبب مشروع الملعب الجديد، الذي من غير المعروف متى سيرى النور.
الاستغلال على نطاق عالمي
مع عولمة صناعة كرة القدم ورقمنتها، تمكنت بعض العلامات التجارية الكبرى من الوصول إلى أسواق وفرص غير مسبوقة، مما أدى إلى مضاعفة العوائد الاقتصادية بشكل كبير.
لقد أصبحت الفرق الإيطالية معزولة، بغض النظر عن أن ميلان هو النادي الأفضل أداء في السنوات الأخيرة من وجهة نظر تسويقية.
كان لـ”Elliott” و”RedBird” الفضل في تنشيط علامة ميلان التجارية، التي كان حجم مبيعاتها قبل 5 سنوات أقل من 60 مليوناً، وتطورت تدريجياً لتصل إلى 130 مليوناً في 2023-2024.
لكن معدل الزيادة هذا يبدو ضئيلاً جداً مقارنة بـ473 مليون يورو حققها ريال مدريد.
على سبيل المثال، في الموسم الماضي، دفعت طيران الإمارات 70 مليوناً إلى البلانكوس و19 مليوناً إلى الروسونيري. أما شركة أديداس فتدفع 120 مليوناً لريال مدريد، بالمقابل، تدفع بوما بين 25 و30 مليون يورو لميلان.
ومع الشعبية والانتشار على نطاق واسع، تتزايد أيضاً فرص بيع المنتجات، وبالتالي عائدات الترويج.
وهي دائرة تعزز نفسها بنفسها، فكلما فزت أكثر، كلما كسبت أكثر، كلما جذبت المزيد من النجوم الذين يجعلون قاعدتك الجماهيرية تنمو أكثر.
ومؤخراً، أضاف ريال مدريد، نجم آخر إلى صفوفه، وهو الفرنسي كيليان مبابي الذي لديه 150 مليون متابع على وسائل التواصل الاجتماعي.