تطلق دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي، النسخة الأولى من “بينالي أبوظبي للفن العام” في 15 نوفمبر، في مواقع مختلفة من إمارتي أبوظبي والعين.
يحمل البينالي شعار “للعامة”، ويوفّر منصّة تجمع بين التركيبات والعروض الفنية، لأكثر من 70 فناناً مقيماً في دولة الإمارات وخارجها. ويسهم هذا التجمّع، في إبداع أعمال تركيبية مصمّمة خصيصاً لتناسب المواقع في الإمارتين.
تستكشف النسخة الأولى من “بينالي أبوظبي للفن العام”، مفهوم “العامة”، وتعيد تعريفه وفق منظور ورؤية أبوظبي. يولي هذا الحدث أهمية خاصة لفهم العوامل التي تُسهم في تشكيل الأماكن والمساحات العامة، بهدف تقديم تفسير شامل للخصائص الفريدة للمدينة.
فبعد أن تشكّلت الحياة العامة في أبوظبي، نتيجة تأثيرات عدّة، تشمل الظروف البيئية، وأسلوب الحياة المجتمعي، والأصالة، والهندسة المعمارية، والتخطيط المدني، تبرز الحاجة إلى إعادة النظر في مفهوم “العامة” وتحديد معناه بشكل أوضح.
مجتمع أبوظبي.. مجتمعات عامّة
على مدى العقود الخمسة الماضية، أصبحت أبوظبي موطناً لمجموعات سكانية متنوّعة، ما زاد أهمية قيم الضيافة والكرم المتأصّلة في ثقافة أبوظبي وأسلوب حياتها، مع استمرار المدينة في التوسّع.
لذلك تسعى النسخة الأولى من “بينالي أبوظبي للفن العام”، إلى استكشاف الخيال الثقافي للمجتمعات المتعددة والمتغيّرة، وفهم الظروف التي تتحوّل فيها هذه المجتمعات إلى “مجتمعات عامة”.
يعدّ البينالي تكريماً لأهمية الفن العام، باعتباره مورداً قيّماً ينبغي أن يكون متاحاً للجميع، ويعرض في مواقع رئيسة يسهل الوصول إليها.
سيقام الحدث في موقعين رئيسيين، وسط مدينة أبوظبي ومدينة العين، حيث دعا الفنانون إلى إنشاء أعمال تركيبية تفاعلية خاصّة بالمواقع، تهدف إلى التفاعل المباشر مع المجتمعات المحلية.
فنانون من العالم
من أبرز المشاركين في البينالي، ألورا وكالزاديلا، وأركيتكتورا إكسبانديدا، وكريستوفر بنتون، وفرح القاسمي، وفلاينج سيتي، وهاشل اللمكي، وكبير موهانتي، وخليل رباح، وأوسكار موريلو، وراديكا كيمجي، وسامي بالوجي، وطارق كيسوانسون، ووائل الأعور، وزينب الهاشمي وغيرهم.
تقدِّم لجنة “التفاوض الحضري” من شركة “أركيتكتشر إكسبانددا”، مناظر طبيعية، وقصص حضرية جديدة، من خلال تصميم أثاث، يمكن تجميعه ذاتياً وصنعه ليكون قابلاً للتنقّل، ما ينتج مساحات حضرية مبتكرة تفاعلية.
وتشجّع منحوتة فرح القاسمي السمعية “بدون عنوان 2024″، المارّة على التفاعل مع الأنغام الصوتية، والتأمّل في دور وأهمية المحيط الطبيعي في المنطقة.
يستفيد الفنانون الآخرون من الجوانب التاريخية والمعمارية والاجتماعية للبيئة الحضرية في أبوظبي؛ إذ تغطي لوحة أوسكار موريلو، التي يبلغ طولها 80 متراً، مساحة 1% من كورنيش أبوظبي، لاستكشاف التوسّع الحضري السريع الذي تشهده المدينة، وتأثيره في المجتمع.
أما كريستوفر بنتون، فيحوِّل سوق السجّاد، إلى مساحة مجتمعية حيوية تدمج بين الثقافة والفن المحليين. كما توجّه زينب الهاشمي تحية تقدير لمحطة الباصات الرئيسة في أبوظبي، حيث ترحّب بالزوّار، لاستكشاف التفاعل بين التنمية الحضرية ومرونة الطبيعة.
تقدير التراث الثقافي
وقال محمد خليفة المبارك، رئيس دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي: “يأتي إطلاق “بينالي أبوظبي للفن العام” في إطار رؤيتنا الثقافية، وسيشكِّل منصّة فريدة لمجتمعنا، ورسالة تقدير لتراثنا الثقافي، ومصدر إلهام عبر الفن المعاصر”.
أضاف: “نحن ملتزمون بتوفير الدعم للمبدعين في أبوظبي، وفي الجنوب العالمي، وبقية العالم، من خلال برامج فنية رائدة مثل البينالي، الذي سيسهم في تعزيز مكانة الإمارة كوجهة ثقافية، وتوفير فنون تحويلية وشاملة ومتاحة للسكان والزوّار”.
وقالت ريتا عون عبدو، المدير التنفيذي لقطاع الثقافة في الدائرة: “يجسّد البينالي جوهر وأساس تراث أبوظبي الغني، ويوجّه دعوة إلى مجتمعنا للتفاعل مع تاريخ المدينة وجمالياتها وقيمها المجتمعية، من خلال تعبيرات فنية متنوّعة. كما يسهم يسهم في تعزيز الهوية الثقافية الجماعية للإمارة، وتعزيز تجربة الفن للجميع”.
يُشكِّل بينالي إحدى الركائز الثلاث لمبادرة «أبوظبي للفن العام»، التي أعلنت عنها دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي في مارس 2023. وتتضمّن المبادرة تكليفات فنية مباشرة سنوية، ومعرض “منار أبوظبي” الفني الضوئي الذي يُعقَد كل سنتين، إضافة إلى “بينالي أبوظبي للفن العام”.
يقام البينالي مرّة كل سنتين، بالتناوب مع معرض الفنون الضوئية “منار أبوظبي”، الذي استقطبت نسخته الافتتاحية نحو 650 ألف زائر.