لكن كيف نقابل نحن رغبته تلك؟ “لا ماما، ابتعد عن التلفاز، ابتعد عن الهاتف، لا تقترب من الثلاجة، المفاتيح تؤذي فمك”، ونبدأ بترديد عبارات “ابني كثير الحركة لا أستطيع ضبطه أبداً” “ابني لا يسمع الكلام قلت له ألف مرة لا تقترب من الهاتف ولكنه يتجاهل كلامي ويقترب ماذا أفعل؟”.
دائماً نفترض بأن الحل مطلوب من طرف الطفل رغم أننا الأكبر والأوعى والأقدر على تنفيذ الحلول.
أغمضوا أعينكم الآن وتخيلوا أنكم طفل كل ما حوله لذيذ وممتع ومثير للاكتشاف، المكواة الكهرباء الثلاجة ..الخ، “ابتعد يا ماما؟” لكن المكواة تثير اهتمامي! “إذا اقتربت مرة اخرى سأضربك” لكن المكواة مازالت تثير اهتمامي!
“ضربتك حتى تتعلم أن تسمع الكلام ولا تلمس أغراض مؤذية…” لكن كيف يراها الطفل؟ “ماما ضربتني لأنني حاولت الاكتشاف والتعلم، لن أحاول مرة أخرى!”
مبروك لقد نجحتِ بقتل جزء من فطرة الفضول والاكتشاف والتعلم عند طفلك الصغير، وربما سيكمل النظام التعليمي قتل الأجزاء الباقية، ثم نسأل لماذا لا يكون أطفالنا علماء ومخترعين؟
كيف أحمي طفلي من الأغراض المؤذية؟
أكدت ماريا مونتيسوري على ضرورة مراقبة الطفل عن قرب للتعرف على احتياجاته واهتماماته وتعزيزها، فليس المطلوب منك أن تسمحي لطفلك بإيذاء نفسه واللعب بكل شيء، على العكس تماماً أنتِ كأم وظيفتك مراقبة طفلك والحفاظ على سلامته:
- حاولي جعل بيتك بيئة آمنة.
- عند حاجتك لمنع طفلك من الاقتراب من شيء ما اشرحي له السبب وقدمي له بديلاً.
كمثال على ذلك، “ماما هذه مكواة تعمل على الكهرباء وظيفتها تمليس الثياب، حاول أن تلمسها إنها مصنوعة من البلاستيك لكنها خطيرة لأنها ثقيلة وساخنة جداً لذلك سأعطيك هذه اللعبة بدلاً عنها”.
التربية تحتاج إلى الابداع والصبر راقبي طفلك أثناء لعبه وتحركاته وإذا لمستِ اهتمامه بنشاط معين أو موهبة معينة ساعديه على تنميتها ولا تكوني سبباً في قتل تلك الرغبة.