أعرب المبعوث الصيني الخاص للشؤون الأوروبية لو شاي، الأربعاء، عن “فزعه” من الطريقة التي تعامل بها الرئيس الأميركي دونالد ترمب مع حلفاء واشنطن في أوروبا، مشدداً على أن اتفاق السلام في أوكرانيا لا ينبغي أن تحدده الولايات المتحدة وروسيا فقط، حسبما نقلت صحيفة “ساوث تشاينا مورنينج بوست”.
وقال شاي في تصريحات على هامش الاجتماع السنوي للمؤتمر الشعبي الوطني، البرلمان الصيني، (أعلى هيئة استشارية سياسية في الصين): “عندما تنظر إلى الكيفية التي نفذت بها إدارة ترمب سياسة (وقحة) و(متسلطة) تجاه أوروبا، ومعاملة حلفائها بهذه الطريقة، بصراحة، من منظور أوروبي، فهذا أمر مروع للغاية”.
وأشار السفير الصيني السابق لدى فرنسا إلى المناقشات الجارية بين الولايات المتحدة وروسيا التي تهدف إلى حل أزمة أوكرانيا، لكنه أكد على أن أي عملية سلام يجب أن تنطوي على اعتراف ومشاركة من جميع الأطراف المعنية، بما في ذلك الدول الأوروبية.
وقال شاي: “يجب أن تخضع الحلول المقترحة المختلفة لمناقشة متساوية، بدلاً من إملائها من قبل قِلة مختارة”.
وتابع: “أعتقد أن الأصدقاء الأوروبيين يجب أن يفكروا في هذا الأمر، ويقارنوا سياسات إدارة ترمب بتلك التي تنتهجها الحكومة الصينية. وبذلك، سيرون أن النهج الدبلوماسي الصيني يؤكد على السلام والصداقة وحسن النية والتعاون المربح للجانبين”.
العلاقات الصينية الأوروبية
وذكرت “ساوث تشاينا مورنينج بوست” أن بكين أخطرت مؤخراً، سلطات الاتحاد الأوروبي بتعيين لو شاي، مما يشير إلى عودة سريعة للدبلوماسي الصيني إلى المشهد السياسي، بعدما غادر فرنسا في ديسمبر الماضي.
وخلف لو شاي نظيره وو هونجبو، الذي أصبح أول دبلوماسي صيني يشغل منصب مبعوث صيني خاص معني بالشؤون الأوروبية، بعد استحداث هذا المنصب لأول مرة في عام 2019.
وأوفدت بكين هونجبو إلى عدد من الدول الأوروبية خلال مناسبات سابقة، بعد التخلي عن سياسة “صفر كوفيد” الصارمة في عام 2022. وغالباً ما اشتبك الدبلوماسي المتمرس مع نظرائه في الاتحاد الأوروبي بشأن علاقات الصين مع روسيا والاتهامات الغربية.
وفي الوقت نفسه، اتسمت السنوات الخمس التي قضاها لو شاي في باريس بالكثير من التصعيد والتداعيات العلنية مع الحكومة الفرنسية والسلطات في أماكن أخرى من أوروبا.
وكان وزير الخارجية الصيني وانج يي، أصر الشهر الماضي، على ضرورة إشراك جميع الأطراف المعنية بالصراع بين روسيا وأوكرانيا، في أي محادثات سلام، مشدداً على دور أوروبا فيها، بعد سلسة من الرسائل الأميركية بشأن خطط إنهاء الحرب.
ونقلت الخارجية الصينية عن وانج يي قوله خلال مؤتمر ميونخ للأمن: “نظراً لأن الحرب تدور على الأراضي الأوروبية، فمن الضروري أن تلعب أوروبا دورها من أجل السلام، ومعالجة الأسباب الجذرية للأزمة بشكل مشترك، وإيجاد إطار أمني متوازن وفعال ومستدام، وتحقيق السلام والاستقرار على المدى الطويل في أوروبا”.