أثار نائب الرئيس الأميركي جي دي فانس، عاصفة من الانتقادات في بريطانيا بعدما صرح بأن صفقة المعادن مع أوكرانيا توفر “ضماناً أمنياً أفضل من نشر 20 ألف جندي قادمين من “دولة عشوائية” لم تخض حرباً منذ 30 أو 40 عاماً”، بعدما تعهدت بريطانيا وفرنسا، بإرسال قوات للمشاركة في قوة حفظ السلام في أوكرانيا.
وأدت تصريحاته إلى موجة من الغضب في بريطانيا إذ أنها حاربت إلى جانب الولايات المتحدة في كل من العراق وأفغانستان على مدار العقدين الماضيين، بينما حاربت القوات الفرنسية في أفغانستان فقط، وفق صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية.
وفي وقت لاحق، أكد فانس أن تصريحاته، التي أدلى بها خلال مقابلة مع المذيع شون هانيتي على شبكة Fox News مساء الاثنين، لم تكن موجهة إلى بريطانيا أو فرنسا، لكنه لم يحدد أي دولة أخرى كان يقصدها. لكن قليلين في بريطانيا اقتنعوا بتوضيحه، حتى داخل الأوساط اليمينية، إذ لم تعلن أي دولة أخرى نيتها إرسال قوات إلى أوكرانيا، سوى بريطانيا وفرنسا، بحسب “نيويورك تايمز”.
وقال نايجل فاراج، زعيم حزب “الإصلاح” البريطاني المناهض للهجرة والحليف القديم للرئيس الأميركي دونالد ترمب: “جي دي فانس مخطئ. مخطئ، مخطئ، مخطئ. لقد وقفنا إلى جانب أميركا طوال تلك الـ20 عاماً، وقدمنا نفس المساهمة تماماً”.
“عار فانس”
وجاء عنوان الصفحة الرئيسية لصحيفة “ذا صن”، أبرز الصحف الشعبية اليمينية المملوكة لروبرت مردوخ: “عار فانس”.
وقال جيمس كارتليدج، وزير الدفاع في حكومة الظل التابعة لحزب المحافظين، في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي إن المادة الخامسة من ميثاق حلف شمال الأطلسي (الناتو)، التي تنص على أن أي هجوم على دولة عضو يُعد هجوماً على جميع الأعضاء، لم تُفعل سوى مرة واحدة في تاريخ الحلف، وكانت بعد هجمات 11 سبتمبر 2001.
وأضاف كارتليدج أن بريطانيا وفرنسا تحركتا لمساندة الولايات المتحدة آنذاك، حيث “نشرتا آلاف الجنود في أفغانستان، من بينهم شقيقه والعديد من الزملاء البرلمانيين، سواء الحاليين أو السابقين”.
وأضاف أن تجاهل مثل هذه التضحيات والخدمة “ينم عن عدم احترام شديد”.
وقالت هيلين ماجواير، المتحدثة باسم حزب الديمقراطيين الليبراليين في شؤون الدفاع: “جي دي فانس يمحو من التاريخ مئات الجنود البريطانيين الذين ضحوا بحياتهم في العراق وأفغانستان”.
وكانت ماجواير قائدة سابقة في الشرطة العسكرية الملكية البريطانية، وشاركت في مهمة حفظ سلام تابعة لحلف “الناتو” في العراق.
وفي فرنسا، قال وزير الدفاع، سيباستيان لوكورنو، أمام المشرعين في باريس، الثلاثاء، إن فانس “صحح تصريحه لحسن الحظ”. وأضاف أن نحو 600 جندي فرنسي لقوا حتفهم أثناء الخدمة على مدى السنوات الـ60 الماضية “يستحقون احترامنا واحترام حلفائنا”.
من جهتها، قالت كيمي بادينوك، زعيمة حزب المحافظين البريطاني، إنها لا تعتقد أن فانس كان يشير إلى بريطانيا عندما تحدث عن “دولة عشوائية”.
وأضافت في تصريح لقناة GB News: “الكثير من الناس يبالغون في ردود فعلهم، يقولون أشياء كثيرة ويتصرفون بانفعال شديد”.