كشفت مصادر عربية مشاركة في مؤتمر القمة العربية المنعقد في العاصمة المصرية، الثلاثاء، عن توافق عربي على تبني خطة شاملة لإعادة إعمار قطاع غزة تستند إلى دراسة مصرية خاصة في هذا الشأن.
وقالت المصادر لـ”الشرق” إن القمة تبدي استعداداً، مشروطاً بإصلاح منظمة التحرير والسلطة الفلسطينية، لتمكين ودعم السلطة الفلسطينية في تشكيل لجنة عمل لإدارة شؤون قطاع غزة، وتولي المسؤولية الأمنية فيه.
وتميل المسودات، قيد الصياغة والبحث في أروقة القمة، إلى تكليف مصر والأردن بمهمة تأهيل وتدريب قوات أمن فلسطينية لحفظ النظام العام في غزة.
وقالت المصادر إن القمة العربية ستؤكد على أن قطاع غزة جزء لا يتجزأ من أراضي دولة فلسطين، وعلى ضرورة إعادة توحيد قطاع غزة والضفة الغربية لتجسيد الدولة الفلسطينية.
وأشارت المصادر إلى إن القمة ستدعو إلى عقد مؤتمر دولي في مصر لإعادة إعمار قطاع غزة في القريب العاجل.
“حماس” في الخطة العربية
وكانت مصر أعدت مسودة خطة، ركزت على إعادة إعمار ما دمرته الحرب على غزة، بما يضمن بقاء أهالي قطاع غزة في أرضهم، وذلك بعد إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب، في وقت سابق من فبراير، عن خطة يتبناها لإنهاء النزاع في غزة تتضمن تهجيراً للسكان منها، الأمر الذي تحاول دول عربية فاعلة في الملف تلافيه.
وأفادت مصادر أميركية عليمة لـ”الشرق” بأن ما وصل الإدارة الأميركية يفتقر لشموله الشق الأمني والسياسي المتعلق برسم مصير غزة مستقبلاً في حال توقفت الحرب الإسرائيلية على القطاع.
وبدا أن الاعتراض الأميركي موجه إلى غياب الحديث عن مصير حركة حماس في الخطة العربية، إذ يبدو أن القمة ستطلب من مصر الحديث مع الحركة الفلسطينية بشأن تحييد سلاحها وتمكين السلطة الفلسطينية من العمل، ليكون القرار الذي ستتبناه القمة العربية لا يدعو إلى نزع سلاح حماس، وإنما إلى تمكين أجهزة السلطة من العمل في القطاع.
وستدعو القمة العربية إلى انسحاب إسرائيل الكامل من قطاع غزة ووقف حربها على القطاع والشروع في إعادة الإعمار.
وكشفت مصادر فلسطينية مشاركة في القمة لـ”الشرق” أن الخطة التي ستعرض على مؤتمر المانحين تقضي بتأسيس هيئة مستقلة لإعادة إعمار قطاع غزة تعمل تحت إشراف البنك الدولي.
وفي حال أقرت القمة العربية في القاهرة الخطة المصرية، فمن المتوقع ان يتوجه وفد عربي رفيع لعرضها على الولايات المتحدة في واشنطن.