قال وزير الدفاع التايواني ويلينجتون كو، إن الاجتماع المحتدم بين الرئيس الأميركي دونالد ترمب، ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي دفع تايوان إلى إعادة النظر في كيفية تعاملها مع الولايات المتحدة، حسبما أفادت وكالة “بلومبرغ”، الثلاثاء.
وذكر كو خلال مؤتمر صحافي، الاثنين، قبيل إصدار ترمب قراراً بتعليق جميع المساعدات العسكرية لأوكرانيا: “أدركنا تماماً أنه لا يمكن الحديث عن القيم دون التطرق إلى المصالح الوطنية”.
وأضاف: “في مواجهة الوضع الدولي سريع التغير والتهديدات المتزايدة من العدو، لا يمكننا الاعتماد على حسن نية الآخرين للحفاظ على السلام”، وهو ما اعتبرته “بلومبرغ” إشارة إلى ترمب و”التهديدات من جانب القوات المسلحة الصينية”.
وقالت “بلومبرغ” إن هذه التصريحات تعكس حجم التحديات التي تواجه المسؤولين الأمنيين في تايبيه، ومناطق أخرى تعتمد على الدعم العسكري الأميركي لمواجهة بكين، بما في ذلك اليابان وكوريا الجنوبية والفلبين.
وأضافت أن هذه الدول سيتعين عليها إعادة النظر في استراتيجياتها للتعامل مع الرئيس الأميركي بعد المشهد “الصادم” الذي شهده المكتب البيضاوي خلال لقائه مع زيلينسكي.
وعلقت الولايات المتحدة جميع المساعدات العسكرية الحالية لأوكرانيا، حتى يقرر ترمب ما إذا كانت القيادة الأوكرانية تبدي “التزاماً صادقاً” بالسلام.
وبعد الغزو الروسي الشامل لأوكرانيا عام 2022، دعت تايوان الديمقراطيات حول العالم لدعمها في مواجهة الصين، التي تسعى لفرض سيطرتها على الجزيرة التي تضم 23 مليون نسمة، “ولو بالقوة إذا لزم الأمر”.
ضمان الدعم الأميركي
ورغم احتمال استمرار تايوان في هذه الحملة، تشير تصريحات كو إلى أنها ستسعى أيضاً لإيجاد وسائل “أكثر واقعية”، لضمان استمرار الدعم الأميركي.
وأعلنت تايوان بالفعل أنها ستزيد إنفاقها العسكري كنسبة من ناتجها الاقتصادي استجابة لضغوط ترمب، كما أشارت إلى إمكانية شراء المزيد من الطاقة والمنتجات الزراعية والأسلحة الأميركية؛ لتقليل فائضها التجاري مع الولايات المتحدة، الذي سجل مستوى قياسياً العام الماضي.
كما أعلنت شركة تايوان لتصنيع أشباه الموصلات (TSMC)، أكبر شركة في البلاد، عن خطط تدعم هدف ترمب لتعزيز التصنيع المحلي، مشيرة إلى أنها ستستثمر 100 مليار دولار إضافية في مصانعها بالولايات المتحدة لزيادة إنتاج الرقائق الإلكترونية على الأراضي الأميركية.
وكثفت الصين تدريباتها العسكرية حول تايوان منذ تولي الرئيس لاي تشينج-تي منصبه في مايو من العام الماضي، لا سيما من خلال إجراء عدة جولات من المناورات العسكرية الكبرى في المياه القريبة.
والأسبوع الماضي، استخدمت الصين لهجة أكثر تشدداً، ما يشير إلى “تصعيد محتمل في تكتيكات الترهيب” وفق “بلومبرغ”، بالتزامن مع إطلاق مجموعة جديدة من التدريبات العسكرية المحدودة.
واعتبر كو أن المناورات الأخيرة أظهرت أن الجيش الصيني هو “العامل الرئيسي لزعزعة الاستقرار والمصدر الأساسي للمشكلات في منطقة المحيطين الهندي والهادئ”.