قال نائب سكرتير مجلس الأمن الروسي جريجوري مولتشانوف، الجمعة، إن التهديدات التي يُوجّهها حلف شمال الأطلسي ضد البنية التحتية للموانئ في روسيا قد “تصاعدت” في الفترة الأخيرة، مشدداً على أن “الناتو” ينظر إلى العمليات القتالية في قاع البحر باعتبارها بيئة قتالية جديدة إلى جانب البر والجو والبحر والفضاء الإلكتروني.
ونقلت وكالة “ريا نوفوستي” عن مولتشانوف قوله: “لقد لوحظ أن مصادر المخاطر والتهديدات العسكرية للاتحاد الروسي تزايدت فيما يتعلق بتعزيز حلف الناتو للإمكانات البحرية للكتلة لإجراء عمليات قتالية ضد مرافق البنية التحتية للموانئ في بلدنا”.
وأوضح مولتشانوف أنه أوصى الهيئات الحكومية، بـ”النظر في قضية التهديدات التي تتعرض لها البنية التحتية الحيوية تحت الماء والموانئ في الاتحاد الروسي، فضلاً عن التدابير اللازمة لتحييدها”.
كما أوصى رئيس مجلس الأمن الروسي بـ”تعزيز مراقبة أنشطة البلدان القادرة على خلق تهديدات للبنية التحتية الحيوية تحت الماء والموانئ في روسيا، فضلاً عن ضمان زيادة فعالية نظام الحماية الشاملة للبنية التحتية للموانئ في البلاد من مختلف وسائل هجوم العدو”.
كما أكد المسؤول الروسي أن “الناتو” يعمل على إعداد وثائق عقائدية لإجراء العمليات العسكرية في قاع البحر.
تأتي هذه التصريحات في أعقاب إعلان السويد فتح تحقيق بشأن تقارير تفيد بـ”تضرّر كابل جديد في بحر البلطيق”.
وقال رئيس الوزراء السويدي أولف كريسترشون، الجمعة، إن السلطات تحقق في تقارير تفيد بقطع كابل بحري في بحر البلطيق.
حرب الكابلات
وتعرض كابلان في بحر البلطيق، الأول يربط بين فنلندا وألمانيا، والثاني بين السويد وليتوانيا، لأضرار بالغة يومي 17 و18 نوفمبر الماضي، ما دفع وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس إلى القول إنه “يفترض أن هذا ناجم عن أعمال تخريب”.
ووجه المحققون تركيزهم بسرعة على السفينة الصينية التي غادرت ميناء أوست-لوجا الروسي في 15 نوفمبر. وأظهر تحليل أجرته “رويترز” لبيانات مارين ترافيك أن “إحداثيات السفينة تتوافق مع وقت ومكان القطع”.
وكانت سفن حربية أوروبية قد حاصرت في المياه الدولية لمدة أسبوع سفينة صينية محملة بالأسمدة الروسية بعد الاشتباه بأنها قطعت عمداً كابلين بحريين مهمين لنقل البيانات، الأمر الذي أدى إلى مخاوف من تصاعد مستوى التوترات بين بكين والعواصم الأوروبية.
وكانت التحقيقات الأوروبية قد ركزت على ما إذا كانت الاستخبارات الروسية قد “حرّضت” قبطان السفينة الصينية Yi Peng 3 التي غادرت ميناء أوست-لوجا الروسي المطل على بحر البلطيق في 15 نوفمبر الماضي، لتنفيذ “عملية التخريب”.
وتعمل الكابلات البحرية بمثابة الشرايين بالنسبة للإنترنت، إذ تنقل البيانات بين القارات، وتدعم اقتصاداً رقمياً ينمو بصورة متنامية.
وتتكون هذه الكابلات من خطوط ألياف ضوئية مضغوطة بإحكام ومغلفة بطبقات من البلاستيك القوي أو الأسلاك المصنوعة من الصلب. عندما تتعرض للكسر، يكون السبب عادة حادثاً ناجماً عن سفن الصيد الضخمة أو مراسي السفن التي يتم جرها على قاع المحيط.
وتخوض روسيا ودول حلف شمال الأطلسي صراعاً كبيراً في القطب الشمالي للتحكم والسيطرة على الكابلات البحرية التي تدعم معظم الاقتصاد العالمي.
كما يمكن لأحداث مثل الزلازل والانهيارات الصخرية تحت المياه أن تلحق الضرر بالكابلات، وتسبب زلزال خلال مارس من العام الماضي في انقطاع عدة كابلات بغرب إفريقيا، ما أسفر عن اضطرابات كبيرة في الاتصال بالإنترنت بعدة دول منها كوت ديفوار وليبيريا وبنين.