انتقد المستشار الألماني أولاف شولتز ما وصفها بـ”التعليقات العدائية” لنائب الرئيس الأميركي جي دي فانس بشأن السياسة الأوروبية، ما ينذر بتأجيج التوترات بين أكبر اقتصاد في أوروبا وواحد من أهم حلفائها، حسبما أوردت “بلومبرغ”.
واستحضر شولتز “العصر النازي” في رفضه لخطاب فانس خلال مؤتمر ميونخ لمسؤولي الدفاع والسياسة الخارجية الذي عقد الجمعة، إذ اتهم فانس الزعماء الأوروبيين بـ”تجاهل الناخبين القلقين بشأن تأثير الهجرة”.
وقال شولتز عبر منصة “إكس”: “أرفض صراحة ما قاله نائب الرئيس الأميركي جي دي فانس في مؤتمر ميونخ للأمن. من تجربة الاشتراكية الوطنية (التجربة النازية)، فإن الأحزاب الديمقراطية في ألمانيا لديها إجماع مشترك: هذا هو جدار الحماية ضد الأحزاب اليمينية المتطرفة”.
وفي السياسة الألمانية، يشير مصطلح “جدار الحماية” إلى تفاهم بين الأحزاب الألمانية لرفض التعاون مع حزب البديل من أجل ألمانيا AFD، اليميني المتطرف.
وتحدى فانس الزعماء الأوروبيين بشكل مباشر في بعض القضايا السياسية الأكثر إثارة للجدل والتي تقسم القارة، في حين أشادت زعيمة حزب البديل من أجل ألمانيا، أليس فايدل، التي التقاها دي فانس، في ميونخ، بتعليقاته. وقالت عبر منصة “إكس”: “خطاب ممتاز!”.
خلافات أوروبية أميركية
وتخاطر تعليقات دي فانس بإشعال الخلافات القائمة بين الولايات المتحدة وأوروبا بشأن الحرب في أوكرانيا والتعريفات الجمركية، بعد عودة الرئيس دونالد ترمب إلى البيت الأبيض.
ووبّخ فانس علناً زعماء أوروبيين خلال مؤتمر ميونخ للأمن، بشأن مجموعة من القضايا مثل حرية التعبير، والأمن، والهجرة غير الشرعية، في ظل التوترات المتصاعدة بين الولايات المتحدة وحلفائها المقربين، وفق شبكة NBC News.
وركّز فانس خلال اجتماع أمني رفيع المستوى على حرب أوكرانيا، وما وصفه بـ”التهديد الذي تشكله موسكو على أوروبا وبقية العالم”، وقال إن “التهديد الذي يقلقني أكثر من أي شيء آخر يتعلق بأوروبا، وليس روسيا أو الصين أو أي طرف خارجي.. ما يقلقني هو التهديد من الداخلي المتمثل في تراجع أوروبا عن بعض قيمها الأساسية، والقيم المشتركة مع الولايات المتحدة”.
وأضاف موجهاً حديثه إلى الزعماء الأوروبيين المشاركين في المؤتمر: “لقد سمعت الكثير عن ما تحتاجون للدفاع عن أنفسكم منه، وبالطبع، هذا مهم. لكن ما بدا أقل وضوحاً بالنسبة لي هو ما الذي تدافعون عنه بالضبط؟”.
وخلال الحدث، بدا أن الزعماء الأوروبيين يكثفون انتقاداتهم لتعامل إدارة ترمب مع جهود السلام، وفي تصريح سبق تعليقات فانس، قال الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير خلال المؤتمر، إن “الإدارة الأميركية الجديدة لديها وجهة نظر عالمية مختلفة تماماً عن وجهة نظرنا، وهي لا تحترم القواعد الراسخة والشراكة والثقة المتنامية”.
وتابع شتاينماير: “علينا أن نقبل ذلك، ويمكننا التعامل معه، لكنني مقتنع بأن هذا الرأي العالمي لا يصب في مصلحة المجتمع الدولي”.
ويأتي مؤتمر ميونخ للأمن وسط مخاوف متزايدة بشأن الإجراءات التي قد تتخذها موسكو إذا حصلت على مكاسب كبيرة في أوكرانيا، وخاصة في ظل تلميحات لترمب بأن الولايات المتحدة لن تدافع عن حلفائها في الناتو، إذا تعرضوا للهجوم.