قال وزير الخارجية الأميركي مارك روبيو بعد وصوله إلى بنما، الأحد، إن وزارته تعمل ليلاً نهاراً، وتفعل كل ما يلزم لتعزيز الأمن القومي للولايات المتحدة وحماية حدودها، وتعزيز الرخاء الاقتصادي للأميركيين.
تأتي تصريحات روبيو في مستهل أول رحلة خارجية له، تقوده إلى 5 دول في أميركا اللاتينية، وذلك بهدف التصدي لنفوذ الصين، وفي إطار تكثيف واشنطن جهود الحد من الهجرة غير الشرعية.
ومن المقرر أن يلتقي روبيو برؤساء بنما، خوسيه راؤول مولينو، والسلفادور، نجيب بوكيلي، وكوستاريكا، رودريجو تشافيز، وجواتيمالا، برناردو أريفالو، والدومينيكان، لويس أبي نادر.
وكتب روبيو على حسابه في منصة “إكس”، “وصلت إلى بنما هذا المساء (ليل السبت) في أول رحلة لي كوزير للخارجية”.
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترمب اتهم في خطاب تنصيبه يوم 20 يناير بنما مجدداً بخرق الوعود، التي قدمتها خلال النقل النهائي للقناة في عام 1999، والتنازل عن تشغيلها للصين، وهي ادعاءات نفتها الحكومة البنمية بشدة.
وتعهد ترمب آنذاك بأن تستعيد الولايات المتحدة القناة لكنه لم يذكر متى أو كيف.
بنما ونفوذ الصين
وكان وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو قال، الخميس، إنه “ليس لديه أدنى شك” في أن الصين لديها خطة طوارئ لإغلاق قناة بنما في حال نشوب صراع مع الولايات المتحدة، مشيراً إلى أن واشنطن تنوي معالجة ما تراه تهديداً للأمن القومي.
وقبل أيام قليلة من زيارته لأميركا الوسطى في أول رحلة خارجية له في منصبه الجديد، ردد روبيو في مقابلة مع إذاعة “سيريوس إكس إم” بعض مخاوف الرئيس دونالد ترمب بشأن النفوذ الصيني على الممر المائي الاستراتيجي.
وأشار روبيو إلى شركة مقرها هونج كونج تدير ميناءين عند مدخلي القناة على المحيط الأطلسي والمحيط الهادئ باعتبار ذلك بمثابة خطر على الولايات المتحدة لأنها “يجب أن تفعل أي شيء تطلبه منها الحكومة (الصينية)”.
وقال روبيو: “وإذا طلبت منها الحكومة في الصين خلال أي صراع إغلاق قناة بنما، فسوف يتعين عليها فعل ذلك. وفي الواقع، ليس لدي أدنى شك في أن لديهم خطة طوارئ للقيام بذلك. وهذا تهديد مباشر”.
في المقابل، نفت الحكومة البنمية بشدة صحة ما تردد عن أنها تنازلت عن تشغيل القناة للصين، وتصر على أنها تدير القناة بشكل عادل لجميع الشحنات.
رئيس بنما: مناقشة القناة غير مطروحة
من جانبه، استبعد الرئيس البنمي خوسيه راؤول مولينو، الخميس، مناقشة السيطرة على القناة مع روبيو عندما يزور البلاد. وقال للصحافيين: “القناة تابعة لبنما”.
ورغم أن القناة ذاتها تديرها بنما، فإن الميناءين تديرهما شركة مدرجة في هونج كونج، في حين تدير شركات خاصة من الولايات المتحدة وسنغافورة وتايوان الموانئ الأخرى القريبة.
ولم يكرر روبيو تعهد ترمب باستعادة القناة، لكنه أصر على أن الولايات المتحدة تعتزم معالجة القضايا التي أثارها الرئيس، قائلاً إن الوضع الحالي “لا يمكن أن يستمر”.
ومضى قائلاً: “أستطيع أن أزعم أن القناة بالفعل في أحضان الصينيين”، معرباً عن أمله في إمكانية حل القضية قريباً.