قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الخميس، إنه يريد الاجتماع مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين في أقرب وقت ممكن ووقف الحرب مع أوكرانيا، فيما أشار إلى أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أبلغه استعداد كييف لإبرام اتفاق لإنهاء الحرب الدائرة منذ فبراير 2022.
ذكر ترمب الذي عاد إلى البيت الأبيض، الاثنين، في المنتدى الاقتصادي العالمي في “دافوس” عبر تقنية اتصال مصور: “أود حقاً أن أتمكن من الاجتماع مع الرئيس بوتين قريباً لإنهاء هذه الحرب”. وأضاف: “وهذا ليس من وجهة نظر الاقتصاد أو أي شيء آخر.. بل بسبب ملايين الأرواح التي تضيع.. إنها مذبحة.. ويتعين علينا حقاً وقف هذه الحرب”.
وفي وقت لاحق الخميس، قال الرئيس الأميركي للصحافيين في البيت الأبيض إنه مستعد للاجتماع مع بوتين في أقرب وقت ممكن لإنهاء الحرب، قائلاً: “مما سمعته، بوتين يرغب في مقابلتي.. أود الاجتماع على الفور.. كل يوم لا نجتمع فيه، يُقتل جنود في ساحة المعركة”.
وأضاف ترامب أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أبلغه أنه “مستعد للتوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب”.
وأكد ترمب للمشاركين في منتدى “دافوس” أن الجهود الأميركية الساعية لتسوية سلمية “تجري الآن”، لكنه لم يذكر أي تفاصيل.
وفي الفترة التي سبقت فوزه في الانتخابات في الخامس من نوفمبر، أعلن ترمب مرات كثيرة أنه سيتوصل إلى اتفاق بين أوكرانيا وروسيا في أول يوم في منصبه، إن لم يكن قبل ذلك. والآن يعترف مستشاروه أن حسم الحرب سيستغرق شهوراً.
ترمب يهدد بوتين
وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، هدد ترمب بفرض “مستويات عالية” من العقوبات على روسيا والرسوم الجمركية على الواردات من هناك، إذا لم تتوصل موسكو إلى تسوية.
وقال ترمب في منشور عبر منصة Truth Social: “لا أتطلع لإيذاء روسيا.. أنا أحب الشعب الروسي، وكانت علاقتي بالرئيس بوتين جيدة دائماً، وهذا على الرغم من خدعة روسيا التي يروج لها (اليسار الراديكالي)”، وهو المصطلح الذي يستخدمه الرئيس الأميركي في الإشارة إلى إدارة جو بايدن الديمقراطية السابقة.
وأضاف: “يجب ألا ننسى أبداً أن روسيا ساعدتنا في الفوز بالحرب العالمية الثانية، وخسرنا ما يقرب من 60 مليون شخص في هذه الحرب. بعد كل ما قيل، سأقدم لروسيا، التي يفشل اقتصادها، وللرئيس بوتين، خدمة كبيرة جداً. التسوية الآن، ووقف هذه الحرب السخيفة، لأنها ستزداد سوءاً، إذا لم نبرم صفقة، وقريباً، فلن يكون لدي خيار آخر سوى فرض مستويات عالية من الضرائب والتعريفات والعقوبات على أي شيء تبيعه روسيا إلى الولايات المتحدة، والعديد من البلدان المشاركة الأخرى”.
ودراً على ذلك، قال المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، للصحافيين: “نحن نرصد بعناية كل الفروق الدقيقة.. ما زلنا مستعدين للحوار، وتحدث بوتين كثيراً عن هذا.. عن حوار على قدم المساواة.. عن حوار يقوم على الاحترام المتبادل”.
لكن بيسكوف رد على تصريح ترمب عن الحرب العالمية الثانية، قائلاً إن “الاتحاد السوفييتي قدم أكبر مساهمة في الانتصار على ألمانيا النازية”. وأشار أيضاً إلى خطأ ترمب في عدد ضحايا الحرب.
خفض الأسلحة النووية
وفي السياق، قال الرئيس الأميركي إنه يريد العمل على خفض الأسلحة النووية، مضيفاً أنه يعتقد أن روسيا والصين قد تدعمان خفض قدراتهما في الأسلحة.
وأضاف ترمب: “نود أن نرى نزع السلاح النووي.. وسأخبركم أن بوتين أعجبته حقاً فكرة الخفض الكبير للأسلحة النووية.. وأعتقد أننا سنجعل بقية العالم يحذو حذونا، وأن الصين ستتبعنا أيضاً”.
وهدد بوتين باستخدام الأسلحة النووية في حربه ضد أوكرانيا. وعكف الرئيس الروسي على تحديث قواته النووية ورفض محادثات مع واشنطن عن إحلال معاهدة جديدة محل معاهدة ستارت الجديدة، وهي آخر معاهدة للحد من الأسلحة بين الولايات المتحدة وروسيا، حين تنتهي في الخامس من فبراير شباط 2026.
وفي نوفمبر، قال مسؤولون أميركيون إن بوتين ما زال ملتزما بما حددته المعاهدة على الرغم من تعليقه في عام 2023 للاتفاقية التي تلزم روسيا والولايات المتحدة بنشر ما لا يزيد عن 1550 رأساً نووية استراتيجية على 700 صاروخ باليستي عابر للقارات وغواصات وقاذفات.