قال توم هومان، الذي أعلن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب ضمه إلى إدارته للسيطرة على الحدود، إن الإدارة المقبلة تعيد النظر في شن حملات أمنية ضد المهاجرين في شيكاغو، الأسبوع المقبل، وذلك بعد تسريب تفاصيل أولية بشأن العملية في تقارير إخبارية.
وأضاف هومان، الذي كان يشغل منصب المدير السابق بالإنابة لوكالة إنفاذ قوانين الهجرة والجمارك الأميركية، والملقب بـ”قيصر الحدود” في تصريحات لصحيفة “واشنطن بوست”، إن الإدارة الجديدة “لم تتخذ قراراً بعد”.
وتابع: “ندرس هذا التسريب وسنتخذ قراراً بناءً عليه”، مشدداً على أن “هذا الأمر مؤسف، لأن أي تسريب لعمليات إنفاذ القانون يعرض حياة الضباط لمخاطر أكبر”.
عملية “واسعة النطاق”
وكانت وكالة إنفاذ قوانين الهجرة والجمارك تخطط لتنفيذ “عملية واسعة النطاق” في منطقة شيكاغو، الأسبوع المقبل، تبدأ بعد يوم التنصيب، وتشمل استقدام عدد إضافي من الضباط لتعزيز عمليات الاعتقال، حسبما نقلت “واشنطن بوست” عن مسؤولين فيدراليين حاليين اثنين ومسؤول سابق تحدثوا بشرط عدم الكشف عن هويتهم.
وقال هومان إنه لا يعلم لماذا أصبحت شيكاغو “محط الاهتمام”، موضحاً أن أهداف الإدارة القادمة فيما يتعلق بإنفاذ القانون “أوسع نطاقاً” من مجرد مدينة واحدة.
وأضاف: “وكالة إنفاذ قوانين الهجرة والجمارك ستبدأ باعتقال الأشخاص الذين يشكلون تهديداً للسلامة العامة والأمن القومي في اليوم الأول. سنعتقل أشخاصاً في جميع أنحاء البلاد، دون أي قيود من القواعد التي كانت تتبعها الإدارة السابقة. لماذا ذُكرت شيكاغو على وجه التحديد؟ لا أعرف”.
وتابع: “الأمر يشمل البلاد بأكملها.. نحن لا ننفذ مداهمات عشوائية للأحياء.. لدينا خطة إنفاذ موجهة”.
ورجحت “واشنطن بوست” أن التقارير “المتضاربة” ربما تخدم أهداف الإدارة الأوسع في إنفاذ القانون، حتى في حال تأجيل العمليات أو تحويلها إلى مدن أخرى.
ويقول هومان ومسؤولون آخرون ضمن فريق ترمب إنهم يسعون لجعل المهاجرين غير الشرعيين في الولايات المتحدة يخشون الاعتقال مجدداً، ويختارون المغادرة بأنفسهم، فيما يُعرف بـ”الترحيل الذاتي”.
“أولوية قصوى”
وكان اعتقال المجرمين يمثل “أولوية قصوى” بالنسبة لجميع الإدارات الأميركية، إذ تعمل فرق ضباط وكالة إنفاذ قوانين الهجرة والجمارك عادةً على إعداد قوائم مستهدفة للمهاجرين الذين تجاهلوا أوامر الترحيل، وفق “واشنطن بوست”.
وربما يعتقل الضباط أيضاً مهاجرين آخرين غير قادرين على إثبات وضعهم القانوني، وهي استراتيجية تُعرف داخل الوكالة باسم “اعتقالات احتياطية”.
وفرض الرئيس المنتهية ولايته جو بايدن قيوداً واسعة على هذه الاعتقالات، على أمل أن يقر الكونجرس تشريعاً يمنح المهاجرين غير الشرعيين فرصة للحصول على الجنسية.
ورغم اعتراضات هومان، أكد هو ومسؤولون آخرون في إدارة ترمب المقبلة بشكل متكرر، أنهم يخططون للانتقال فوراً إلى وضع الإنفاذ، وأن أياً من المهاجرين غير الشرعيين في الولايات المتحدة، البالغ عددهم 11 مليون شخص، قد يكون هدفاً لعملياتهم.
وذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال”، التي كانت أول من نشر تقارير عن مداهمات محتملة، أن هومان قال خلال حفل عطلة الشهر الماضي في شيكاغو إن الإدارة ستبدأ المداهمات “من هنا”، وهدد بمقاضاة العمدة براندون جونسون (الديمقراطي) بتهمة إيواء مهاجرين غير شرعيين إذا حاول عرقلة العمليات.
ورفض هومان تأكيد التفاصيل بشأن احتمال نشر فرق في شيكاغو، وقال إن خطط العمليات متروكة لمكاتب وكالة إنفاذ قوانين الهجرة والجمارك الإقليمية.
وأشار إلى أن تدخل إدارة جديدة في تخطيط عمليات إنفاذ القانون قبل اكتمال انتقال السلطة “أمر غير معتاد”، لكنه اعترف بالمشاركة في مناقشات أولية حول الإنفاذ. قائلاً: “فقط قلنا لهم: استعدوا للعمل”.
وتسربت أخبار المداهمات المقررة الأسبوع المقبل، بعد أن رفض مجلس مدينة شيكاغو بشكل حاسم اقتراحاً يسمح للشرطة المحلية بالتعاون مع سلطات الهجرة، حسبما ذكرت “واشنطن بوست”.
وقال العمدة جونسون، الأربعاء، عقب التصويت: “نعتزم حماية مجتمعات المهاجرين في شيكاغو من تهديدات وكالة إنفاذ قوانين الهجرة والجمارك”.
“مداهمة كبيرة”
وخلال ظهور تلفزيوني، الجمعة، سأل جيسي ووترز المذيع في FOX News، هومان عما إذا كان “يكشف خطته” بسؤاله عن “مداهمة كبيرة” مخطط لها في شيكاغو الأسبوع المقبل. وتساءل ووترز ساخراً: “أم أنك تريد أن يعرف الناس؟ ربما يقررون الترحيل الذاتي؟”.
ورد هومان بابتسامة “قصيرة”: “ستكون هناك مداهمة كبيرة في جميع أنحاء البلاد، وشيكاغو واحدة فقط من بين العديد من الأماكن. أخيراً ستقوم وكالة إنفاذ قوانين الهجرة والجمارك بعملها. سنرفع القيود عن الوكالة وندعها تعتقل المهاجرين المجرمين. هذا ما سيحدث”.
وكان هومان من أشد منتقدي الإعلان المسبق عن تنفيذ مداهمات ضد المهاجرين خلال إدارة ترمب في عام 2018.
ووصف عمدة أوكلاند، بولاية كاليفورنيا، بأنه “متهور” و”غير مسؤول” بعد أن نبّه سكان المدينة بأن وكالة إنفاذ قوانين الهجرة والجمارك كانت تخطط لعملية مداهمة حينما كان يشغل منصب نائب مدير الوكالة.
وأشار هومان آنذاك إلى أنه بعد تسرب الخبر، نفذت إدارة الهجرة والجمارك 150 عملية اعتقال، لكنها أخفقت في القبض على 864 مطلوباً.
ون جانبه، قال جون ساندويج، المدير بالإنابة لوكالة إنفاذ قوانين الهجرة والجمارك في إدارة الرئيس السابق باراك أوباما، لـ”واشنطن بوست” إنه فوجئ بمناقشة العمليات قبل تنفيذها.
وأضاف: “لطالما كان هذا أمراً نحرص على إبقائه طي الكتمان لأسباب تتعلق بسلامة الضباط”، مشيراً إلى أن الفارين “يبدؤون في الاختباء”. وتابع: “هذا يقوّض تماماً فعالية العملية بالإعلان عنها مسبقاً”.