على الرغم من تنوّع أساليبهم في الرسم، إلا أن أعمال الفنانين المصريين الأربعة، المشاركين في معرض “ما وراء النيل”، الذي يستضيفه جاليري “بيبليوتيك” في مدينة الشيخ زايد، تعبّر عن ملامح عميقة من التراث المصري.
الفنان التشكيلي خالد عبد العاطي، المعروف بإتقانه الفن الرومانسي، شارك بثماني لوحات، عكست جوهر الحياة اليومية في مصر، من خلال رحلاته في محافظات مصر، من أقصى الشمال إلى الجنوب .
نشأة الفنان في مدينة الإسماعيلية تركت بصمتها على أعماله، ويقول: “مدينتي الساحلية أثرت ثقافتي البصرية، ومع مرور السنوات، زرت أغلب المدن المصرية، ووثّقت بكاميرتي ورسوماتي مشاهد الحياة اليومية فيها”.
من ضمن لوحاته المعروضة، بورتريه لـ”بائع العرقسوس”، الذي اشتهر بوجوده الدائم في الشوارع المصرية، ويشتهر البائع بحمله قنينة كبيرة للعرقسوس، وهو يرتدي ملابسه التراثية وعمامة في الرأس. كما ارتبط وجوده بالاحتفالات الشعبية والموالد .
يعرض الفنان بورتريه لراقص التنورة، تلك الرقصة الشعبية المعروفة في الفلكلور المصري، وتنتمي إلى التراث الصوفي، فضلاً عن مشاهد من الطبيعة المصرية، مثل واحة سيوة بالصحراء الغربية، ومشاهد لمراكب الصيد بخامات مختلفة .
شارك الفنان في العديد من المعارض الفردية والجماعية في مصر والخارج، كما رسم بوترريهات في مجال الصحافة.
أعمال الفنانة فاطمة عادل، تدلّ على تأثر كبير بالهوية المصرية، وتجسّد مجموعة من العادات القديمة، التي تختص بمرحلة الزواج وتقاليد الفرح، وكذلك لوحات عن مرحلة الإنجاب والاحتفاء بالمولود الجديد.
تقول عادل: “حرصت من خلال أعمالي على استعادة بعض العادات التي اندثرت منذ زمن، أما التقنيات التي استخدمتها، فجاءت متأثّرة بالأسلوب الشعبي الرمزي ذو الطابع الزخرفي”.
طقوس فرح كامل جمعتها الفنانة في إحدى لوحاتها، وفيها تجهيزات العروس وتزيينها وتبخيرها، واستعدادها للفرح مع صديقاتها، وحلقات الرقص والسعادة المرتبطة بالمناسبة.
كما رسمت فتاة ترتدي فستاناً ملوّناً، وهي محاطة برموز من الفن الشعبي المصري، مثل السمكة لاتساع رزقها، والورد للحب والسعادة، وغيرها من أيقونات التراث الشعبي.
الدكتورة فاطمة عادل، هي أستاذة في قسم الجرافيك بكلية الفنون في جامعة المنصورة. شاركت بمعارض محلية ودولية، بما في ذلك صالون الشباب.
حقّق الفنان أحمد سليم من خلال تقنية الفريسكو، وهي أحد أشكال الفن الذي يُستخدم فيه الجص مادة لتمليط أو تجصيص الأسقف والجدران، نجاحاً في تصميم الجداريات في مصر وخارجها، ما أكسبه شهرة في فن الجداريات.
يرأس الفنان حالياً قسم التصوير بكلية الفنون الجميلة في جامعة المنيا، وهو حاصل على الدكتوراه من جامعة زيجين بألمانيا.
يعرض الفنان لوحات جدارية بتلك التقنية، لفتيات من النوبة بصعيد مصر، ترتدين ثيابهن التراثية، وتحملن على روؤسهن القلل الفخارية.
كما يعرض لوحات زيتية توثّق مشاهد من صعيد مصر، تبرز فيها عائلات مجموعة خلال إفطار رمضان، وهم يجلسون بجوار منازلهم، التي تحيطها الطبيعة.
نظّم الفنان التشكيلي أحمد سليم أكثر من 15 معرضاً فردياً منذ عام 1995 وحتى 2024، وشارك في أكثر من 70 معرضاً جماعياً منذ عام 1987. تمّ عرض أعماله دولياً في لندن ونابولي وفنزويلا والكويت.
الفنانة غادة النجار، المشهورة بأسلوبها الفريد في المدرسة التكعيبية، عرضت “أم البنات”، وهو عمل يوحي بعطاء الأم وكرمها، فضلاً عن لوحة لكوكب الشرق أم كلثوم، خلال إحدى حفلاتها، أطلقت عليها اسم “أنت عمري” .
نظّمت النجار العديد من المعارض المحلية والدولية منذ عام 2005، كما أقامت معارض بارزة في مصر وفرنسا وإنجلترا والسعودية وغيرها.