توصل علماء إلى آلية جديدة تعمل على تحويل الدهون البنية إلى حرارة، ما يساهم في الحماية من الأمراض المرتبطة بالسمنة.
وأفاد بحث نشرته دورية “نيتشر: كومينكيشن” بأن هذا الاكتشاف ربما يكون له تأثير كبير في علاج السمنة والأمراض المرتبطة بها، مثل السكري وأمراض القلب والأوعية الدموية.
والدهون البنية هي نوع من الأنسجة الدهنية التي تحتوي على العديد من الميتوكوندريا، ما يمنحها اللون البني، وتعمل على توليد الحرارة وهي عملية يجري تنشيطها بواسطة البرودة أو محفزات أخرى.
وأظهرت دراسات عدة في العقد الأخير أن تنشيط الدهون البنية يمكن أن يحمي من السمنة والأمراض الأيضية.
ولطالما اعتقد العلماء أن السمنة يمكن الوقاية منها عبر جعل هذه الدهون تُولّد المزيد من الطاقة عبر الحرارة، لذا كان الهدف الأول هو فهم كيفية عمل هذه الآلية.
آليات تحويل الدهون إلى طاقة
لفترة طويلة كان يُعتقد أن الدهون البنية تستخدم آلية واحدة لتحويل الطاقة إلى حرارة، لكن الدراسة الحالية أكدت أن هناك آليات متعددة للمشاركة في هذه العملية.
وتوصل الباحثون إلى أن البروتين المعروف باسم MCJ الموجود في الميتوكوندريا هو المسؤول عن التحكم في إحدى هذه الآليات؛ لأنهم لاحظوا أنه عندما أزالوا البروتين MCJ من الفئران السمنة، أنها أنتجت حرارة أكثر وفقدت الوزن بشكل أكبر.
وبروتين MCJ يوجد في الميتوكوندريا التي تعتبر العضيات المسؤولة عن إنتاج الطاقة في الخلايا.
ويتميز هذا البروتين بدوره في تنظيم عملية إنتاج الطاقة داخل الخلايا، وبالتحديد في التحكم في عملية توليد الحرارة (التوليد الحراري) في الدهون البنية، والتي تلعب دوراً مهماً في الحفاظ على درجة حرارة الجسم عن طريق حرق الدهون وتوليد الحرارة.
ويعمل بروتين MCJ على تنظيم استهلاك الدهون والسكر والبروتينات داخل الخلايا لتحفيز إنتاج الحرارة. وتشير النتائج إلى أن الفئران السمينة التي زرع الباحثون في أجسامها دهون بنيّة دون البروتين MCJ شهدت انخفاضاً في الوزن.
بالإضافة إلى ذلك، لاحظ العلماء أن هذه الحيوانات كانت محمية من الأمراض الصحية المرتبطة بالسمنة، مثل مرض السكري وارتفاع الدهون في الدم.
ويفتح هذا الاكتشاف آفاق تطوير علاجات جديدة لمكافحة السمنة والأمراض المرتبطة بها.
تؤثر السمنة على أكثر من 650 مليون شخص في جميع أنحاء العالم، وهي من العوامل الرئيسية التي تساهم في تطور أمراض القلب والتمثيل الغذائي، كما تزيد من خطر الإصابة بالسرطان.
ويقول الباحثون إن السمنة تحدث عندما يكون هناك استهلاك مفرط للطعام أو عدم كفاية في استهلاك الطاقة الكلية.
ويأمل الباحثون في تطوير علاج يمكنه حجب بروتين MCJ في مرضى السمنة، ولكن يتعين عليهم أولاً دراسة ما إذا كان لهذا البروتين وظائف حيوية في أنسجة أخرى.
كما يسعى الباحثون إلى دراسة تأثير هذه التغيرات في الدهون على نمو الأورام أو الهزال وفقدان العضلات والدهون، وهي حالة غالباً ما ترتبط بالسرطان.