بحث الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان، الخميس، على هامش قمة الدول الثماني النامية للتعاون الاقتصادي في القاهرة، تطورات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط، وعلى رأسها سوريا وفلسطين.
وأكد السيسي خلال اللقاء على “ضرورة الحفاظ على وحدة واستقلال سوريا وسلامة أراضيها، وتدشين عملية سياسية سورية تضم كافة أطياف المجتمع وقواه لتحقيق مصالحة وطنية وضمان نجاح العملية الانتقالية”، بحسب بيان للرئاسة المصرية.
ووفقاً لوكالة “الأناضول” التركية، أكد أردوغان خلال اللقاء على “استمرار الدعم التركي لإعادة إعمار سوريا، وتحقيق المصالحة”، مشدداً على “ضرورة التوصل إلى وقف دائم ومستدام لإطلاق النار في غزة في أقرب وقت”.
وأشار إلى أن “تركيا ستبذل جهودها لتطوير التعاون مع مصر للوصول بحجم التبادل التجاري إلى 15 مليار دولار”، مؤكداً على أهمية “استمرار التعاون مع مصر في مجالات الدفاع والطاقة والنقل والتنمية”.
ووفقاً للبيان المصري، أعرب الرئيس التركي عن تقديره للجهود المصرية، مؤكداً اتفاقه مع السيسي على أن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من يونيو 1967وعاصمتها القدس الشرقية هي الضمانة الأساسية لاستعادة السلام والاستقرار في الإقليم.
وذكر المتحدث باسم الرئاسة المصرية محمد الشناوي، في بيان، أن الرئيسين أكدا على ضرورة مواصلة تعزيز التعاون الثنائي بين البلدين في كافة المجالات، بما يتفق مع مصالح الدولتين وشعبيهما. كما تم خلال اللقاء استعراض سبل تطوير العلاقات الثنائية، خاصةً في المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية.
وأشار الشناوي إلى أن اللقاء تناول تطورات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط، حيث تم التأكيد على ضرورة تكثيف التنسيق والتشاور بين البلدين حيال الأزمات في المنطقة لضمان إحلال السلام والاستقرار.
وفي هذا الإطار، تم استعراض الجهود المصرية للتوصل الى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة وإخلاء سبيل المحتجزين ونفاذ المساعدات الإنسانية لأهالي القطاع دون قيود أو عراقيل، بحسب بيان الرئاسة المصرية الذي ذكر أن اللقاء تناول كذلك الأوضاع في دول المنطقة، وبشكل خاص في ليبيا والسودان والصومال وسوريا.
وأشار الشناوي إلى أنه تم التأكيد على أهمية حماية سيادة تلك الدول وسلامة أراضيها وأمنها، بما يحقق لشعوبها الأمن والسلام. كما أكد الجانبان إدانتهما للانتهاكات الإسرائيلية للأراضي السورية، مشددين على ضرورة الوقف الفوري لتلك الانتهاكات.
“هدف للتوسعات الإسرائيلية”
وفي منشور على منصة “إكس”، أعرب أردوغان عن أمله بأن “تعود نتائج الجلسة الخاصة لقمة مجموعة الدول الثماني النامية حول الأوضاع في فلسطين ولبنان بالخير والفائدة على شعوب فلسطين ولبنان وسوريا”.
وذكر أن “الإدارة الإسرائيلية تواصل توسيع هجماتها مستمدة قوتها من الدعم العلني من الولايات المتحدة والدعم غير المباشر من العديد من الدول الغربية”، داعياً إلى “فرض حظر على بيع الأسلحة إلى إسرائيل، وإنهاء التجارة معها وعزلها دولياً”.
وتابع: “بعد لبنان، أصبحت سوريا أيضاً هدفاً للتوسعات الإسرائيلية، نحن نرى خطوات إسرائيل التي تتجاهل وحدة الأراضي السورية، بما في ذلك توسيع إجراءاتها الاستيطانية غير القانونية في مرتفعات الجولان”.
التطورات الإقليمية
ويأتي اللقاء على هامش قمة الدول الثماني النامية للتعاون الاقتصادي، التي قال فيها الرئيس المصري إن الاجتماع يأتي “في وقت يشهد فيه العالم، ومنطقة الشرق الأوسط بشكل خاص تحديات وأزمات غير مسبوقة، تحتل فيها الصراعات والحروب صدارة المشهد، وتسود فيه كذلك الحمائية الاقتصادية والتجارية، وازدواجية المعايير”.
وأضاف: “لعل أبرز الشواهد على ذلك، استمرار الحرب الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني في تحد لقرارات الشرعية الدولية، وما يصاحب ذلك من خطورة وتهديد، بامتداد الصراع لدول أخرى، مثلما حدث مع لبنان، وصولاً إلى سوريا التي تشهد تطورات واعتداءات على سيادتها ووحدة أراضيها، مع ما قد يترتب على احتمالات التصعيد واشتعال المنطقة من آثار سوف تطول الجميع، سياسياً واقتصادياً”.
من جهته، أعرب الرئيس التركي عن تطلع بلاده لـ”بناء سوريا خالية من الإرهاب، تعيش فيها جميع الأديان والمذاهب والإثنيات بسلام وجنباً إلى جنب.. والشعب السوري بحاجة للاتحاد وإحياء البلاد المنهكة جراء الحرب”.
ولفت إلى أنهم يتابعون “التطورات الأخيرة في سوريا عن كثب من منظور يعطي الأولوية لمصالح الشعب السوري”، مشدداً “على الأهمية التي نعلقها على استعادة سلامة الأراضي السورية ووحدتها”.
وأضاف: “باعتبارنا أعضاء في مجموعة الثماني أعتقد أنه يتعين علينا أن نقف إلى جانب إخواننا السوريين في كفاحهم الصعب”.
وتحسنت العلاقات بين تركيا ومصر بعد أن شهدت خلافات وتوترات دامت لسنوات، عقب زيارات متبادلة بين البلدين على مستوى وزراء الخارجية العام الماضي.
وكانت نقطة التحول الرئيسية هي اللقاء بين أردوغان والسيسي في نوفمبر 2022 في العاصمة القطرية الدوحة، على هامش حضورهما افتتاح كأس العالم لكرة القدم 2022.