يجتمع وزراء خارجية دول مجموعة السبع الصناعية الكبرى، الاثنين، مع دخول الحروب في أوكرانيا والشرق الأوسط مراحل حاسمة في ظل ضغوط لدفع الجهود الدبلوماسية قبل تولي الإدارة الأميركية الجديدة زمام الأمور في الولايات المتحدة.
وتأتي الآمال في التوسط لوقف إطلاق النار في لبنان وغزة على رأس جدول أعمال اجتماع مجموعة السبع خارج روما، والذي يضم وزراء من كندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان وبريطانيا والولايات المتحدة.
وفي اليوم الأول من الاجتماع، الذي يستمر يومين، ينضم إلى مجموعة السبع وزراء خارجية السعودية ومصر والأردن والإمارات وقطر، بالإضافة إلى الأمين العام لجامعة الدول العربية.
وقالت وزارة الخارجية الإيطالية: “مع الشركاء سيتم بحث سبل دعم الجهود الرامية للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة ولبنان ومبادرات لدعم السكان وتعزيز أفق سياسي موثوق للاستقرار في المنطقة”.
بحسب “أسوشيتد برس”، تعمل “الخماسية” المكونة من الولايات المتحدة والسعودية ومصر والأردن والإمارات على وضع اللمسات الأخيرة على خطة “اليوم التالي” لغزة، وهناك بعض الإلحاح لإحراز تقدم قبل أن تتولى إدارة ترمب السلطة في يناير، في ظل مخاوف من أن يتبع الرئيس الأميركي المنتخب سياسة تفضل إسرائيل بقوة على تطلعات الفلسطينيين.
إيطاليا والمحكمة الجنائية الدولية
وأضاف وزير الخارجية الإيطالي المضيف أنطونيو تاجاني بنداً آخر إلى جدول أعمال G7، الأسبوع الماضي، بعد أن أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرات اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف جالانت.
ورغم أن إيطاليا عضو مؤسس في المحكمة واستضافت مؤتمر روما عام 1998 الذي أسفر عن إنشائها، إلا أن الحكومة اليمينية في إيطاليا كانت تدعم إسرائيل بشدة بعد هجوم حماس في 7 أكتوبر، بينما قدمت أيضاً مساعدات إنسانية للفلسطينيين في غزة.
وقد اتخذت الحكومة الإيطالية موقفاً حذراً، مؤكدة دعمها واحترامها للمحكمة، لكنها أعربت عن قلقها من أن مذكرات التوقيف كانت “ذات دوافع سياسية”.
وقالت رئيسة الوزراء جيورجيا ميلوني، مرددة بيان الرئيس الأميركي جو بايدن: “لا يمكن أن يكون هناك تكافؤ بين مسؤوليات دولة إسرائيل ومنظمة حماس الإرهابية”.
وقالت ناتالي توتشي، مديرة معهد الشؤون الدولية ومقره روما، إن إيطاليا ستسعى إلى تشكيل جبهة موحدة بشأن أوامر المحكمة الجنائية الدولية، على الأقل بين الدول الست الأعضاء في المحكمة، بين الدول السبع، أي الجميع باستثناء الولايات المتحدة.
ولكن في مقال نشر بنهاية هذا الأسبوع في صحيفة “لا ستامبا”، حذرت توتشي من أنها خطوة محفوفة بالمخاطر، لأن الولايات المتحدة تميل إلى إملاء تصورها على مجموعة السبع وانتقدت مذكرات المحكمة الجنائية الدولية ضد نتنياهو ووصفتها بأنها “شائنة”.
وكتبت توتشي: “إذا لم تتمكن إيطاليا والدول الأخرى الموقعة (الخمس على مجموعة السبع) على معاهدة المحكمة الجنائية الدولية من الحفاظ على خط القانون الدولي، فإنها لن تقوضه على أي حال فحسب بل ستعمل ضد مصالحنا”، مشيرة إلى لجوء إيطاليا للقانون الدولي في المطالبة بحماية قوات حفظ السلام الإيطالية التابعة للأمم المتحدة الذين تعرضوا لإطلاق النار في جنوب لبنان.
توترات أوكرانيا
وتأتي أوكرانيا لتكون الموضوع الرئيسي الثاني على جدول أعمال اجتماع G7، حيث تصاعدت التوترات منذ أن هاجمت روسيا أوكرانيا، الأسبوع الماضي، بصاروخ باليستي تجريبي تفوق سرعته سرعة الصوت أدى إلى تصعيد الحرب المستمرة منذ ما يقرب من 33 شهراً.
وتشير “أسوشيتد برس” إلى توقعات بحضور وزير الخارجية الأوكراني أندريه سيبيها اجتماع مجموعة السبع في فيوجي، الثلاثاء، ومن المقرر أن يعقد حلف شمال الأطلسي (الناتو) وأوكرانيا محادثات طارئة بنفس اليوم في بروكسل.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قال إن الضربة كانت رداً على استخدام كييف صواريخ أميركية وبريطانية طويلة المدى قادرة على ضرب عمق الأراضي الروسية.
وكانت مجموعة السبع (G7) في طليعة تقديم الدعم العسكري والاقتصادي لأوكرانيا منذ الغزو الروسي في فبراير 2022 ، لكن أعضاء المجموعة يشعرون بالقلق بشكل خاص بشأن كيفية تغيير إدارة ترمب للسياسة الأميركية.
وانتقد ترمب مليارات الدولارات التي ضختها إدارة بايدن في أوكرانيا، وقال إنه قد ينهي الحرب في غضون 24 ساعة، وهي تعليقات يبدو أنها تشير إلى أنه سيضغط على أوكرانيا لتسليم الأراضي التي تحتلها روسيا الآن.
وإيطاليا مؤيد قوي لأوكرانيا وأيدت قرار الولايات المتحدة السماح لأوكرانيا بضرب روسيا بصواريخ أميركية الصنع بعيدة المدى، لكن إيطاليا استندت إلى رفض البلاد الدستوري للحرب في رفضها تزويد أوكرانيا بأسلحة هجومية لضربها داخل روسيا وقصر مساعداتها على أنظمة الدفاع الجوي لحماية المدنيين الأوكرانيين.