قال متحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، الثلاثاء، إن الولايات المتحدة لم تفاجأ بالتغيير الذي أعلنته روسيا في عقيدتها النووية، ولا تعتزم تعديل وضعها النووي رداً على ذلك، فيما وصف الاتحاد الأوروربي وبريطانيا خطاب موسكو النووي بأنه “غير مسؤول”.
وأضاف المتحدث في بيان: “مثلما قلنا هذا الشهر، لم نفاجأ بإعلان روسيا أنها ستحدث عقيدتها النووية، فقد أشارت روسيا إلى اعتزامها ذلك منذ عدة أسابيع… نفس الخطاب غير المسؤول من روسيا”.
ووافق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الثلاثاء، على تعديل ينص على إمكان توجيه ضربة نووية رداً على مجموعة أوسع من الهجمات بالأسلحة التقليدية، وقالت موسكو إن أوكرانيا استهدفت الأراضي الروسية بصواريخ “أتاكمز” الأميركية الصنع، وهو ما أكده مسؤولان أوكراني وأخر أميركي لوكالة “رويترز”.
وجاء في البيان الأميركي: “لم نلاحظ أي تغييرات في الموقف النووي الروسي، ولم نر أي سبب لتعديل موقفنا أو عقيدتنا النووية رداً على تصريحات روسيا اليوم”.
وأشار البيان أيضاً إلى استعانة روسيا بقوات من كوريا الشمالية في أوكرانيا، وهو ما وصفه بـ”التصعيد الكبير”.
تنديد أوروبي
من جهته، اعتبر مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، أن “أي دعوة لحرب نووية تنم عن عدم مسؤولية”، مضيفاً للصحافيين: “هذه ليست المرة الأولى التي يهددون فيها بالتصعيد النووي، وهو أمر غير مسؤول بالمرة”.
وقال رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، إن خطاب روسيا عن عقيدتها النووية “غير مسؤول”، ولن يثني بلاده من الاستمرار بدعم أوكرانيا، داعياً موسكو إلى “إنهاء الحرب” والخروج من أوكرانيا، بحسب ما نقلته شبكة SKYNEWS البريطانية.
ورداً على سؤال بشأن تحديث روسيا عقيدتها النووية، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان: “لا نستطيع القول إن الحرب التي تستخدم فيها الأسلحة النووية لها جانب إيجابي”، معرباً خلال مؤتمر صحافي على هامش قمة مجموعة العشرين بمدينة ريو دي جانيرو البرازيلية، عن أمله بأن “نتوصل إلى وقف نهائي لإطلاق النار بين روسيا وأوكرانيا بأقرب وقت ممكن ونوفر السلام الذي ينتظره العالم”.
وتحدد العقيدة المعدلة، المعروفة رسمياً باسم “أساسيات سياسة الدولة في مجال الردع النووي” التهديدات التي قد تدفع روسيا، أكبر قوة نووية في العالم، للتفكير في استخدام مثل هذه الأسلحة.
وبحسب العقيدة الجديدة، قد تفكر روسيا في توجيه ضربة نووية إذا تعرضت أو حليفتها بيلاروس لعدوان باستخدام “أسلحة تقليدية تهدد سيادتهما أو سلامتهما الإقليمية”.
أما العقيدة السابقة، التي تم تحديدها في مرسوم عام 2020، فتنص على أن روسيا قد تستخدم أسلحة نووية إذا تعرضت لهجوم نووي من جانب عدو أو لهجوم تقليدي يهدد وجود الدولة.
وتشمل التحديثات الجديدة اعتبار أي هجوم تقليدي على روسيا من دولة غير نووية مدعومة من دولة نووية هجوماً مشتركاً، بالإضافة إلى أن أي هجوم جوي واسع النطاق بطائرات وصواريخ موجهة وطائرات مسيرة تعبر حدود روسيا قد يؤدي إلى رد نووي.
وتذكر العقيدة أن “أي عدوان ضد روسيا أو حلفائها من جانب دولة غير نووية بمشاركة أو دعم دولة نووية يعتبر هجوماً مشتركاً”.
وتضيف: “أي عدوان تشنه أي دولة عضو في تحالف (تكتل أو اتحاد) ضد روسيا أو حلفائها يعتبر عدواناً من جانب التحالف بأسره”.
وأشار الكرملين إلى أن روسيا تعتبر الأسلحة النووية وسيلة للردع، وإن الهدف من النص المحدث هو توضيح بشكل قاطع للأعداء المحتملين أن الرد على أي هجوم ضد روسيا أمر حتمي.
وتسيطر روسيا والولايات المتحدة معاً على 88% من الرؤوس النووية في العالم. وبوتين هو صانع القرار الرئيسي في روسيا بشأن استخدام الترسانة النووية الروسية.
وقبل أسابيع من انتخابات الرئاسة في الولايات المتحدة مطلع الشهر الجاري، وجه بوتين بإجراء تعديلات على العقيدة النووية الروسية.
وأثارت الحرب في أوكرانيا، والتي دخلت يومها الألف، الثلاثاء، أخطر مواجهة بين روسيا والغرب منذ ما يعرف بأزمة الصواريخ الكوبية في 1962، والتي تعد أكثر مرحلة في الحرب الباردة اقتربت خلالها القوتان العظمتان آنذاك من الدخول في مواجهة نووية.
وأدت أنباء القرار المتعلق باستخدام الصواريخ الأميركية، والذي اتخذته إدارة الرئيس جو بايدن التي ستترك البيت الأبيض في يناير المقبل، رغم عدم تأكيده من واشنطن، إلى تصعيد التوتر بشأن أوكرانيا. وتقول الإدارة الأميركية إن نشر روسيا لجنود من كوريا الشمالية يمثل تصعيداً للصراع.