خلصت الاستخبارات الأميركية إلى أن عملاء روس كانوا وراء فبركة مقطع فيديو تم تداوله على نطاق واسع في مواقع التواصل الاجتماعي، الخميس، يُظهر شخصاً يدمر بطاقات اقتراع بريدية في مقاطعة باكز Bucks بولاية بنسلفانيا، حسبما أوردت شبكة CNN.
وقال بيان مشترك صادر عن مكتب مديرة الاستخبارات الوطنية، أفريل هاينز، ومكتب التحقيقات الفيدرالي FBI، ووكالة الأمن السيبراني وأمن البنية التحتية: “استناداً إلى المعلومات المتاحة للوكالات والأنشطة السابقة لجهات فاعلة روسية أخرى، بما في ذلك مقاطع الفيديو وأنشطة التضليل، تقدر الاستخبارات الأميركية أن جهات روسية قامت بفبركة وتضخيم مقطع فيديو حديث يصور بشكل زائف شخصاً يمزق بطاقات الاقتراع في بنسلفانيا”.
وأوضحت الوكالات الأميركية، أن الفيديو يعد “جزءاً من جهد روسي مستمر، لإثارة أسئلة لا أساس لها من الصحة بشأن نزاهة الانتخابات الأميركية وتأجيج الانقسامات بين الأميركيين” في الأيام الأخيرة من حملة انتخابات الرئاسة 2024.
وذكرت CNN في وقت سابق، الجمعة، أن المحققين الأميركيين يشتبهون في أن عملاء روس كانوا وراء الفيديو المزيف، فيما سارعت هيئة الانتخابات في مقاطعة باكز، شمال فيلادلفيا، إلى تفنيد الفيديو.
وقالت الهيئة في بيان: “من الواضح أن المغلف والمواد المصورة في هذا الفيديو، ليست مواداً أصلية تابعة أو موزعة من قبل هيئة انتخابات مقاطعة باكز”.
مقاطعة حاسمة
وتعد مقاطعة باكز، حاسمة في تحديد ما إذا كان الرئيس السابق دونالد ترمب أو منافسته الديمقراطية كامالا هاريس سيفوزان بولاية بنسلفانيا.
من جانبها، أفادت باتريشيا بوبريك، رئيسة الحزب الجمهوري في مقاطعة باكز، بأنها تلقت العديد من الرسائل النصية والمكالمات بشأن الفيديو.
واعترفت بوبريك، بأن الكثير من الناخبين الجمهوريين، متشككون بالفعل فيما إذا كان التصويت بالبريد آمناً، وأرادت محاولة تهدئتهم.
وتأتي جهود الحزب الجمهوري في مقاطعة باكز، للمساعدة في فضح الفيديو، جديرة بالملاحظة، لأنها تأتي في وقت استمرت فيه أصوات محافظة بارزة أخرى في جميع أنحاء البلاد في تضخيم المعلومات المضللة.
وتم حذف المنشور الأصلي للفيديو، ولكن تم إعادة نشره باستمرار عبر مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة يومي الخميس والجمعة.
شبكة Storm-1516 الروسية
بدوره، قال ديرين لينفيل، الخبير في حملات التضليل الروسية، إن الفيديو “انتشر بعد ظهر الخميس على منصة X وشاركه بعض المستخدمين، كدليل مفترض على تزوير الناخبين، لكن الفيديو تم إعداده من قبل عملاء روس”.
وأضاف لينفيل لشبكة CNN أن الفيديو “تم إنشاؤه بنفس أسلوب وطريقة العديد من مقاطع الفيديو السابقة من حملة إعلامية روسية تُعرف باسم Storm-1516”.
وتابع: “الأمر الأكثر أهمية أنه ظهر لأول مرة من حساب نشأ روايات Storm السابقة ويشارك بشكل روتيني محتوى الحملة”.
وبحسب لينفيل وخبراء في مايكروسوفت، فإن الشبكة الروسية Storm-1516، كانت وراء مقطع فيديو مزيف تمت مشاركته على منصة “إكس” هذا الشهر في محاولة لتشويه سمعة المرشح الديمقراطي لمنصب نائب الرئيس تيم والز.
يشار إلى أن الشبكة كانت وراء الحساب، نشطة لسنوات على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ حددت CNN ما لا يقل عن 9 حسابات أخرى تديرها Storm 1516 على فيسبوك وإنستجرام وتليجرام ومنصة “إكس” إضافة إلى Truth Social المملوكة لترمب وغيرها.
ووفقاً لمسؤولي الاستخبارات الأميركيين، فإن هذا الجهد يعد أحدث مثال على عمليات التأثير الأجنبي المشتبه بها قبل انتهاء الحملات الرئاسية الأميركية، حيث تحاول روسيا وإيران والصين إثارة الشك في نزاهة الانتخابات، إذ حاول العملاء الروس تشويه سمعة حملة هاريس، وحاول الإيرانيون تقويض حملة ترمب، بينما ركزت الصين إلى حد كبير على السباقات الانتخابية، بحسب مسؤولي الاستخبارات الأميركية.