قال مسؤولون مطلعون إن المكتب الرئاسي في تايوان أجرى أول تدريب يحاكي تصعيداً عسكرياً مع الصين، الخميس، في وقت تواجه فيه الجزيرة “تهديدات عسكرية” من بكين.
وذكرت المصادر، التي طلبت عدم الكشف عن هويتها بسبب حساسية المسألة، أن عشرات الوكالات الحكومية المركزية والمحلية، وكذلك الجماعات المدنية، شاركت في التدريب الذي استمر ثلاث ساعات.
وصعَّدت الصين في السنوات القليلة الماضية من ضغوطها العسكرية، ومنها الحشد الكبير لقوات بحرية هذا الشهر، والأنشطة العسكرية اليومية بالقرب من تايوان التي تعتبرها بكين جزءاً لا يتجزأ من أراضيها.
وقال مسؤول أمني مطلع على الأمر إن التدريب يحاكي سيناريوهات منها تزايد ما يعرف بتكتيات “المنطقة الرمادية” التي تستخدمها الصين ضد تايوان، وتشمل أنشطة جيوسياسية واقتصادية وعسكرية وعمليات سيبرانية، وكذلك عندما تكون الجزيرة “على حافة الدخول في صراع” لاختبار جاهزية الحكومة التايوانية، والمجتمع المدني.
وفي تعليقه على تلك التدريبات التي أجريت، الخميس، قال الرئيس لاي تشينج تي إن تايوان “تسابق الزمن” لبناء قدرتها على مواجهة الكوارث، وتعزيز “ردع العدو الغازي”.
أسلحة أميركية لتايوان
في وقت سابق من هذا الشهر، احتفلت تايوان بوصول 38 دبابة أميركية من طراز أبرامز، والتي وصفتها بـ”أعظم آلة حرب في العالم”، لكن ذلك الاحتفال جاء متأخراً عامين عن موعد التسليم المتفق عليه.
وقالت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية، إن تايوان انتظرت طويلاً لوصول أول دفعة من صفقة توريد 108 دبابات من طراز أبرامز، كانت قد وقعتها مع الولايات المتحدة قبل خمس سنوات في يونيو 2019، خلال الولاية الأولى للرئيس المنتخب دونالد ترمب.
وكان من المخطط أن يتلقى الجيش التايواني أول دفعة من دبابات أبرامز M1A2 المتطورة في عام 2022، لتحل محل دبابات باتون من حقبة حرب فيتنام التي اعتمد عليها جيش تايوان لعقود من الزمان.
لكن الولايات المتحدة تأخرت عن هذا الجدول الزمني بسنتين، إذ أضافت جائحة فيروس كورونا، والحروب الجديدة في أوكرانيا والشرق الأوسط ضغوطاً على صناعة الدفاع الأميركية.
ولعقودٍ من الزمان، كانت واشنطن أهم داعم عسكري لتايبيه، إذ تزوّدها بالأسلحة اللازمة لردع أي هجوم محتمل من جانب الصين.
وفي 9 ديسمبر، أنشأ الجيش التايواني مركزاً للاستجابة في حالات الطوارئ، ورفع مستوى التأهب، قائلاً إن الصين أقامت سبع مناطق من المجال الجوي المحمي، وأرسلت أساطيل بحرية، وقوارب خفر السواحل إلى المياه المحيطة بالجزيرة.
مناورات صينية
ومنذ تولي لاي منصبه، أجرت الصين جولتين من التدريبات الكبرى حول تايوان هذا العام للضغط على تايبيه، واحدة في مايو، والثانية في أكتوبر.
وقالت الصين إن المناورات الحربية في أكتوبر الماضي، كانت بمثابة “تحذير من الأعمال الانفصالية”، بعد أن ألقى لاي خطاباً، قال فيه إن “تايبيه ستقف في وجه تحديات بكين”.
وتقول الصين إن الجزيرة تابعة لها، ولم تستبعد استخدام القوة في فرض سيطرتها عليها.
وتحتج بكين بانتظام على إعلانات مبيعات الأسلحة الأميركية إلى تايوان، وتدينها باعتبارها تدخلاً في شؤونها السيادية.
وانتقدت بكين، المساعدات العسكرية الأميركية الجديدة لتايوان، قائلة إن الحزمة البالغة 571 مليون دولار – أعلن عنها البيت الأبيض مؤخراً – تنتهك بشكل خطير “مبدأ الصين الواحدة” وبنود البيانات المشتركة بين الصين والولايات المتحدة.
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، إن بكين ستتخذ “كل التدابير اللازمة” لحماية سيادتها وسلامة أراضيها، ووصف تايوان بأنها “خط أحمر لا يجب تجاوزه” في العلاقات الصينية الأميركية، وفقاً لبيان أصدرته الوزارة.