قالت وزارة الدفاع الأميركية “البنتاجون”، إن قوات كوريا الشمالية، قاتلت للمرة الأولى إلى جانب القوات الروسية ضد جنود أوكرانيين، في منطقة كورسك، وتكبدت “خسائر فادحة”، حسبما نقلت “فاينانشيال تايمز”.
وشنت القوات الأوكرانية توغلاً في كورسك هذا الصيف، وقالت كييف في أكتوبر الماضي، إن 11 ألف جندي كوري شمالي تم نشرهم هناك لمساعدة القوات الروسية في محاولة استعادة المنطقة.
وتمكنت موسكو من استعادة نحو 20% من الأراضي التي فقدتها هذا الصيف، بحسب مسؤول أميركي تحدث شريطة عدم كشف عن هويته.
وقال المتحدث باسم البنتاجون، بات رايدر، للصحافيين، الاثنين الماضي، في أعقاب تقارير أوكرانية عن دخول قوات بيونج يانج في المعركة: “نقدر أن جنود كوريا الشمالية شاركوا في قتال في كورسك”، مضيفاً أن “لدينا مؤشرات على أنهم تكبدوا خسائر فادحة”.
وفي وقت لاحق من الاثنين الماضي، قال منسق الاتصالات الاستراتيجية بمجلس الأمن القومي الأميركي، جون كيربي، إن عشرات الجنود الكوريين الشماليين، لقوا حتفهم أو أصيبوا.
وذكرت مديرية الاستخبارات العسكرية الأوكرانية، أن القوات الكورية الشمالية كانت متورطة مع القوات البحرية والمحمولة جواً الروسية، التي شنت هجمات حول قرى بليخوفو وفوروبيزا ومارتينوفكا في كورسك.
وردت القوات الأوكرانية بنشر طائرات بدون طيار انتحارية ومدفعية ثقيلة ضد القوات الروسية والكورية الشمالية.
وقدرت مديرية الاستخبارات العسكرية الأوكرانية عدد الضحايا بنحو 200 على الجانب الروسي، بما في ذلك 30 كورياً شمالياً لقوا حتفهم أو جرحوا.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الاثنين، إن الروس “يحاولون إخفاء خسائر الكوريين الشماليين”، وأن وكالات استخباراته “تعمل على تحديد المدى الكامل للخسائر الفعلية”.
أخطاء مكلفة
وأظهرت بعض المقاطع المنشورة على منصة تليجرام، جنوداً يهرعون سيراً على الأقدام فوق تضاريس ثلجية، بينما تنفجر القذائف من حولهم.
وأظهر مقطع فيديو صورته طائرة بدون طيار أوكرانية، جثث 23 جندياً، يفترض أنهم جميعاً من كوريا الشمالية، حسبما نقلت “فاينانشيال تايمز”.
وقال مركز استراتيجيات الدفاع، وهو مركز أبحاث أمني مقره كييف، في إفادة صحفية، إن القوات الكورية الشمالية “أجبرت على مواجهة حقول الألغام الأوكرانية، التي يصل عمقها إلى كيلومترين، للوصول إلى قرية بليخوفو في كورسك”.
وأشار مركز استراتيجيات الدفاع، إلى أن القوات الكورية الشمالية “تتجدد بأفراد جدد” بعد الخسائر لـ”مواصلة العمليات القتالية النشطة” في كورسك.
وأضاف أن الهجمات الروسية الكورية الشمالية الأولية، واجهت مشكلات في الاتصال، مما أدى إلى أخطاء مكلفة.
وأضاف مركز استراتيجيات الدفاع: “لا يزال حاجز اللغة عقبة صعبة أمام فرض السيطرة وتنسيق الإجراءات”. وادعى أن هذا أدى إلى وقوع حادث “نيران صديقة”، حيث هاجمت القوات الكورية الشمالية عن طريق الخطأ وحدة من الجنود الشيشان، الذين يقاتلون إلى جانبهم.
وقال زيلينسكي، السبت الماضي، إن روسيا بدأت في استخدام “عدد كبير” من الجنود الكوريين الشماليين في هجماتهم على المواقع العسكرية الأوكرانية في كورسك.
وأضاف أن الروس يستخدمونهم فقط للعمليات في كورسك، حيث توغلت القوات الأوكرانية في أغسطس، لكنه حذر من أن نشرهم قد يمتد إلى أجزاء أخرى من خط المواجهة.
تقدم روسي في شرق أوكرانيا
وحققت القوات الروسية في الأشهر الأخيرة، أسرع وأكبر تقدم في ساحة المعركة داخل أوكرانيا منذ فبراير 2022، وخاصة في منطقة دونيتسك الشرقية.
وأفاد مسؤولون عسكريون ومحللون أوكرانيون أن القوات الروسية، الآن، على بعد 3 كيلومترات فقط من مدينة بوكروفسك الاستراتيجية.
ولم يؤكد الكرملين وجود قوات كورية شمالية في كورسك، لكن الرئيس فلاديمير بوتين أشار في أكتوبر الماضي، إلى وصولها، قائلاً “إنه لم يشك على الإطلاق في أن القيادة الكورية الشمالية تأخذ اتفاقياتنا الأمنية المتبادلة على محمل الجد”.
وذكرت صحيفة “فاينانشال تايمز” الشهر الماضي، أن جنرالاً كورياً شمالياً أصيب في ضربة “ستورم شادو” في كورسك.
وفرضت الولايات المتحدة، الاثنين، عقوبات على ثلاثة جنرالات من كوريا الشمالية، هم كيم يونج بوك، وري تشانج هو، وكيم جيوم تشيول، الذين قالت الاستخبارات الأوكرانية إنهم كانوا يشرفون على آلاف الجنود الذين أرسلتهم بيونج يانج للقتال في كورسك.